زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الى العاصمة الفرنسية كانت ايجابية، بهذه الكلمات المختصرة من دون الخوض في التفاصيل تجيب مصادر الحزب الاشتراكي، لافتة الى ان هناك "شيئًا ما يتحضّر" لإعادة تفعيل الإتصالات بشأن الاستحقاق الرئاسي، وقد تتبلور مفاعليه بعدما تتكشف نتائج الزيارة، ورُصدت حركة للسفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو على المسؤولين اللبنانيين بعدما تلقت من إدارة بلادها توجيهاتٍ لتبليغها إلى المعنيين في لبنان.
واشارت المصادر الى ان جنبلاط طرح خلال زيارته باريس اسماءً وسطية كان قد طرحها سابقاً، وهم قائد الجيش العماد جوزيف عون، جهاد ازعور، وصلاح حنين، مجدداً تأكيده على ان الملف الرئاسي يجب ان تتم مقاربته وفق تسوية يشارك بها الجميع، لافتاً الى انه منفتح على اي اسم آخر يتم التوافق عليه.
وبما ان السعودية لا تزال على موقفها الرافض لفرنجية، وجنبلاط لن يخرج عما تباركه السعودية، رأت اوساط سياسية ان جنبلاط قد يكون اصطحب معه نجله تيمور الى فرنسا، ليؤكد ان الحزب لن يسير بفرنجية، وان جيل الشباب الذي يمثله نجله يبحثون عن دم جديد.
في المقابل، قللت مصادر من اهمية الزيارة، مرجحة ان تكون زيارة جنبلاط هي لبحث ملفات بعيدة عن الرئاسة، فمن يريد ان يوصل رسالةٍ ما حول اي استحقاق في لبنان يمكن ان يبلغه الى الجميع عبر السفيرة الفرنسية.
واستندت هذه المصادر على انه بعد الاتفاق السعودي الايراني، انكفأ الدور الفرنسي في الملف اللبناني، خصوصا بعد رفض الرياض للمقايضة الفرنسية التي طرحتها حول رئاستي الجمهورية والحكومة، والتي جاءت من دون التشاور مع السعودية، ما جعلها تتصلب في موقفها اكثر، متسائلة اذا كانت الاجواء ملبدة بين السعودية وفرنسا كيف ستتوسط عندها من اجل مفاتحة الايرانيين لحثهم على الطلب من الحزب في لبنان بعدم التمسك بفرنجية، وإفساح المجال لوصول مرشح اخر الى بعبدا.
وقبل الاتفاق بأسابيع كانت السفيرة الفرنسية، قد أكدت امام تكتل "الاعتدال الوطني" في قصر الصنوبر ان هناك مرشحين رئاسيين في لبنان، عليكم الاختيار بينهما ونحن نسير بالخيار الذي يريده اللبنانيون.
وحيال هذه الأجواء، برز كلام لجنبلاط وصف فيه الوضع في لبنان من سيئ إلى أسوأ إقتصاديا ونقديا، مشيراً في مداخلة له خلال امسية أقامتها بلدة بيت جن في فلسطين المحتلة بذكرى كمال جنبلاط وسلطان باشا الأطرش، الى ان السبب في ذلك هو "أن المسؤولين عن الحكم لا يريدون المُعالجة الجذرية، والأقطاب لدى اخواننا الموارنة قالوا علينا انتخاب رئيس لكنهم مختلفون وكل منهم لديه شروطه على الآخر، أما الثنائي الشيعي فأعلنوا ترشيحهم رئيس تيار المردة"، مجدِّداً تأكيده على انه مع التسوية وانتخاب رئيس يعطي أملا ببداية إصلاح سياسي واقتصادي.