الشيخ قطان لآسيا: خطر التكفيريين موجود و السنّة أوّل ضحاياه

زهراء احمد- وكالة انباء آسيا

2023.05.04 - 10:17
Facebook Share
طباعة

 يختلف توجه تنظيم د ا ع ش عن غيره من التنظيمات الإرهابية في عمليه التجنيد. إذ يركز على نوعية من الشباب اصحاب السجلات النظيفة والذين لم يسبق لهم ان اشتركوا في اي قتال او نزاع سابق، وحتى انه لا يستقطب أي شخص ينتمي لأي حزب اسلامي جهادي آخر .

وقد اعتمد في تجنيده على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحدد التقارير الأمنية والاعلامية، بأن 80 بالمائة من الذين انتسبوا للتنظيم تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والجزء الآخر تم تجنيده عن طريق انتماء أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء.

وكان اغلب الذين انتموا الى التنظيم قد أبلغوا ذويهم انهم مسافرون بعقود عمل، ثم تم التبليغ عنهم بأنهم مفقودون، وهذا تقريباً ما حصل في أغلب حالات طرابلس والشمال ، حيث بدأت حالات اختفاء الشباب تظهر الى العلن ومن بعدها تتلقى عائلاتهم اتصالاً هاتفياً يبلغونهم من خلاله أنهم أصبحوا في العراق .

ويستغل التنظيم حالة الفقر المتفشي في طرابلس وخصوصاً في المناطق التي يركز نشاطه فيها مثل القبة، والتبانة، وغيرها من المناطق التي تردح تحت الفقر و الحرمان، ليستقطب أكثر عدد ممكن مغرياً إياهم بمبالغ مالية، في حين يتجاوب مع التنظيم بسبب الحماسة الدينية أو بسبب الخطاب المتطرف الذي لازال موجوداً في العديد من المؤسسات الدينية والقنوات الاعلامية والتي تمهد الأرضية لهذه التنظيمات بشكل مباشر لجذب الشباب المراهق، اضافة لحالة اليأس التي وصل إليها الشباب بسبب الاهمال الحكومي لهذه المدينة المنكوبة. والنقطة الأهم والاخطر في هذه القضية أن التنظيم وحسب المعلومات والتقارير، يبقي عدداً كبيراً من المجندين داخل الأراضي اللبنانية كخلايا نائمة، وهذا يعني ان التنظيم يتحيّن الفرصة لأي خلل أو انهيار أمني حتى يفرض سيطرته على المدينة، ويتخذ منها قاعدة لانطلاق عملياته الإرهابية. وهذا ليس بالمسألة الصعبة على تنظيم له تجارب سابقة في الموصل مثلاً كبرى مدن العراق ، والرقة في سوريا.  

لذلك فإن هناك خطراً كبيراً على هذه المدينة خصوصاً وان التنظيم قد تلقى ضربات كبيرة في العراق وسوريا وليبيا،  وبدأ يبحث  عن مساحة أخرى يتحرك فيها بحرية أكبر ، خصوصاً ونحن نتحدث عن بلد فيه تعقيدات امنية كبيرة، من المخيمات التي تعتبر خارج سيطرة الدولة، الى موضوع النزوح الذي يعتبر بيئة خصبة لجذب عدد من الإرهابيين خصوصاً وان هناك عددًا كبيراً من النازحين هو في الاصل مطلوب أمنياً في سوريا بقضايا إرهابية.

فضيلة الشيخ الدكتور أحمد القطان رئيس جمعية "قولنا والعمل" أكد في تصريح لوكالة أنباء آسيا بأن  موقفه من انخراط عدد كبير من شباب طرابلس والشمال في التنظيمات الإرهابية وخصوصاً في العراق ومقتل العديد منهم، هو موقف يتماهى مع الشريعة الإسلامية السمحاء ومع العقيدة التي ترفض أن ينخرط الشباب في مشروع ضد الإسلام وضد سنة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، لأن المنهج التكفيري لا يمت إلى الإسلام وإلى سنة رسول الله بِصلة، لذلك فإن الموقف من الناحية الشرعية هو تحريم انخراط الشباب في هذه التنظيمات التكفيرية الإرهابية، وندعو الاهل ورجال الدين أن يعوا خطورة هذا الفكر  على ديننا. 

وعن موقف دار الفتوى اعتبر الشيخ القطان ان عدم وجود فتاوى أو مواقف صريحة وواضحة من دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية يعود إلى الامور السياسية ، ولكن انا أجزم أن سماحة المفتي وكل علماء اهل السنة والجماعة الا ما رحم ربي الا القليل المتعصب الذي يحمل الفكر التكفيري، وأن معظم علماء اهل السنة والجماعة لا يؤيدون اصحاب الفكر التكفيري ، ويحذرون من هذا الفكر لأننا نعلم أن هؤلاء خطرهم على اهل السنة والجماعة هو يفوق اي خطر على مذهب أو طائفة أخرى،واضاف لوكالة انباء آسيا أننا رأينا في العراق كيف كانوا يفجرون المساجد إلى جانب الحسينيات لأن أئمة هذه المساجد ليسوا على مذهبهم أو لا يؤيدون فكرهم،  ورأينا كيف أن (الشيخ مهدي الصميدعي) الذي تعرض لعدة محاولات اغتيال وهو من كبار علماء السنة ومفتي العراق وكان سماحته من العلماء الذين يملكون فكراً متنيراً لا يؤيد الإرهاب والتكفير . 

لذلك نحن نشدّد على دار الفتوى بأن تتخذ مواقف علانية ضد هؤلاء وتدعو كل العلماء للتحذير من هذا الفكر ولترشيد الخطاب الديني من أجل أن يكون الخطاب الوحدوي هو الخطاب السائد من أجل تنشئة جيل مسلم يتمتع بفكر معتدل، فكر اسلامي محمدي أصيل، وهذه الدعوة ليست فقط للمسلمين من اهل السنة والجماعة بل هي دعوة ايضاً للمسلمين الشيعة ولكل المسلمين أن يرشدوا الخطاب الديني وان يسعو من أجل وحدة الصف الإسلامي. 

علامات استفهام كبيرة وعدة تساؤلات مهمة، أولها كيف يتم تجاوز الحدود اللبنانية السورية وصولاً للعراق، وكيف يتم مغادرة هذا العدد من الشباب والتبليغ عن الفقدان من دون علم الأجهزة الامنية. وفي ظل هذه الحالة المتكررة من التجنيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لماذا لا يتم مراقبة وضبط هذه المواقع، ومن يتواصل معها خصوصاً وان هناك صفحات تضع صور القتلى من الشباب وتروج لهم بأنهم شهداء وهناك تفاعل كبير مع هذه الصفحات، ومن خلالها يتم التواصل والتعارف والتجنيد. 

لذلك فإن مراقبة هذه المواقع ومتابعة أصحابها وملاحقتهم أمنياً يجب أن يكون الهدف الأساسي اضافة إلى ضبط الحدود والسيطرة عليها وإلى إجراء إصلاحات وحلول ، وخلق فرص عمل مؤسساتية لاحتواء البطالة المتفشية في هذه المدينة المكتظة، أي مدينة طرابلس و محيطها، اضافة إلى الدور الروحي لدار الفتوى والمؤسسات الدينية وخطباء المنابر والقنوات الاعلامية  عبر دعوتهم الى إعلان موقف حازم وواضح من انخراط الشباب بهذه التنظيمات حتى لا يتحول أبناؤنا الى قنابل بشرية متنقلة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10