تُجمع الاوساط السياسية المتابعة لمجريات الاتصالات بين الفرنسيين والسعوديين واللبنانيين، ان لبنان سيكون على موعد مع انتخاب رئيس جديد في نهاية شهر ايار، او منتصف حزيران، مؤكدة ان الطبخة الرئاسية باتت قاب قوسين من نضوجها، وان التسوية ستكون سلة واحدة مع الحكومة المقبلة، مؤكدة ان اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اساسي فيها، اما اسم رئيس الحكومة قد يتبدل بين نواف سلام، او شخصية أخرى، حيث كشفت مصادر سياسية ان السعودية تتجه لتسمية شخصية سنية من خارج الندوة السياسية الراهنة، ليكون رئيساً للحكومة على ان لا يكون اسمه مستفزاً لاي طرف من الاطراف اللبنانية.
ولحشد جبهةٍ معارضة، شهدت دوائر قصر الإليزيه حركة لبنانية معارضة لانتخاب فرنجية بحسب المتابعين، بدأت مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي يحاول التسويق لمبادرته اي لرئيس توافقي، وانتهت مع النائب سامي الجميل، الذي جدد للإدارة الفرنسيّة المخاوف من وصول رئيس تحد الى كرسي الرئاسة.
ولنفس الهدف، تحاول المعارضة المسيحية التي لم تتفق على اسم مرشح توافقي حتى اليوم، جمع نفسها حول مشروع بديل، يضعها في الموقع القوي الذي يتيح لها رفض خيار فرنجية والذهاب الى خيار آخر، الا ان حدة مواقفها ليست سوى انفعالية ظرفية بحسب المراقبين، فهي لا تستطيع خوض معركة في وجه التسوية متى فُرضت، حتى ان البعض يضع شحنهم الطائفي وسقف اتهاماتهم للاخرين ضمن خانة الخائفين من التسوية الاتية، ولتحسين شروطهم علهم يحصلون على حصة أكبر في الحكومة الجديدة، فجميع القوى المسيحية لا تريد ان تكون خارج السلطة ومنافعها في المرحلة المقبلة، وترى المصادر ان المقايضة الداخلية ستكون على حصص وزارية مقابل فتح الطريق امام فرنجية الى بعبدا، وتستند المصادر في رؤيتها على تصريحات جبران باسيل بشأن تمسكه بوزارة الطاقة في الحكومة المقبلة إذا تمسك الثنائي الشيعي بوزارة المالية، وانطلاقا من هذا يبدو ان لدى التيار الوطني قابلية اكبر على الدخول في التسوية، فهو بعدما خسر الرئاسة، ليس في وارد الخروج من السلطة.
اما بشأن"القوات اللبنانية" فتؤكد المصادر انه لا يوجد اسهل من فكفكة عقدتها، ففي الوقت الذي تقول فيه السعودية نعم لانتخاب فرنجية فان القبول في حضور جلسة الانتخاب سيأتي من معراب اسرع من البرق.
في غضون ذلك، من الواضح بحسب المراقبين ان الحركة الدبلوماسية الفرنسية في لبنان التي تسوق لفرنجية، والبرنامج الانتخابي الذي قدمه من بكركي، ينطويان على نوع من الارتياح بأن مسار التسوية انطلق، حيث تؤكد المصادر ان ما كان متعثراً قبل اسابيع فُككت عقده قبل ايام، بعدما تمكنت فرنسا من فتح كوة في جدار تصلب الرأي السعودي الرافض لفرنجية بعدما قدم ضمانات حول الاستراتيجية الدفاعية والعلاقة مع سوريا والعمل على معالجة ملف اللاجئين السوريين، والعمل على وقف تهريب الكبتاغون والمخدرات الى السعودية.