حربٌ ووباءٌ وزلزال.. والدعم النفسي مستمر في القطاع التربوي

يانا العلي - سورية - خاص وكالة أنباء آسيا

2023.03.11 - 09:00
Facebook Share
طباعة

 دخلنا حرباً لم تنتهِ تبعاتها بعد. رافقها وباء كورونا، ومؤخراً حدث الزلزال الذي ضرب سورية.. كل تلك العقبات مجتمعة سببت العديد من التخبط والفوضى في قطاع التعليم، فحدثت انقطاعات متعددة مما سبب تأخرًا في القطاع التعليمي، فجاءت إجراءات تعويض الفاقد الدراسي حلاً سريعاً.


أما الحدث الجديد فله إجراءات تناسب طبيعته، لأن أثره على النفس البشرية أشد من التأثير السلبي على المنهاج الدراسي. ماذا في الإجراءات التي تم اتباعها لتخفيف وطأة الرعب والخوف تحديداً عند طلاب المدارس في الأعمار الصغيرة؟ لنعرف أكثر عن هذا الموضوع كان لوكالة أنباء آسيا لقاء مع الموجه الاختصاصي للإرشاد النفسي والاجتماعي الأستاذ شادي واصل حيث قال: "بدأ دورنا في الأيام الأولى بعد الزلزال. شكلنا فريقًا، ودربنا مجموعة من المرشدين وقمنا بمبادرات بإشراف دائرة البحوث. وتمت زيارة مراكز الإيواء في عدة محافظات اللاذقية، جبلة، منطقة القدموس في محافظة طرطوس بالإضافة الى فريق في محافظة حلب وإدلب. وبدأنا من المدارس الأكثر ضررا‏ً، حيث تم تقديم إرشادات ونصائح عن الزلزال وكيفية التعامل معه في حال تكرار حدوثه لاسمح الله.كما تم تقديم إسعاف نفسي، يتمثل بالدعم النفسي والاجتماعي من خلال أنشطة مختلفة ومتنوعة، الهدف منها تفريغ الضغط النفسي الذي مر به الأطفال. وذلك من خلال استخدام استراتيجيات التهدئة وتقنيات التنفس وكيفية التعامل مع الأحداث الطارئة والكوارث. بالإضافة إلى كيفية تقديم الحقائق وإخبار الأطفال عند فقد أحد ذويهم.
كما تم تنفيذ محاضرات بالمراكز الثقافية التوعوية. ولقاءات إذاعية وتلفزيونية لنشر ثقافة التعامل في حالة الزلزال. ‏وتم التشبيك مع المنظمات والهيئات‏ مثل الهلال الأحمر السوري‏ من خلال تقديم الدعم والمساندة من قبل الاخصائيين.."

أما فيما يخص مدى استجابة الأطفال لهذا الدعم النفسي فأجاب واصل :" كانت استجابتهم رائعة، والفرحة في عيونهم لاتُوصف، لأنهم أحبوا الأنشطة، والفريق تعامل معهم بمحبة واهتمام بالغ. ومازالنا نقدم الدعم حتى تاريخ اليوم. "

وفيما يخص الحالة التدريسية والنفسية للأطفال بعد الزلزال ضمن القاعة الصفية تحدثت المُدّرسة ريم حربا لوكالة أنباء آسيا فقالت: " أيامٌ صعبةٌ مليئة بالبؤس والعجز والخوف، ذاك الذي شاهدتهُ بعيون أطفالي ولامستهُ بكلماتهم ووصفهم لِما شاهده هؤلاء الصغار بعدَ ذاكَ الزلزال الأسود، وما أقبحهُ من مشهدٍ. فالطفل لا يليقُ بعينيهِ سِوى نظراتُ التفاؤل والأمل.
 
 
كمعلمة لمرحلةِ رياض الأطفال في روضةِ أزهار المدينة حاولتُ أن أُشعر أطفالي بالأمانِ وجمال الحياة وقدرة القادر على ردِ أي بلاء عندما يطلبون منهُ ذلك، فهم احباب الله. كما طلبت منهم إحضار حكمة كل يوم نأتي به إلى الروضة، بحيث تلامس هذه الحكم الواقع الذي نعيشه، محاولةً بذلك بعثرةَ أفكارهم عن ما رأوه من مشاهدِ خرابٍ ودمار.
فكانت حكمهم على الشكل التالي:(تفاءلوا بالخير تجدوه)
(قل لن يصيبكم إلا ما كتبَ الله لكم).. (القناعةُ كنز لا يفنى).. وهكذا حتى ابتعدنا بالتدريجِ وبشكلٍ تلقائي عن الأفكار السوداوية ووصلنا إلى حكمة( الجنةُ تحتَ أقدامِ الأمهات) أي لمرحلة الخروج من فكرة الزلزال والخوف منه أو الحديث عنه.طبعاً مع استمراري بخطتي التعليمية حتى تنشغل أفكار الأطفال بالدراسة والابتعاد عن مواضيع الخوف والقلق. "

عانى أطفال سورية من كوارث مُتنوعة سواء مُصطنعة أو طبيعية. مرت عليهم أحداث فوقَ قدرة تَحملهم النفسية، عدا عن تلك الجسدية. فكانَ لابدَ لكُلِ حدث من استجابة ومعالجة تتناسب مع الواقع وتزيل آثاره السلبية، والزلزال كان آخر هذه الأحداث. ومازالت معالجة تبعاته مستمرة لتاريخ اليوم في قطاع التعليم على كافة المستويات المادية والمعنوية.









Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9