هل أصبحت اللحظة الإقليمية مؤاتية لإبرام تسوية فرنجية رئيساً؟

زينة أرزوني- بيروت

2023.03.13 - 06:00
Facebook Share
طباعة

 هل اللحظة الإقليمية أصبحت مؤاتية لإبرام تسوية تفضي إلى انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية؟ سؤال بات يطرح في الاروقة الحزبية والسياسية وحتى بين اندية الشباب، ويستشعر المتسائلون ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ربما يكون قد التقط هذه الاشارات الاقليمية، او يكون لديه "كلمة سر" ما ليعلن صراحة عن ترشيح فرنجية، معتبرين ان وراء تحديد هذا التوقيت معطيات أساسية تفيد بتبدّل المشهد الإقليمي.

وبعد ايام على الاتفاق الايراني السعودي، تقصد السفير السعودي وليد بخاري افتتاح جولته الدبلوماسية بقاء رئيس المجلس في عين التينة.

فبعد طول انتظار، حط السفير السعودي في مقر الرئاسة الثانية، بعدما كان قد عقد لقاءين مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، جرى خلالهما البحث في التقارب بين حركة أمل والمملكة العربية السعودية، والتداول في البحث عن صيغة لإنجاز الاستحقاقات الدستورية، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية.

استمر اللقاء حوالى ساعة من الوقت، جرى خلاله البحث في آخر التطورات، لا سيما الملف الرئاسي، وبعد اللقاء استشهد البخاري بما يردده الرئيس برّي "بالدعوة إلى الكلمة السواء، وأن إرادة الخير لا بد منتصرة"، لافتاً إلى "أن المرحلة الراهنة تستوجب الاحتكام أكثر من أي وقت مضى إلى الكلمة الطيبة، والرهان دائماً على الإرادات الخيرة".

ولدى مغادرته، قال رداً على سؤال عما إذا كان هناك أي شي إيجابي للبنان: شي أكيد.

وحسب ما تقول مصادر متابعة فإن السفير السعودي أبلغ بري بالمعايير والثوابت السعودية التي أصبحت معروفة حول الاستحقاق الرئاسي، وأن الموقف السعودي لا يتعلق بأشخاص إنما يهدف إلى الوصول إلى صيغة تتضمن معايير الإنقاذ واستعادة الثقة من قبل المجتمع الدولي، وأن لا تكون نتائجها لصالح طرف في مواجهة الطرف الآخر. في المقابل، تشير المصادر إلى أن برّي استمر على موقفه نفسه بشأن ترشيح سليمان فرنجية، باعتبار أنه قادر على التواصل مع كل القوى في الداخل، ويحفظ التوازن، كما أنه حريص على العلاقات العربية والخليجية، وأنه يلتزم باتفاق الطائف. وتشير المصادر إلى أن هذه الزيارة تشكل محطة جديدة في مسار مفتوح سيكون بحاجة إلى المزيد من البحث للوصول إلى صيغة مشتركة.

بدوره، أكّد برّي، أن "الضرورات تبيح المحظورات"، سائلاً: "هل من المعقول أننا نعاني ما نعانيه من أزمات، ويعمل البعض إلى تعطيل وتخريب كل شيء. إن قوة رئاسة الجمهورية ليست بهذه الادعاءات التي يتم الاختباء خلفها، نعم كان يجب ان ننتخب رئيسًا للجمهورية أمس قبل اليوم وغداً قبل بعد الغد، مذكراً بما أعلنه في مهرجان الإمام السيد موسى الصدر حول انتخاب رئيس الجمهورية، بأن المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرق له حيثية مسيحية وإسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية. رئيس يجمع ولا يطرح. يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي. رئيس يؤمن باتفاق الطائف".

وخلال لقائه مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين في الشأنين المتصلين بانتخاب رئيس للجمهورية والموضوع الحكومي، سأل برّي: "كيف لهذه العناوين ان تتلاقى مع الأصوات الداعية إلى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الإداريه المالية الموسعة".

وقال: "لبنان هو كالذرة اذا ما جزئت انفجرت، إن لبنان أصغر من أن يقسم".

وتابع برّي، "أريد أن أسأل هنا، من هو سليمان فرنجية؟ ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس إميل لحود؟ ألم يرشحه السفير ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟ واسمحوا لي أن أتحدث كماروني. أنا لي حصه بالموارنة. أنا لبناني. الموارنة بدأوا من الشمال وتناموا وتمددوا من هناك إلى كل لبنان. وفرنجية ابن هذا الشمال".

وحول لقائه السفير السعودي قال الرئيس بري: "التواصل كان قائماً، وسوف يتواصل. وقد حصلت قبل هذا اللقاء عدة لقاءات".

وختم الرئيس برّي: "الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وسليمان فرنجية مد يده للجميع. صالح كل الناس. فإذا كان سليمان فرنجية لا يجمع، فمن هو الذي يجمع؟ مؤكداً أن لا خلاص للبنان إلا بالدولة المدنية".

وختم برّي، بالقول: "تمسّكنا بالطائف كونه مثل إطاراً لوقف الحرب وأفسح المجال أمام لبنان واللبنانيين لسلوك مسار متطور، يحافظ على الطوائف ويحد من الطائفية. والمدخل إلى ذلك فقط يقوم بتطبيق المادة 22 من الدستور. إذا لم ننتقل نحو الدولة المدنية، لبنان لن يتعافى".

في المقابل، أكد عضو المجلس المركزي في حزب ال له، الشيخ نبيل قاووق "أننا لا ننتظر أية تسوية خارجية، لا ثنائية ولا خماسية تفرض على اللبنانيين مواصفات وأسماء لرئاسة الجمهورية".

وشدد على أن "حزب ال له وحركة أمل والحلفاء والأصدقاء فتحوا أفقاً لحل الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي، بعيداً عن الفيتوات والمواصفات الخارجية، وأما وصول رئيس للتحدي والمواجهة، فهذا أصبح مرحلة ماضية، ونحن نتحدث عن الحاضر والمستقبل".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6