التعذيب حتى الموت في سجون “الجبهة الشامية”، ماذا في التفاصيل؟

اعداد سامر الخطيب

2023.04.11 - 12:35
Facebook Share
طباعة

فارق شخص حياته، أمس الاثنين، تحت التعذيب، بعد اعتقاله منذ 5 شهور، في سجون فصيل “الجهة الشامية” الموالية لتركيا، حيث تم نقله إلى مشفى الأزرق في مدينة إعزاز بريف حلب.
وكشفت تقارير صحفية ان الضحية من المعارضين لفصيل “جيش الإسلام”، و تم دفنه سرا من قبل ذويه تحت تهديد السلاح من قبل الفصيل المذكور.
وتمتلك الجبهة الشامية سجونًا سرية خاصة بها وتمارس فيها أشد أنواع التعذيب والتنكيل بحق المختطفين وخاصة الكرد، بحسب شهود في هذه السجون.
الشهادات سردت عمليات تعذيب وسوء معاملة التي مارسها عناصر “الجبهة الشامية” داخل أماكن احتجاز، مؤكدين استخدام الفصيل المذكور أسلوب الإيهام بالغرق (يقوم “المحقق” في هذه الطريقة بوضع رأس المعتقل/ة في وعاء ماء كبير، لفترة معينة، حيث يتم إخراج رأس المعتقل قبل لحظات من حدوث الاختناق الذي يؤدي إلى الموت) ، والشبح العكسي (تقوم هذه الطريقة على ربط يد المعتقل/ة إلى خلف ومن ثمّ يتم تعليقه إلى سقف الغرفة أو عن طريق آلة تسمّى “البلنكو”، وهي تختلف عن طريقة “الشبح العادي” والتي يتم فيها ربط أيدي المعتقل/ة إلى الأمام وتعليقه إلى السقف) ، وطريقة الدولاب (تعتمد هذه الطريقة على وضع المعتقل/ة ضمن “إطار للسيارات” بحيث يصبح مشلولاً عن الحركة، وبعدها يتمّ ضربة بواسطة السياط) لانتزاع اعترافات منه، ورافق كل ذلك استخدام ادوات صلبة وحادة لضرب المحتجزين، وبحسب الشهادات فقد استمرت عمليات التعذيب لساعات متواصلة بعضها تجاوز ست ساعات.
ويقول أحد الشهود: “كنت جالساً في غرفة المحقق وهو قيادي في الجبهة الشامية، وكان المعتقل جالساً معنا في الغرفة ذاتها ولكنه كان معصوب العينين، وآثار الضرب والتعذيب واضحة على وجهه وجسده، لقد سرد له المحقق الاعترافات التي أدلى بها المعتقل وقال له: أنت اعترفت بذلك، فقال المعتقل: أنا اعترفت بذلك من شدة التعذيب وقلت لهم أني سأفعل كل ما يريدونه مقابل التوقف عن ضربي. لكني بريء ولم أقم بأي عمل، فقال له المحقق وأنا أعرف أنك بريء ولكن لم نعد نستطيع إخراجك حتى نجد مخرجاً من القصة، وانتهى الحديث هنا وقاموا بإخراج المعتقل من الغرفة.”
ويقول شاهد آخر:“لقد كنت موجوداً في مبنى البريد القديم، والذي اتخذه فصيل الجبهة الشامية مقراً له حالياً، ولكنهم لم يسمحوا لي بالدخول إلى غرفة التحقيق وكان يوجد في المقر قائد في الأمنية، وقام بالصراخ على العناصر لأنهم سمحوا لي بدخول المقر، ووقفت بجانب غرفة المحقق وسمعت الحديث الذي يدور، وتابع الشاهد: “المحقق أخبر المعتقل أنه تم تصويره وتصوير اعترافاته كلها، لكن المعتقل قال للمحقق أنه تم تصويره مرتين، وأن الاعترافات في كلا المقطعين متناقضة، حيث أن العناصر طلبوا من المعتقل سرد قصة مختلفة في كل مرة”. ويتابع الشاهد أنه أصيب بالدهشة عندما سمع بقية الحوار بين المحقق والمعتقل، حيث تم اتهام المعتقل بإرتكاب أعمال خطيرة مقابل مبلغ مالي زهيد جداً، وبحسب الشاهد فإن المعتقل من العائلات الميسورة ويستحيل أن يقوم بمثل هذه الأعمال لقاء مبلغ لا يعادل 10% من دخله الشهري.
وفي شهادات أخرى منفصلة، تحدث عدد من أقارب المعتقلين وأكدوا تعرض المعتقلين للتعذيب عبر الشبح العكسي والضرب المبرح والدولاب والإيهام بالغرق، وأكد الشهود أنهم رأوا آثار التعذيب والقيود على أيدي وأجساد المعتقلين الذين سمح لهم فصيل الجبهة الشامية بزيارتهم.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9