أين يقف الإخوان من الصراع الدائر في السودان؟

2023.05.02 - 09:46
Facebook Share
طباعة

 عادت جماعة الإخوان في السودان إلى المشهد السياسي من جديد، ولم تكن عودة الجماعة مع اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وإنّما تمت على مراحل منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2021 مباشرة، فقد جمّد قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتّاح البرهان عمل لجنة تفكيك نظام الـ (30) من يونيو/حزيران، وإزالة التمكين واستعادة الأموال المنهوبة، وأعاد كوادر الحركة الإسلامية وجناحها السياسي حزب المؤتمر الوطني إلى الخدمة المدنية ومفاصل الدولة والبعثات الدبلوماسية.

إلى جانب هذا سمح البرهان لجماعة الإخوان بالعودة إلى الساحة السياسية بقوة عبر واجهات جديدة؛ أهمها ما يُعرف بالتيار الإسلامي العريض، ويضم التيار نحو (10) فصائل، تنتمي معظمها إلى تيار الإخوان، بينما يدين بعضها بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية د ا ع ش.

كانت عودة رموز الحركة الإسلامية، للفضاء السياسي في السودان، في وقت لم يعلن فيه البرهان عن رفض لهذه العودة، مسار تأويلات وتكهنات حول مدى التنسيق الدائر بين قيادة الجيش، وقيادات من الحركة الإسلامية، وما إذا كان هذا التنسيق يصل إلى حد التحالف غير المعلن لرعاية مصالح الطرفين، أم مجرد تنسيق مواقف لقطع الطريق على القيادات المدنية المتمثلة في قوى الحرية والتغيير، التي تكنّ عداء كبيرًا لكل من المكون العسكري من جانب، ورموز وقيادات الحركة الإسلامية من جانب آخر.

في المقابل، يسوق قائد قوات الدعم السريع " حميدتي" في خطابه عودة الإسلاميين، ليس فقط للداخل، لكن للمجتمع الدولي والأطراف الإقليمية الفاعلة في الملف السوداني.

وهو ما عززه إطلاق سراح أحمد هارون، مساعد البشير السابق، مؤخرا، وهو أحد رموز الحركة الاسلامية والمطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في سجن كوبر الذي كان يقبع فيه الرئيس المعزول عمر البشير ومستشاريه ومساعديه من رموز المؤتمر الوطني.

في المقابل، اتهمت أطراف سودانية الإخوان بإشعال الصراع القبلي وتمديد الصراع إلى مناطق أخرى، في مدينتي مدني في وسط البلاد وكوستي في منطقة النيل الأبيض، وسط أنباء عن إغلاق الطريق القومي الرابط بين وسط البلاد وشرقها.

ويرى الضابط المتقاعد في الجيش السوداني خليل محمد سليمان، أن الحركة الإسلامية سعت وعملت بجهد خلال الفترة الماضية لأجل جر البلاد الى الحرب بغرض الحيلولة دون الوصول إلى اتفاق سياسي نهائي يعيد مسار الانتقال الديمقراطي وتشكيل سلطة مدنية جديدة.

ويقول في تصريحات صحفية إن "الحركة الإسلامية معنية بشكل أساسي بما يدور في المشهد الحالي، فهي وصلت إلى ما تصبو اليه، وبعد أن فقدت رفاهية الخيارات كان لزاماً دخول معركة كسر العظم".

من جهته، يقول المحلل السياسي أحمد حمدان؛ إن عناصر الإخوان هم أول من بشر بقرب اندلاع حرب ضارية، فقد كتب القيادي في التنظيم عمار السجاد قبل أسبوع ناصحاً كل من يستطيع مغادرة العاصمة الخرطوم فليفعل، وهو ما يؤكد صلتهم بما يدور اليوم.

ويضيف "خلال شهر رمضان خرج فلول النظام السابق بكثافة وأقاموا إفطارات جماعية وتخللت خطاباتهم رسائل صريحة بأنهم عائدون الى المشهد السياسي في السودان، وإن كان ذلك بالعنف، وهذا الأمر يشير إلى تسبب الاخوان في إشعال نار الحرب الدائرة الآن". وتابع "رمت الحركة الإسلامية بكل ثقلها من أجل خلق أوضاع فوضوية في السودان وهذا يمثل اخر خياراتها بعد أن فشلت كافة مخططاتها السابقة في اجهاض عملية الانتقال الديمقراطي وتقويض إرادة الشعب".

وتعتبر القوى الإسلامية من القوى المتجذرة في السودان، فهي من أقدم المكونات الدينية والسياسية والاجتماعية، وبدأ نشاط الإخوان المسلمين عام 1946، مرورا بتأسيس الجبهة الإسلامية للدستور التي ضمت إلى جانبهم بعض الأحزاب العتيقة عام 1955، ثم جبهة الميثاق الإسلامي 1964-1969، ثم الجبهة القومية الإسلامية 1985-1989، وصولا إلى الحكم الكامل بعد ذلك ولمدة 30 سنة بقيادة عمر البشير.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3