وقائع من الانتخابات التركية

2023.05.13 - 06:11
Facebook Share
طباعة

تشهد الانتخابات التركية تكتلًا للمعارضة أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواجه معارضة شديدة على مدار السنوات الأخيرة، نظراً للاخفاقات التي شهدها عهده.

وتعمل بلديات المدن الكبرى ضد الرئيس التركي في الانتخابات التي من المقرر اجراؤها قريبا في تركيا، وهذا يعطي أولوية كبيرة للمرشح المعارض، إذ خسر حزب اردوغان تلك المدن خلال الانتخابات البلدية في 2019.

وتواجه الحكومة الحالية بإدارة أردوغان تبعات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، إذ تسبب الزلزال المدمر يوم 6 فبراير/شباط 2023، في هلاك أكثر من 50 ألف شخصًا في تركيا، وتركز الدمار في المناطق التي غالبية سكانها من العلويّين والأكراد والعلاهيين، وهم يعانون تقصيرًا وإهمالًا شديدًا من الحكومة التركية، الأمر الذي يعزز فرص المرشح المعارض.

وبالإضافة إلى كلّ ذلك، وفي الوقت الذي تساعد المخابرات الروسية في رفع أسهم أردوغان في الانتخابات التركية من خلال عمليات ترويج تضليلية، أو من خلال التأثير المباشر على إتجاهات الرأي العام التركي من خلال وسائل إعلام ناطقة بالتركية ويشغلها الروس على السوشال ميديا، هناك نشاط مخابراتي على المستوى الدولي لدعم المرشح المعارض.

ومن المقرر أن يتم إجراء انتخابات الدور الأول من الانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية في 14 مايو/أيار. حيث تُنظَّم الانتخابات الرئاسية في دورتين بين المرشحين اللذين يحصلان على أكبر عدد من الأصوات إن لم يحصل أي من المرشحين على الأغلبية في الدور الأول.

ومن الواضح أن هناك تلاعب من كل طرف بالنتائح في استطلاعات الرأي، ففي حين يقول أنصار الرئيس التركي، أن أنصار منافسيه يرشون بتقدمهم في استطلاعات الرأي، أظهر تسريب أمني من أجهزة المخابرات الألمانية لصحيفة دير شبيغل في تقريرٍ إخباري محفّزٍ للجاليات التركية في اوروبا على معارضة اردوغان أن" الرئيس التركي يتقدم منافسه في الانتخابات بفارق بسيط والجاليات في الخارج قد تحسم النتيجة".

ويدعم أردوغان “تحالف الجمهورية” (Cumhuriyet İttifakı) الذي يتألّف بشكل أساسي من حزب أردوغان، حزب العدالة والتنمية (AKP) الذي يتولى السلطة منذ 2002، وله 285 نائبًا منتهية ولايتهم من أصل 600. وبجواره حزب الحركة القومية المتطرف (Milliyetçi Hareket Partisi-MHP)، الحليف الرئيسي لحزب العدالة والتنمية في البرلمان بـ 48 نائبًا، وهو القوة الثانية في هذا الائتلاف، إضافة إلى العديد من الأحزاب القومية والمحافظة الصغيرة والأقل أهمّية.

ويعد تحالف الأمة (Millet İttifakı) المنافس الرئيسي لتحالف الجمهورية، ويُبرز برنامجه بشكل أساسي عن ليبرالية سياسية لمكافحة الفساد، وليبرالية اقتصادية ممزوجة بحدّ أدنى من الحقوق الاجتماعية.

ويسعى هذا التحالف على استرداد 418 مليار دولار يُقدّر أنها سُرقت من الدولة من قبل النظام وأتباعه. وينتظم هذا التحالف حول حزب الشعب الجمهوري (Cumhuriyet Halk Partisi)‏ القومي من يسار الوسط، صاحب 134 نائبًا. وقد انضمّ إليه الحزب الجيِّد (İyi Parti) القومي المتطرف، الذي يضمّ 36 نائباً، فضلاً عن عدة أحزاب أصغر. يدعم هذا التحالف كمال كليتشدار أوغلو.

أما تحالف المعارضة الثاني، اليساري، هو تحالف “العمل والحرية” (Emek ve Özgürlük İttifakı)، وقد تشكل حول حزب الشعوب الديمقراطي (Halkların Demokratik Partisi)، وهي حركة قومية كردية ويسارية، لها 57 نائبا منتهية ولايتهم. أخيرًا، يدعم تحالف السلف (Ata İttifakı) القومي سنان أوغان.

ويصب انسحاب محرم إينجه، المنشق عن حزب الشعب الجمهوري، لصالح مرشح المعارضة، إذ سيلتحق ناخبوه بالتبعية بالمرشح المعارض كمال أوغلو.

لكن بالرغم من ذلك، تحوم الشكوك حول قدرة كمال كليتشدار أوغلو في حسم الانتخابات، بل ويرى أن خيار المعارضة ضعف في تمثيله، إذ أنه لا يتمتع بالصفات التي تجعله “الأكثر أهلية” للانتخاب، بسبب هويته الكردية والعلوية، في بلد ذي غالبية سنية كبيرة .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2