تدهور الوضع المعيشي في مصر يدفع الجزارين الى مبادرات لإنقاذ المواطنين من الجوع

2023.07.17 - 07:21
Facebook Share
طباعة

 بمحافظة سوهاج في إحدى محافظات صعيد مصر، بادر رجل خمسيني يمتلك محل جزارة بعرض يعتبر الأول من نوعه، إذ أعلن عن بدء بيع اللحوم بالقطعة، حتى يتمكن المواطن من الحصول على اللحم بعد أن ارتفعت أسعاره بشكل جنوني خلال الأشهر الماضية.

محمد قدري شافع،  صاحب المبادرة يروى لوكالة أنباء آسيا قائلاً:" الفكرة جاءت بعدما تراجع معدل إقبال الزبائن على شراء اللحوم، بعد أن كان محله مزدحمًا بالزبائن، وذلك بسبب ارتفاع أسعار اللحوم بشكل مبالغ فيه، إذ وصلت إلى قرابة 350 جنيها، جعلت الفقراء عاجزين عن شراء اللحوم وأكلها".
وعن طريقة بيع اللحوم بالقطعة قال:"«نضع القطعة على الميزان المدخل إليه سعر الكيلو، فمثلا لو كان وزنها 100 جرام نبيعها بسعر 27 جنيها تقريبا(0.87 دولار) ».  مشيرًا إلى  أن أسعار القطع تبدأ من 20 جنيها (0.64 دولار)، وتصل إلى 30 جنيها (دولار)، للأوزان المناسبة للطهي وإعداد الوجبات المصرية.
وتوقع شافع أن تعمم هذه المبادرة في عدد من محلات الجزارة في محافظات مصر المختلفة، نظرًا لارتفاع أسعار اللحوم وزيادة رقعة الفقراء في مصر وتدني الرواتب والأجور، وأوضح أن مجموعة من الجزارين تواصلوا معه لتدريبهم على تقطيع اللحوم بطريقة مناسبة للوصول إلى الوزن المطلوب.
المبادرة انتقلت بعد أيام من محافظة سوهاج إلى أسيوط وهي إحدى محافظات صعيد مصر، إذ أقبل عم أيمن على بيع اللحوم بالقطعة بعد المبادرة التي انطلقت في محافظة سوهاج.
يقول عم أيمن للوكالة :"الهدف من المبادرة مساعدة المواطنين والتخفيف عنهم ليتمكنوا من تناول اللحوم وثمن القطعة 80 جرام ب 25 جنية ( أقل من الدولار)".. مشيرًا إلى أنه بدأ في تنفيذ المبادرة لرفع الحرج عن المواطن ولمساندة الفقراء. وأضاف:"الزبون بيكون عايز ربع كيلو وينتظر خروج الجميع ليتجنب الإحراج حتى يحصل على قطع  اللحم من أجل أبنائه".
وأوضح أن بعض الجزارين يرفضون بيع اللحوم أقل من الكيلو، وهذا يجعل المواطن الفقير في إحراج شديد، لذا أرى أن هذه المبادرة تساعد المتعففين من الفقراء في الحصول على اللحم بأسعار تناسبهم.
وجاءت تلك المبادرات بعد أن قفزت أسعار اللحوم بزيادة تتجاوز 130% في مصر خلال عام تزامناً مع تغير سعر صرف الجنيه 3 مرات.
من جهته يرى رئيس جمعية (مواطنون ضد الغلاء) محمود العسقلاني، أن "ثقافة المواطنين في الشراء والاستهلاك يجب تغييرها خلال الفترة المقبلة"، مشيرًا إلى أن جمعيته أطلقت هي الأخرى مبادرة لبيع اللحوم بالتقسيط (الشراء والدفع على دفعات) نظراً إلى ارتفاع أسعار اللحوم في الأسواق علاوة على ارتفاع أسعار الماشية الحية اضافة الى ارتفاع أسعار الأعلاف محلياً.
في السياق أعلنت شركة "ميتا ميت" الناشئة عن إطلاق أول منصة متخصصة في مصر تحت اسم "مواشيك" لبيع المواشي واللحوم بكافة أنواعها بالتقسيط كأول سوق إلكتروني للمواشي .
وأشارت الشركة في بيان صادر اليوم، إلى أن ذلك يأتي في إطار سياسية التخفيف عن المربين والمستهلكين عقب تحرك أسعار اللحوم والمواشي خلال الفترة الماضية. وتتراوح أسعار اللحوم الحمراء الطازجة في مصر بين 300 إلى 400 جنيه في المجازر، فيما توفر وزارة التموين لحوماً في منافذها الاستهلاكية بأسعار بين من 200 إلى 225 جنيهاً.
وتتباين أسعار اللحوم في مصر وفقاً للمناطق الريفية أو الحضرية أو القرى والمدن، وكذلك بين السلاسل الغذائية الكبرى أو في محلات الجزارة بالأسواق في المحافظات، ويتراوح كيلو اللحم البقري بين 285 جنيهاً (9.25 دولار) إلى 395 جنيهاً (12.79 دولار) بحسب المناطق الجغرافية. وعن أسعار اللحوم الأخرى في السلاسل الغذائية الكبرى فيبدأ سعر كيلو اللحم البقري المجمد من 290 جنيهاً (9.39 دولار) إلى أكثر من 400 جنيه.
من جهته،  ربط  هيثم عبد الباسط نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة الجيزة التجارية بالاتحاد العام للغرف التجارية موجة ارتفاع الأسعار بثلاثة عوامل، قائلاً "العامل الأساسي هو تقلص كميات اللحوم التي تستوردها وزارة الزراعة المصرية نتيجة شح العملة مما قلص من حجم المعروض فارتفعت الأسعار"، مضيفاً "أما السبب الثاني فيرجع إلى سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي على مدار العام، إذ إن نسبة التراجع في قيمة العملة المحلية يعادل نسبة الارتفاع في أسعار اللحوم تقريباً. وحول العامل الأخير قال زغلول إنه يعود إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بمقدار 200 في المئة في غضون عام، هذا إلى جانب ارتفاع كلفة الأدوية لعلاج الماشية".
وأوضح زغلول أن هناك حالة ركود إجباري عند المواطنين، إذ إن المستهلك عزف عن الشراء نتيجة ارتفاع الأسعار تزامناً مع تراجع مستوى دخل الفرد لغالبية المواطنين المصريين.
في المقابل، أوضحت دراسة للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI)، أجريت خلال أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، على أكثر من 6 آلاف أسرة فقيرة وشبه فقيرة من جميع أنحاء مصر، أن 85% من الأسر خفضوا استهلاك اللحوم و75% قللوا استهلاك الدجاج والبيض.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن 65.8% من الأسر تأثر نمط إنفاقها على السلع الغذائية وغير الغذائية نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضحت الدراسة أن حوالي 90% من الأسر انخفض استهلاكها من البروتينات -اللحوم والطيور والأسماك- عما كان قبل بداية الحرب.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5