"نيو" جبهة مسيحية.. لتعزيز الحصص حكومياً ام للتشويش على فرنجية رئاسياً؟

زينة أرزوني – بيروت

2023.04.21 - 09:56
Facebook Share
طباعة

 تُجمع الاوساط السياسية المتابعة لمجريات الاتصالات بين الفرنسيين والسعوديين واللبنانيين، ان لبنان سيكون على موعد مع انتخاب رئيس جديد في نهاية شهر ايار، او منتصف حزيران، مؤكدة ان الطبخة الرئاسية باتت قاب قوسين من نضوجها، وان التسوية ستكون سلة واحدة مع الحكومة المقبلة، مؤكدة ان اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اساسي فيها، اما اسم رئيس الحكومة قد يتبدل بين نواف سلام، او شخصية أخرى، حيث كشفت مصادر سياسية ان السعودية تتجه لتسمية شخصية سنية من خارج الندوة السياسية الراهنة، ليكون رئيساً للحكومة على ان لا يكون اسمه مستفزاً لاي طرف من الاطراف اللبنانية.

ومع استشعار القوى السياسية المسيحية الرافضة وصول فرنجية الى قصر بعبدا، ان التسوية اتية لا محالة وان حزب ال له ليس مستعجلاً وليس بصدد التراجع عن دعم رئيس تيار المردة للوصول الى كرسي بعبدا، بدأت هذه الاحزاب بالتشويش والعمل على تشكيل جبهة مسيحية جديدة، بحسب المصادر، لعدم تأمين النصاب لجلسة انتخاب يكون فيها مرشح الممانعة الرابح، حتى لو وصل بهم الامر لحظة الطلاق السياسي بين القوات اللبنانية والسعودية، او بين التيار الوطني الحر والحزب، فوفق حساباتهم اصبح الثلث المعطل اي 43 نائباً مضموناً، 19 نائباً من المحسوبين على القوات اللبنانية، 15 نائباً من كتلة التيار الوطني الحر، بعد إستثناء نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ونواب الطاشناق الثلاثة والنائب السني عن عكار محمد يحيى والنائب المسيحي عن عكار أسعد ضرغام من حسابات تكتل "لبنان القوي"، اضف الى هذه الجبهة الجديدة أربعة نواب من كتلة "الكتائب" وميشال معوض وسبعة نواب تغييريين وهم: ميشال دويهي، ابراهيم منيمنة، سنتيا زرازير، بولا يعقوبيان، فراس حمدان، حليمة قعقور ومارك ضو، ولكن السؤال الذي تطرحه المصادر هنا هل "نيو جبهة"، ستكون قادرة على الصمود في وجه التسوية الاقليمية، وهل كل من القوات والتيار سيتحملون الخسارة جراء تمسكهم برأيهم وعدم المضي بوصول فرنجية الى الرئاسة واخذ البلاد نحو الفوضى، كما حصل عندما قرر القادة الموارنة، (أمين الجميل وسمير جعجع وميشال عون) عام 1988، ورفضوا معادلة "مخايل الضاهر أو الفوضى"، التي أرساها آنذاك التفاهم الاميركي السوري على الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وإتفاق الموفد الأميركي ريتشارد مورفي والرئيس السوري حافظ الأسد في دمشق على هذه المعادلة، التي سقطت وعمت الفوضى بعدها في لبنان، واخذت الجميع الى اتفاق الطائف في نهاية المطاف؟

ولحشد جبهةٍ معارضة، شهدت دوائر قصر الإليزيه حركة لبنانية معارضة لانتخاب فرنجية بحسب المتابعين، بدأت مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي يحاول التسويق لمبادرته اي لرئيس توافقي، وانتهت مع النائب سامي الجميل، الذي جدد للإدارة الفرنسيّة المخاوف من وصول رئيس تحد الى كرسي الرئاسة.

ولنفس الهدف، تحاول المعارضة المسيحية التي لم تتفق على اسم مرشح توافقي حتى اليوم، جمع نفسها حول مشروع بديل، يضعها في الموقع القوي الذي يتيح لها رفض خيار فرنجية والذهاب الى خيار آخر، الا ان حدة مواقفها ليست سوى انفعالية ظرفية بحسب المراقبين، فهي لا تستطيع خوض معركة في وجه التسوية متى فُرضت، حتى ان البعض يضع شحنهم الطائفي وسقف اتهاماتهم للاخرين ضمن خانة الخائفين من التسوية الاتية، ولتحسين شروطهم علهم يحصلون على حصة أكبر في الحكومة الجديدة، فجميع القوى المسيحية لا تريد ان تكون خارج السلطة ومنافعها في المرحلة المقبلة، وترى المصادر ان المقايضة الداخلية ستكون على حصص وزارية مقابل فتح الطريق امام فرنجية الى بعبدا، وتستند المصادر في رؤيتها على تصريحات جبران باسيل بشأن تمسكه بوزارة الطاقة في الحكومة المقبلة إذا تمسك الثنائي الشيعي بوزارة المالية، وانطلاقا من هذا يبدو ان لدى التيار الوطني قابلية اكبر على الدخول في التسوية، فهو بعدما خسر الرئاسة، ليس في وارد الخروج من السلطة.

اما بشأن"القوات اللبنانية" فتؤكد المصادر انه لا يوجد اسهل من فكفكة عقدتها، ففي الوقت الذي تقول فيه السعودية نعم لانتخاب فرنجية فان القبول في حضور جلسة الانتخاب سيأتي من معراب اسرع من البرق.

في غضون ذلك، من الواضح بحسب المراقبين ان الحركة الدبلوماسية الفرنسية في لبنان التي تسوق لفرنجية، والبرنامج الانتخابي الذي قدمه من بكركي، ينطويان على نوع من الارتياح بأن مسار التسوية انطلق، حيث تؤكد المصادر ان ما كان متعثراً قبل اسابيع فُككت عقده قبل ايام، بعدما تمكنت فرنسا من فتح كوة في جدار تصلب الرأي السعودي الرافض لفرنجية بعدما قدم ضمانات حول الاستراتيجية الدفاعية والعلاقة مع سوريا والعمل على معالجة ملف اللاجئين السوريين، والعمل على وقف تهريب الكبتاغون والمخدرات الى السعودية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8