في ظل حالة الجمود السياسي على الساحة اللبنانية وبإنتظار ما سيرشح عن اجتماع اللجنة الخماسية وغيرها من اللقاءات الاقليمية والدولية، يبرز بعض الحراك الداخلي، وفي هذا السياق جاءت زيارة رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الى الديمان، ولقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، حيث تناول اللقاء الشأن الداخلي ومختلف الملفات السياسية والاقتصادية.
وتعقيبا على الزيارة كشفت مصادر الوزير وهاب عبر وكالة آسيا الى ان "الوزير وهاب وفي ظل الجمود القائم يسعى الى إحداث خرق ما، بهدف كسر حالة المراوحة القائمة وتحريك المياه الراكدة".
وحول فحوى زيارته الى الديمان ولقائه البطريرك الراعي تشير المصادر الى "انها تأتي في سياق الدفع نحو ايجاد الحلول الداخلية بعيدا عن الرهان على الحلول الخارجية التي يبدو انها ستبقى مجمدة، بإنتظار حصول التفاهم الإيراني – الأميركي حول ملفات المنطقة، وتضيف: "لكن في ظل الوضع القائم لا يمكن الإنتظار كثيراً لأننا أصبحنا في حالة إنهيار للمؤسسات".
وتشير مصادر الوزير وهاب الى ما يحصل على صعيد حاكمية مصرف لبنان، وتؤكد انه "لا بد من إيجاد حل سريع ولا يمكن تبرير حصول الفراغ بذريعة عدم خرق الدستور، حيث نشهد خرقاً مستمراً للدستور على أكثر من صعيد، وبالتالي يمكن ايجاد المخرج لمسألة الحاكمية من خلال إجتهاد دستوري، خصوصا في ظل وجود حكومة تصريف أعمال، حيث لا يمكن اجراء اي تعيين بظل الفراغ الرئاسي الحاصل، وهذا ما يؤكد الحاجة الى إيجاد المخارج الدستورية لا سيما في ما يتعلق بملف حاكمية مصرف لبنان".
كذلك تلفت المصادر الى ان "نائب الحاكم الاول لمصرف لبنان وسيم منصوري لا يملك كفاءة وقدرة سلامة على ادارة الملف المالي، بغض النظر عن دور رياض سلامة وتحميله مسؤولية الانهيار الحاصل، علما ان هناك اطراف اخرى مسؤولة عن الانهيار كما لا يمكن عدم تحميله المسؤولية، لكن السؤال المطروح هل تتم معالجة الإنهيار بالإنهيار؟.
وتتابع المصادر:"من هذا المنطلق تأتي زيارة الوزير وهاب الى الديمان حيث تم طرح ملف رئاسة الجمهورية، وتم البحث أيضاً بملف حاكمية مصرف لبنان وكان هناك توافق في وجهات النظر مع البطريرك الراعي، لجهة التأكيد على ضرورة ايجاد مخرج يتيح التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونوابه، بحيث يكون دورهم خلال هذه الفترة أقرب الى تصريف الأعمال".
وتشدد مصادر الوزير وهاب على انه لا يملك أي طرح او مبادرة رئاسية او يحمل مبادرة لتسويق مرشح معين، وتشير الى انه خلال زيارته الى الشيخ نعيم قاسم، استمع وهاب الى وجهة نظر الحزب والإصرار على الحوار مع الآخرين، بهدف شرح دوافعهم للتمسك بترشيح فرنجية للرئاسة، واستعدادهم لتقديم الضمانات والاجابات والتساؤلات حول هذا الترشيح".
وتختم المصادر مشيرة الى ان "شرط الحزب هو اجراء حوار جامع وليس بشكل ثنائي مع القوى السياسية، مع التأكيد على التمسك باتفاق الطائف على ان تتم مناقشة كافة الملفات بعد وصول رئيس للجمهورية الى قصر بعبدا".