التعادل "السلبي" في تأمين الأصوات والنصاب يُعيد التسويات الرئاسية إلى نقطة الصفر

زينة أرزوني – بيروت

2023.05.10 - 09:41
Facebook Share
طباعة

 يقول مصدر سياسي انها المرة الاولى التي تنقلب فيها الادوار في الاستحقاق الرئاسي، فبعدما كانت كلمة السر حول اسم الرئيس الجديد للبنان تأتي مغلفة في ظرف من الخارج، او يهبط بـ"البراشوت" على المتخاصمين في السياسة داخلياً، باتت اليوم الدول الاقليمية والدولية تنتظر الاحزاب السياسية الاتفاق على مرشح توافقي لإنهاء الشغور الرئاسي الذي شارف على عتبة الستة أشهر، او السير بما إتفق عليه خارجياً.

فبحسب المصادر، هذا التبدل سببه التعادل "السلبي" في القوى الذي اعاد التسويات الخارجية الى نقطة الصفر، فما من فريق سياسي قادر على فرض مرشحه، ولا اي طرف يمتلك الرقم 65 ليجمع بها اصوات الفوز، فلا المعارضة استطاعت رغم جولات الحوار والنقاشات الطويلة التوصل الى اسم واحد، ولا فريق الثامن من اذار او الثنائي الشيعي قدر على تأمين الفوز او نصاب جلسة الانتخاب لمرشحه المطروح اسمه ضمن تسوية خارجية.
تأمين نصاب الجلسة وحصولها على الميثاقية، هي الاسلحة التي يحملها كل فريق بوجه الاخر ليحول دون فوز مرشحه وعدم ايصاله الى قصر بعبدا، فبحسب المصادر انه رغم رفع الفيتو السعودي عن مرشح الثنائي سليمان فرنجية، وتمسك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالمبادرة التي توصل فرنجية الى الرئاسة، رغم عرقلة الاميركي لذلك، الا ان عوامل داخلية كثيرة تمنعه من الوصول الى بعبدا اقله في المدى المنظور، وفي مقدمتها تسمية كلّ من سمير جعجع وجبران باسيل.
وتؤكد المصادر ان التقارب بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، هو تقارب افتراضي قائم على مصلحتهما بقطع الطريق امام فرنجية، ولذلك بحسب المصادر، خاض الفريقان، عبر النائبين جورج عطالله من "التيّار" وفادي كرم من "القوات"، جولة مفاوضات لم تعطِ نتائج متقدّمة بالاتفاق حول مرشح، إلا أنّ التحالف الافتراضي بينهما ما يزال قائماً، إذ أنّ كلّاً منهما يراقب الآخر ويحرص مرة على تحريضه، ومرة أخرى على عدم إزعاجه، ودائماً على عدم دفعه الى تغيير موقفه من فرنجيّة، فأيّ تغيير في موقف أحدهما سيعني حكماً، تعبيد الطريق أمام وصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة.
وتشير المصادر الى انه لو أًخذ تحرك باسيل وجعجع كل على حدى، فنجد ان جعجع كان مستعجلاً، منذ بداية الشغور لتسمية مرشح لفريق المعارضة، ثم شارك في اختيار النائب ميشال معوض وشجعه على الموافقة، الا انه غير قادر على فرضه على البقية.
وتلفت المصادر الى انه رغم الليونة في الموقف السعودي تجاه فرنجية الا ان جعجع بقي مصراً على موقفه الرافض ولو مورست ضغوطٌ عليه.
أما على خط باسيل، ورغم تشكيك البعض بأنه سيعدل عن موقفه الرافض بمجرد تواصل الحزب معه، الا ان باسيل ذهب إلى أكثر من رفض الانتخاب، إذ أعلن أنّه لن يشارك في تأمين النصاب للجلسة.
وترى المصادر ان العقدة الاساس في ما خص الملف الرئاسي، ان كل فريق يتعامل مع هذا الاستحقاق على قاعدة مرشحنا او لا احد، اضافة الى الثقة المفقودة بين غالبية الاطراف التي تتعاطى مع هذا الموضوع، فيما برز حديث عن محاولات لاستشراف إمكانية اتفاق القوى المعارضة على مرشح وسطي، لكن المساعي لم تصل إلى أي نتيجة بعد.
حيال ذلك، فان المصادر ترى ان الشكوك في احتمال انتخاب رئيس قبل حزيران باتت مشروعة، وان تحقيق ذلك بات يقترب الى الاستحالة، الا في حال حملت الايام المقبلة تطورات غير موضوعة في الحسبان، خصوصا وان المعلومات تتحدث عن حركة دولية ممكن ان تسجَّل في الايام المقبلة تجاه لبنان، بالتوازي عن كلام يتردد ايضا عن ان الفاتيكان تستعد لكي تشارك في حركة الاتصالات الدولية باتجاه الضغط لانتخاب رئيس لكي ينتظم عمل المؤسسات في لبنان الذي لا بدّ من ان يخرج من ازماته التي باتت تقلق البابا والدوائر الفاتيكانية.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7