لماذا الآن؟ ولماذا يتم بهذه السهولة تسليم الدولارات الفريش الى المقتحمين، فبعدما كانت في السابق تتصدر وسائل التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات المودعين الذين يقتحمون المصارف للحصول على اموالهم، وموجة التغريدات الداعمة لهم التي كانت تتقاطر من كل حد وصوب، بات اليوم ومع عودة مسلسل الاقتحامات الى الواجهة، أكثر ما يشغل بال المواطنين حصولهم على أجوبة لهذه الاسئلة، وهم يشجعون بعضهم البعض الاقدام على مثل هذه الخطوة للحصول على اموالهم المحتجزة.
مصادر مصرفية اكدت انها كانت تتوقع حصول إقتحامات جديدة في فترة الصيف، ملمحة الى ان أشخاصًا في جمعية المودعين وتحالف "متحدون"، إستطاعوا الحصول على معلومات تشير الى ان المصارف تحتكم خلال هذه الفترة على سيولة عالية، بسبب حصولها على بعض من إحتياطها بالدولار من مصرف لبنان، وبفعل العجلة الاقتصادية التي دارت مع بداية فصل الصيف وعودة المغتربين وطفرة السياح الاجانب الذين أنعشوا الاسواق اللبنانية بالدولار الفريش، الذي بدوره انعش خزائن المصارف.
ومن خلال ذلك، تشير المصادر الى ان ما يحدث داخل المصرف، من حيث تسليم المقتحم وديعته في دقائق معدودة خير دليل على ذلك، ففي السابق كانت محاولات الاقتحام تأخذ ساعات طويلة من النقاش والجدل بين المصرف والمودع والقوى الامنية والمصرف المركزي، ليتم في نهاية الامر إعطاء وعد للمودع المقتحم بالحصول على جزء صغير من وديعته، اما اليوم فالوديعة تحضر بكاملها في دقائق، وهذا ما حدث داخل أحد المصارف في منطقة انطلياس، حيث احتاجت عملية استرجاع الوديعة لما يقارب 15 دقيقة فقط.
وبعدما أعلنت الدائرة الإعلامية في "بنك الموارد"، أن المودع إدغار عواد، الذي سطا على البنك، حصل على مبلغ يتجاوز أضعاف أضعاف قيمة وديعته، أكدت جمعيّة "صرخة المودعين"، أنّ عواد سلّم لفصيلة أنطلياس المبلغ الزائد عن وديعته وهو 35200 دولار، وأحتفظ فقط بقيمة وديعته البالغة 15000 دولار.
بدوره، رد عواد على بيان المصرف، متسائلاً لماذا هذه الاتهامات وإظهار المودعين وكأنهم يأكلون حقوق غيرهم، او حتى سارقين، موضحاً انه خلال وصول الدرك الى مدخل منزله، كان يهم بالخروج لتسليم المبلغ الزائد الى مخفر انطلياس، مشيراً الى ان هناك فيديوهات توثق ذلك.
واضاف: "مش عيب عليكم؟"، رديت لكم من خلال المخفر المبلغ الزائد وبالضبط ٣٥،٢٠٠$ لأني أريد حقي فقط لا غير، بالرغم من كل الخسائر المادية وحتى في الصحة النفسية طوال السنوات الماضية، ومع أني أعلم أنكم حمقى، لا تعلمون المبالغ لديكم بالتحديد ومعي ورقة تثبت ذلك".
وتابع: "لو عرفتكم بهل مستوى الدنيء، كنت رحت تبرعت بالمبلغ لجمعية خيرية ترعى الأطفال،أما عن شكركم مخفر أنطلياس، بلا بطولات وهمية".
واشارت المصادر ايضا الى ان سبب عودة الاقتحامات في هذه الفترة قد يكون تخوف البعض من اقفال المصارف مع نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان، او لجوء بعضها الى الاعلان عن افلاسها.
وبعد إشاعة أخبار عن نية المصارف إقفال فروعها، تكثفت خلال اليومين الماضيين موجة الاقتحامات ووصلت الى 4، ما دفع جمعية مصارف لبنان التلويح بالعودة إلى التدابير التنظيمية السابقة، في حال لم تتوقف الاعتداءات عليها، وذلك تجنباً لحصول ما لا تُحمَدُ عقباه.
واعتبرت ان حملة الاعتداءات عليها ممنهجة لتدفع بالمصارف إلى الإقفال، مشيرة الى ان المصارف تُنَبِّه بأنها، مع ما تتعرض له من اعتداءات وخاصة ما يتعرض له موظفوها والزبائن المتواجدين داخل الفروع، لا تستطيع الاستمرار بمتابعة أعمالها وكأن شيئاً لم يكن.