ترقب وترصد وتهديد بالإنسحاب من الحوار الوطني.. ماذا يحدث في مصر؟

فريدة جابر- القاهرة

2023.05.06 - 09:05
Facebook Share
طباعة

 حالة من الارتباك سادت الساحة السياسية في مصر، مع إعلان محامين حقوقيين خبر القبض على عم وخال المعارض المصري والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أحمد طنطاوي، وذلك عشية الحوار الوطني، الذي بدأت جلسته الافتتاحية يوم الأربعاء الماضي.

وكانت النيابة قد قررت حبس أقارب المرشح المحتمل وعدد من أنصاره 15 يوما على ذمة التحقيقات، بتهم تنوعت بين الانضمام لجماعة إرهابية وحيازة مفرقعات ومنشورات.

الأمر الذي دفع المرشح المحتمل، في الساعات الأولى من صباح اليوم،  إلى إعلان تأجيل عودته إلى القاهرة، والتي كانت مقررة ظهرًا، إلى موعد لاحق خلال الأسبوع الجاري لم يحدده حتى الآن، مرجعًا ذلك إلى "حرصه على سلامة من يرغبون في استقباله في المطار".

وكان الطنطاوي قد طلب في مقطع فيديو نشره عبر صفحته الرئيسية أول من أمس، عدم استقباله في المطار، إثر القبض على عمه وخاله الخميس، لكنه أشار في بيانه اليوم، إلى أنه تلقى على خلاف ذلك رسائل كثيرة تفيد بالرغبة في انتظاره في المطار.

وتابع أنه "مع إلحاح عدد كبير ومتزايد بمرور الأيام وإصرارهم على التوجه لمقابلتي بالمطار حاولت كحلّ بديل استئجار قاعة للمؤتمرات بالقاهرة لأخرج من المطار إليها ولنلتقي بها"، مشيرًا إلى أنه توجه لأكثر من جهة تملك مثل هذه القاعات بطلبات "قوبلت جميعها بالرفض"، مضيفًا "أترك لمن شاء من تلك الجهات أن يعلن من جانبه إذا أراد ولم يرَ في ذلك حرجًا أو سببًا لانتقادٍ عام".

واعتبر الطنطاوي زيادة الرغبة في استقباله "رد فعل متوقع لما حدث"، في إشارة إلى القبض على قريبيه، واللذين وجهت لهما تهمة "أنهما كانا ينويان إثارة الشغب أثناء استقبالي بالمطار، وهو أمر ليس له أية صلة بالحقيقة لا من قريب ولا من بعيد" على حد وصفه.

في المقابل، أصدرت الحركة المدنية الديمقراطية المعارضة بيانًا قالت فيه إنها تدرس جدوى استمرارها في المشاركة في الحوار الوطني، الذي انطلقت فعاليته أول أمس الأربعاء، في ظل "التطورات المعيقة" لنجاحه. فيما وصف المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي استهداف أقارب الطنطاوي "عدوان على القانون".

ونشر صباحي على الفيسبوك أن "القبض على أقارب أحمد الطنطاوي عدوان على القانون والقيم الأخلاقية، وتغليب للعضلات الأمنية على العقل السياسي، وإزهاق لروح الحوار". وأضاف "أطلقوا سراح الأبرياء".

أما الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم عدة أحزاب سياسية معارضة من بينها حزب الكرامة الذي كان يترأسه الطنطاوي، فقالت في بيانها إنها "ستتحلى في هذا الصدد بأقصى درجات ضبط النفس"، ولكنها استدركت بالتأكيد على أن "الاستمرار في ظل هذه الأجواء أمر بالغ الصعوبة".

وأشارت الحركة إلى أنها قررت المشاركة في جلسات الحوار "بعد أن وصل لها تعهدات باستكمال الضمانات التي طالبت بها الحركة وتوافقت عليها مع الجهة الداعية". ومع الإشادة بالمشهد العامر "بتنوع الحضور وفتح المجال للرؤى المستقلة والمعارضة" خلال جلسة افتتاح الحوار الوطني "إلا أننا تفاجأنا بأخبار عن القبض على اثنين من أقارب وعدد من أنصار النائب السابق المعارض أحمد الطنطاوي الذي أعلن عودته إلى مصر في السادس من مايو وأنه ينظر في احتمال خوضه الانتخابات الرئاسية ربيع العام المقبل".

وأعادت الحركة التذكير بأن "نجاح الحوار من ناحية واستمرار الحركة في فعالياته من ناحية أخرى مرهون بتوفير الأجواء المناسبة، وعلى رأسها مدى توفر الأمن والأمان للأطراف المتحاورة كافة. وتؤكد الحركة أن هذه الممارسات لايمكن فهمها سوى بأنها ممارسات تقف خلفها إرادة واعية لاستبعاد الحركة من الحوار، وهو ما يعني افشال الحوار نفسه".

وتساءل البيان عن إمكانية الاستمرار في الحوار "بينما تطاردنا أخبار الحبس يوميًا لأعضاء الأحزاب وأصحاب الرأي وأقارب السياسيين في ممارسات لا يمكن معها أن ينجح أي حوار جاد وحقيقي يحتاجه المواطنون والوطن؟!".

من جهته أكد قيادي داخل الحركة المدنية لوكالة أنباء أسيا فضل عدم ذكر اسمه، أن قيادات داخل الحركة قد تواصلت على مدار أمس مع المرشح المحتمل لاثنائه عن العودة ظهر اليوم حتى لا يتم القاء القبض عليه ويتم تعقيد المشهد السياسي أكثر مما عليه.

وأوضح المصدر السياسي، أن الحركة تتواصل وتجتمع بشكل دوري لبحث الموقف السياسي، وأوضح أن قرار الانسحاب ليس ببعيد في حال تعقدت الأمور أكثر من ذلك.

وأشار إلى أن الأزمة لم تنته حتى الآن، وإعلان تأجيل عودة طنطاوي ما هو إلا تأجيل للأزمة. مؤكدا على أن الحركة تترقب عودة طنطاوي وما سيترتب عليه.

من جهتها جددت عدد من المنظمات الحقوقية، المطلب بالتوقف الفوري عن استهداف أفراد المعارضة وأسرهم، والإفراج الفوري عن المحتجزين منهم، مذكرين بأن حل الأزمات المتعددة التي تواجهها مصر اليوم يتطلب حياة سياسية حرة ومنفتحة.

وفي السياق أكد عدد من المستقلين المشاركين في الحوار على ضرورة وجود الارادة السياسية اللازمة للتصدي بحسم لمثل تلك الممارسات  كي لا يتحول الحوار الوطني لمشهد ديكوري غير مقبول بدلا من أن يكون جسرا لاستعادة الثقة.

وأعلن أحمد الطنطاوي، عضو مجلس النواب السابق ورئيس حزب “الكرامة” سابقا، نيته العودة إلى مصر يوم 6 مايو 2023 قادما من العاصمة اللبنانية بيروت.

وقال الطنطاوي في إعلانه العودة في 22 مارس الماضي: “وحشتوني ووحشني وطني الذي لم يغادر عقلي وروحي ووجداني لحظة واحدة”.  وأضاف: “أعود إلى مصر بإذن الله يوم السبت 6 مايو على طائرة مصر للطيران القادمة من بيروت والتي تصل مطار القاهرة 12.30 ظهرا، لأقوم بواجبي في تقديم البديل المدني الديمقراطي الذي تحتاج إليه مصر ويقدر عليه شعبها العظيم”.

وقال الطنطاوي في سبتمبر 2022، إن سفره إلى بيروت كان بغرض الدراسة ولإعداد نفسه علمياً وعملياً ولفترة مؤقته سيعود بعدها إلى وطنه الذي “لا يستطيع كائناً من كان أن يمنعه من أن يسكن فيه”، حسب تعليقه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4