الاصطفاف الدولي الخفي خلف البرهان وحميدتي… ماذا يحدث في السودان؟

2023.04.17 - 09:17
Facebook Share
طباعة

 وصل الصراع بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني والحاكم الفعلي للبلاد، وبين نائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي" إلى نقطة اللاعودة، إذ انفجر الوضع واندلعت اشتباكات مسلحة بين الجانبين صباح السبت 15 أبريل/نيسان 2023، في عدة مناطق داخل العاصمة السودانية الخرطوم وخارجها وصلت إلى القصر الجمهوري.

ويتبادل الطرفان الاتهامات ببدء الاعتداء وتصعيد الموقف بعد يومين فقط من تصريحات البرهان بأن البلاد تمر بـ" منعطف خطر". وذكرت تقارير عن شهود عيان، سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في مناطق متفرقة من الخرطوم ومدينة مروي.

من جهتها قالت قوات الدعم السريع إن الجيش السوداني شنّ هجوماً على إحدى قواعدها في الخرطوم، فيما اتهم الجيش السوداني قوات حميدتي بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى.

وتصعيد الموقف بين البرهان وحميدتي بدأت ملامحه منذ فترة طويلة، ورغم أن المرحلة الانتقالية جمعتهما سوياً منذ عزل البشير عام 2019، يظل لكل منهما نقاط قوة منفصلة عن الآخر بما فيها الدعم الإقليمي والدولي.

حيث يسيطر البرهان بصفته قائداً للقوات المسلحة السودانية، على مجمع صناعي عسكري كبير. في المقابل، يسيطر حميدتي، الذي كان في السابق على رأس ميليشيات الجنجويد سيئة السمعة في دارفور، والمعروفة حالياً بـ"قوات الدعم السريع"، على مناجم الذهب في المنطقة المضطربة.

وفي الوقت الذي تدعم فيه مصر الفريق الأول وقائد الجيش السوداني البرهان، تقف الإمارات بشدة خلف قائد قوات الدعم السريع حميدتي.

يقول المحلل السياسي السوداني، فريد زين، إن دولة الإمارات تدعم بقوة حميدتي، في المقابل يحظى قائد الجيش البرهان بدعم هام من القاهرة، تحديدا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والذي قد تكون له "أهداف بالإبقاء على السيطرة للمؤسسة العسكرية تحديدا القوات المسلحة على البلاد".

إلى جانب هذا يعول حميدتي على الحصول على مساندة من السعودية بجانب الإمارات، خاصة في ظل التقارير التي أكدت انخراط قوات الدعم السريع في الحرب اليمنية دعما لعدوان التحالف على اليمن.

وخلال الفترة الماضية، التقى كل من البرهان وحميدتي بأعضاء رفيعي المستوى من الحكومات الأمريكية والروسية والإسرائيلية.حيث يتسابق كل من حميدتي والبرهان للحصول على الدعم الإقليمي والدولي.

في أغسطس/آب 2022، نشر موقع African Intelligence الفرنسي، ذو المصادر الاستخباراتية، أن محمد حمدان دقلو أو "حميدتي" عمل منذ فترة طويلة على تجميل صورته على المسرح الدولي، تحضيراً لترشيح نفسه لرئاسة السودان، في ظل تنافس شديد مع الجنرال البرهان.

ويقول الموقع الفرنسي أنّه حتى بداية أغسطس/آب 2022، أقام حميدتي حوالي خمسين يوماً في "الجنينة"، عاصمة إقليم غرب دارفور. حيث استقبل هناك إمام ضاحية درانسي في باريس، المواطن الفرنسي التونسي حسن شلغومي. ويُعَد شلغومي، المنتقد العنيف للتطرف الديني، أيضاً مدافعاً قوياً عن اتفاقات أبراهام، التي سمحت في عام 2020 برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإسرائيل بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

واعتبر الكاتب أن بهذا النشاط السياسي الخفي يرسل حميدتي إشارة إلى باريس وعواصم أوروبية أخرى، بأنه لا يؤيد عودة السودان إلى "الإسلاميين" و"الإسلاموية" التي سادت في عهد عمر البشير، الذي كان رئيساً من عام 1989 حتى عام 2019.

وفي الأشهر الأخيرة، كانت المفاوضات جارية من أجل العودة إلى مسار التحول الديمقراطي الذي أوقفه انقلاب أكتوبر 2021. وتحت ضغط دولي وإقليمي متصاعد، وقعت القوات المسلحة وقوات الدعم السريع اتفاقا أوليا في ديسمبر مع جماعات مؤيدة للديمقراطية ومجموعات مدنية. لكن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية لم يقدم سوى خطوطًا عريضة عامة، تاركا القضايا السياسية الشائكة دون حل.

وخلال مفاوضات مضنية للتوصل إلى اتفاق نهائي، تصاعد التوتر بين البرهان وحميدتي. في موازاة ذلك يدور خلاف رئيسي حول كيفية دمج قوات الدعم السريع في الجيش ومن سيكون له السيطرة النهائية على المقاتلين والأسلحة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2