داخل مخيمي الهول وروج في سوريا تقبع لبنانيات من زوجات وأرامل عناصر تنظيم "داعش" وأطفالهن، بانتظار اليوم الذي يتمكّن فيه من العودة إلى وطنهن، وخلال أربع سنوات سعت عائلاتهن لاستعادتهن، لكن إلى الآن لم تلق سوى وعودا بحل ملفهن.
اذ، قالت منظمات حقوقية ان الحكومة اللبنانية لا تزال ترفض استعادة عوائل عناصر تنظيم “د ا ع ش” من حملة الجنسية اللبنانية، والقاطنين في مخيم الهول بأقصى ريف الحسكة الجنوبي الشرقي ومخيم روج أيضاً، أسوة بباقي الدول الأجنبية التي تعمل منذ سنوات على سحب من يحملون جنسيتها تدريجيا من مخيم الهول بالتعاون مع “الإدارة الذاتية”، فعلى الرغم من قرب المسافة جغرافياً إلا أن لبنان لاتزال ترفض استعادتهم.
ويتواجد في مخيمي الهول وروج نحو 80 لبنانيا من النساء والأطفال من عوائل عناصر تنظيم “د ا ع ش” وفقاً للمعلومات، وينتظر أولئك سماح حكومة بلادهم.
مع اندلاع الثورة السورية وبدء العمليات القتالية، توجه عدد من شبان مدينة طرابلس، شمالي لبنان، إلى سوريا للمشاركة في النزاع المسلح، حيث توزعوا على المجموعات المقاتلة من بينها تنظيم "داعش" المتشدد، وبعدما ثبّتوا وضعهم التحقت عائلات معظمهم بهم.
بعد القضاء على "خلافة" داعش مع سقوط بلدة الباغوز، آخر معاقل التنظيم، بيد قوات سوريا الديمقراطية في مارس 2019، ترقبت عائلات لبنانية انتهاء كابوس فراقها عن أبنائها وبقرب لقائها بهم، لكن مرت السنوات دون تاريخ محدد حتى اللحظة لبدء العمل على الملف.
وجددت المنظمات الحقوقية مطالبتها من الحكومة اللبنانية، بالاسراع باسترجاع المواطنين من نساء وأطفال، وإخضاع الأطفال لدورات إعادة تأهيل لدمجهم في المجتمعات.
ويقبع مئات المتشددين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف في سجون المقاتلين الأكراد، ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم.