توفي 3 مواطنين جراء تعرضهم لنوبات تحسس مفرطة نتيجة أخذهم حقن “الروس” الشهيرة المضادة للالتهابات دون مراجعة الطبيب المختص.
وكشف أحد الأطباء أن مديرية الصحة بمحافظة حمص وثقت منذ بداية العام الحالي وفاة ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 22 إلى الـ 40 عام نتيجة تلقيهم حقنة “إبر روس” المضادة للالتهاب، بالإضافة لمزج حقنتين من دواء “ديكلون وديكسون” الشائعتين بين الأهالي عند الإصابة بمرض الكريب ونزلة البرد.
وأشار الطبيب إلى أن الصيادلة هم المسؤولين بالدرجة الأولى عن حالات الوفيات الناتجة عن تعاطي تلك الأدوية دون إبراز المريض للوصفة الطبية الممهورة بختم الطبيب المختص.
وناشد مديرية الصيادلة في عموم أرجاء سوريا بعدم التهاون مع مثل هذه التصرفات الغير مسؤولة، وملاحقة الصيادلة الذين يقومون بإعطاء الأدوية للأهالي بشكل عشوائي للحد من انتشار هذه الظاهرة التي تشكل تهديداً حقيقياً على سلامة أرواح المدنيين.
ولفت إلى أن اللجوء لاستعمال أدوية دون وصفة طبية لا سيما حقن “الروس” المسؤولة عن إزالة الالتهابات البكتيرية والتي تسبب بدورها آثار جانبية قد تؤدي لحالة الوفاة في حال لم يخضع المريض لاختبار طبي تحسسي من قبل الطبيب.
ومن أهم الأعراض التي تظهر على المريض في حال تناوله لتلك الحقن عشوائياً الحساسية المفرطة، وعدم انتظام بالجهاز الهضمي الذي ينتج عنه الغثيان والاقياء المستمر الغير إرادي، بالإضافة لفقدان الشهية والانتفاخ وعدم التوازن، الأمر الذي يستوجب بالتالي مراجعة أقرب مستشفى للخضوع للفحوصات وإجراء الإسعافات الأولية اللازمة.
وأضاف أنه في حال ملاحظة حصول أي تورم أو انتفاخ أو احمرار ضمن المنطقة الوريدية أو العضلية التي تم أخذ الحقنة ضمنها من الضروري نقل المريض للمستشفى بأسرع وقت ممكن.
كثيرا ما تتداول صفحات التواصل الاجتماعي قصصا لحالات وفاة وأذيات صحية يقال انها ناجمة عن حقنة الديكلون وتحذيرات لا يولي لها البعض أي اهتمام لاعتقادهم أنها الحل الوحيد لتسكين آلامهم وفيما يرفض الأطباء والخبراء المبالغة في الحديث عن خطورتها يحذرون من الأخطاء الشائعة في استخدامها كأخذها دون وصفة واشراف طبي وخلطها مع مستحضرات طبية أخرى.
والديكلوفيناك أو ما يعرف شعبيا باسم ديكلون أو فولتارين حسب الصيدلانية مها ابراهيم عضو مجلس نقابة صيادلة حمص ينتمي إلى مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ويمتاز بتأثيره القوي في تسكين الألم وخفض الحرارة ومتوافر بعدة أشكال حبوب وكبسولات أو أمبولات للحقن العضلي أو تحاميل شرجية.
ويشاع استخدام الديكلون كما تبين ابراهيم في حالات الكريب والتهابات المفاصل وآلام الظهر والصداع والشقيقة وآلام الأسنان والطمث لتأثيره المسكن في إزالة الأعراض وإعادة العضو المصاب لنشاطه.
وتقول ابراهيم إن “تناول الديكلوفيناك تحت إشراف طبيب مختص على دراية بالقصة السريرية للمريض ولمدة زمنية محددة تجنب الاختلاطات الناجمة عن سوء الاستخدام وتتلافى الحالات التحسسية التي قد تحدث لاستعماله مع مستحضر طبي أو غذائي معين”.
من جهته حذر مدير مشفى الباسل الوطني في حي الزهراء من مزج الديكلوفيناك مع أي دواء آخر فهو يتداخل مع مضادات الالتهاب الستيروئيدية ويوءدي إلى اعتلال تخثر الدم لذلك يجب استبداله بدواء آخر لمن يعانون أمراضا قلبية وعائية أو تشنجات قصبية ومن يتناولون مميعات الدم وسبقت إصابتهم بجلطات دماغية أو مرضى الربو والقرحة المعدية والقصور الكلوي والفشل الكبدي وكذلك للحوامل والمرضعات بشكل عام.
ويؤدي تعاطي الديكلوفيناك لمدة زمنية طويلة حسب مدير المشفى إلى أذية كلوية ويزيد نسبة حصول المشاكل الهضمية خاصة لدى المسنين.
بدوره ينبه مدير مشفى تلكلخ الوطني من أخذ حقنة الديكلوفيناك دون وصفة طبية لأنها قد تسبب في حالات نادرة صدمة تحسسية ومن خلط الديكلون مع الديكسون في حالات الكريب لمضاعفاته الخطيرة ما يعني ضرورة أخذها في مشفى أو عند طبيب قادر على التصرف في حال حدوث أي مضاعفات.