هل ترفض أميركا الفدرلة والتقسيم في لبنان؟؟

كتب أحمد الإبراهيم – وكالة أنباء آسيا

2023.07.20 - 08:20
Facebook Share
طباعة

ترتفع في هذه المرحلة من تاريخ لبنان أصوات الداعين الى التقسيم تحت عنوان الفيدرالية. أي قيام كيانات على النمط السويسري حيث تعيش كل أقلية في كانتون منفصل في حكمه لنفسه على كافة الصعد لكنه ينتمي الى كيان موحد هو الدولة السويسرية. لكن هذه الاصوات المسيحية بشكل أساسي تريد الذهاب أبعد من كيان موحد الى قيام كيان مسيحي منفصل عن لبنان بكل مكوناته الأخرى وتحميه قوات رمزية من قوى كبرى مثل أميركا وفرنسا ليصبح هذا الكيان مونتي كارلو لبنانية تتمتع بالاستقلال الكامل لكن تتعاون مع الدول العربية ومع أوروبا بشكل اساسي إقتصاديا وثقافيا وماليا.


ويلقى هذا الطرح قبولا واسع الانتشار منذ العام 2019 في الساحة المسيحية اللبنانية، كما أن اللوبي الاسرائيلي الداعم لما يسمى لوبي لبناني يساند هذا الطرح وهناك أعضاء في الكونغرس من الصهاينة حضروا مشاريعا لتبني دعمٍ أميركيٍ رئيسيٍ لكيان مسيحي منفصل في لبنان بوصفه حلّا لحماية المسيحيين بحيث تصبح مشكلة اللجوء الفلسطيني والسوري في لبنان عاملا مساعدا على القضاء على حزب ال له وتهديده للعدو الإسرائيلي.


والوضع كذلك فما هو موقف الادارة الأميركية الحقيقي من هذه الطروحات التي يفترض انها غير واقعية لصغر مساحة لبنان؟؟


المراقب للتعامل الأميركي الرسمي مع لبنان يجد أن لا مصلحة للأميركيين في التقسيم لان ذلك سيحول جنوب لبنان الى ساحة مواجهة يومية مع الاسرائيليين وقد يشكل الامر عاملا مساعدا لحزب ال له فيفرض سيطرته على كامل الاراضي اللبنانية بما فيها منطقة المسيحيين المنقسمة المفترضة.


كما أن للأميركي مصلحة في بقاء لبنان مسيحيا اسلاميا يضغطون من خلال حكومته ورئاسته والرأي العام غير الشيعي فيه على حزب ال له لعقلنته في مواجهة متطلبات دعم الفلسطينيين في الداخل. فلولا محاذير حصار شامل يجري ضربه على لبنان لقام حزب ال له باطلاق الصواريخ على اسرائيل في كل مرة إستهدف فيها الصهاينة المدنيين الفلسطينيين في الضفة وغزة.


هكذا هو التفكير الاميركي حاليا مع وجود متطرفين تابعين للوبي الصهيوني في الادارة مما لا يفكرون بهذه الطريقة ويحبذون التقسيم.


عمليا لا يبدو أن الأميركيين مع التقسيم الذي سيصيب أولا الجيش والقوى الأمنية. وفي هذا الإطار لا يزال التدريب الأميركي للقوى العسكرية والأمنية اللبنانية نشطا.


و بالتزامن مع التدريبات الجوية التي تجريها قيادة المنطقة الوسطى مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، أطلقت الـ navcent القوة البحرية الأمريكية التابعة للمنطقة الوسطى، تمرين Resolute Union 2023 في قاعدة جونيه البحرية في لبنان، بمشاركة عناصر من فرق التدريب الأميركية والبريطانية والفرنسية ووحدات لبنانية وأردنية وعراقية ومصرية، يستمر لمدة 8 أيام وينفذ بقيادة القوات البحرية في الجيش اللبناني ومشاركة وحدات أخرى. يهدف التمرين إلى تعزيز قدرات القوات البحرية والوحدات المشاركة وتفعيل التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات في مجالات: عمليات الإبرار، المراقبة والسيطرة على المسطح المائي، الغطس، إتلاف الذخائر، البحث والإنقاذ، اعتراض السفن وتفتيشها وطب الغطس.


البعض من المتشائمين يرون أن التدريبات لا تعني دعما أميركيا لوحدة لبنان بل ربما تفيد في ملف التقسيم من خلال حماية اميركية عربية للكيان المسيحي المستقل يجري التدرب عليه من الان بحراً وبراً. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2