ماذا يعني تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في"جزر القمر وباغواي"؟

وكالة أنباء آسيا

2023.03.07 - 12:44
Facebook Share
طباعة

 أيام قليلة فصلت بين وضع جماعة الإخوان في قائمة الجماعات الإرهابية في بلدين مختلفين، حيث أعلنت باراغواي بأمريكا الجنوبية، وجُزر القُمر بشرق أفريقيا، تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية.
ويبدو أن دائرة وضع تنظيم الإخوان على القوائم السوداء للإرهاب تتسع، تلك المواجهة التي بدأت في منطقة الشرق الأوسط، ثم امتدت فيما بعد إلى أمريكا الجنوبية وأفريقيا، ومن قَبل في روسيا وكازاخستان ودول أخرى.
أهمية وضع الإخوان في قائمة الإرهاب بجزر القمر:
كانت وزارة الداخلية في جمهورية جزر القمر قد أصدرت مرسوماً تحت رقم (23-004) حمل توقيع وزير الداخلية القمري في الخامس والعشرين من فبراير/شباط الماضي، إذ أعلنت جزر القمر، وفقاً للمرسوم، حظر (69) كياناً ناشطاً حول العالم، على اعتبار أنّها "جماعات وتنظيمات إرهابية، وذلك بالتماهي مع أحكام المادتين (1 و27) من القانون (21-004) بتاريخ 29 حزيران (يونيو) 2021، المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتمويله، ومكافحة غسل الأموال، والمنظمات الإرهابية وكافة الجماعات التي تغطي هذه الحركات، سواء كانت بناء على أوامرها، أو بالمشاركة معها، وتحظر أهدافها ووسائلها في الهياكل المستهدفة".
من جهتها، قالت كيلي الخولي، مديرة قسم شؤون العلاقات الدولية في مركز الشؤون السياسية والخارجية في لندن؛ أن حظر دولة جزر القمر الإخوان ووضعهم على قائمة الإرهاب يرجع جزئيًا إلى عدم الاستقرار والتهديد الإرهابي السائد في شمال موزمبيق، لا سيما في مقاطعة كابو ديلجادو، ما يهدد بزعزعة استقرار البلدان المجاورة، بما في ذلك جزر القمر، فقد أدت الفوضى في كابو ديلجادو لتحويل المنطقة إلى طريق تهريب مهم لمختلف الأسواق غير المشروعة مثل العاج والأخشاب والياقوت والأسلحة والأهم من الهيروين.
وأضافت: "لقد تعهدت حركة الشباب في موزمبيق بالولاء لتنظيم د ا ع ش ونفذت العديد من الهجمات الإرهابية في المنطقة، كما أنها متورطة بشدة في عمليات التهريب من أجل تمويل أنشطتها، علاوة على ذلك، فهم يستغلون الظروف الاجتماعية والاقتصادية المزرية من أجل جعل السكان راديكاليين وتوسيع وجودهم، ومن خلال حظر جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات المتطرفة، فإنها تمنع جزر القمر من أن تصبح ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية، وتبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي، لا سيما الاتحاد الإفريقي، بأنها ملتزمة بمكافحة الإرهاب".
واعتبرت الخولي أن جماعة الإخوان ليس لها حضور قوي بشكل خاص في باراجواي وجزر القمر، لكن هذه القرارات تتعلق أكثر بمنع صعود جماعة الإخوان، خاصة في المناطق التي ينتشر فيها الفساد والاتجار وانعدام القانون، وقد يكون تأثير هذه القرارات محدودًا من الناحية العملية ولكنها ذات أهمية رمزية لأنها تعيد تأكيد جهود كلا البلدين في محاربة الجماعات المتطرفة الأخرى ذات الأيديولوجيات المماثلة، كما تشجع هذه القرارات الدول الأخرى على تبني موقف مماثل تجاه الإخوان المسلمين.
وفي السياق أوضح الدكتور سامح مهدي، الباحث في الفكر العربي، أنّ مرسوم جزر القمر يأتي محصّلة للجهود التي تبذلها من أجل مكافحة الإرهاب، حيث تجري منذ فترة مداولات بشأن التطبيق السريع لقانون مكافحة الإرهاب، ومكافحة غسيل الأموال، تحت إشراف وزير الداخلية القمري.
ويرى مهدي أنّ جزر القمر باتت تشهد حالة من تطور الخطاب السياسي، بعد أن عانت فترة طويلة من تدخلات الإسلام السياسي، والحركات المتشددة، وبعد أن شهدت نوعاً من التمدد الأصولي، ويكفي أنّ فاضل عبد الله محمد، أحد قيادات تنظيم القاعدة، من مواليد العاصمة موروني. وبالتالي فإنّ هذه الخطوة قد تكون فاعلة إلى حدٍّ كبير في مواجهة التطرف والإرهاب في البلاد، خاصّة بعد تواتر أنباء تشير إلى وجود عدد كبير من أبناء جزر القمر ضمن صفوف تنظيمي د ا ع ش والقاعدة.
ماذا يعني تصنيف الإخوان جماعة إرهابية في بارغواي:
في 23 شباط (فبراير) الماضي وافقت اللجنة الدائمة لكونغرس باراغواي على قرار قدمته السناتور ليليان سامانيغو، وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
ووفقاً المشرع الباراغواني، فإنّ الجماعة التي تأسّست في مصر عام 1928 "تقدم المساعدة الإيديولوجية لمن يلجأ إلى العنف، وتهدد الاستقرار والأمن، في كل من الشرق والغرب".
ويضيف القرار الذي قدمته سامانييغو أنّ "دولة باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات الإرهابية، التي تشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة، والتي قد تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين".
وقالت السناتور ليليان سامانييغو التي صاغت الوثيقة: إنّ الإخوان جماعة إرهابية، يحتوي خطابها الإيديولوجي على كلّ معطيات العنف والإرهاب، واعتبرتها المنبع الذي يأخذ منه كل من يلجؤون إلى العنف، ويهددون الاستقرار والأمن.
وتنشط جماعة الإخوان المسلمين في معظم بلدان أمريكا اللاتينية، وخاصّة المكسيك والبرازيل والأرجنتين وباراغواي.
ويرى بعض الخبراء والسياسيون أن جماعة الإخوان صنعت الأجواء الإيديولوجية التي فتحت الطريق أمام تنظيم د ا ع ش، الذي وجد عدداً كبيراً من المتعاطفين معه في أمريكا اللاتينية، لا سيّما في ترينيداد وتوباغو، حيث انضم بين عامي 2013 و 2016 حوالي (240) مواطناً إلى د ا ع ش في سوريا والعراق، وهو رقم يعتبر كبيرًا في بلد يبلغ إجمالي عدد سكانه (1.3) مليون نسمة.
ويرى الباحث في ملف الإسلام السياسي صلاح وهبة: أن قرار حظر جماعة الإخوان في بارغواي سيؤثر على خطوات الجماعة في أمريكا اللاتينية عمومًا وفي باراجواي خصوصًا، وتحديدًا على مستوى الشبكات المالية والاقتصادية القائمة على أموال العمل الخيري والتبرعات، التي كانت الجماعة تسعى إلى تأسيسها لتكون بابًا خلفيًا لتمويل أنشطتها غير المشروعة.
وأضاف: قد يدفع هذا القرار عددًا من دول العالم إلى النظر في أنشطة جماعة الإخوان على أراضيها، والعمل على صده وكبح جماحه من خلال المتابعات الأمنية أو القرارات السياسية، ويتضح ذلك في ضوء قرار باراغواي الأخير وقرارات النمسا وألمانيا في عام 2021.
مشيرا إلى أن قرار الكونجرس في باراغواي بتصنيف تنظيم الإخوان جماعة إرهابية تؤكد رؤية الأجهزة الأمنية في باراجواي للخطر الذي تمثله أنشطة تنظيم الإخوان في البلاد وكونها مغذية ومحرضة على الفكر الإرهابي الذي تأسست عليه مجموعة واسعة من التنظيمات الإرهابية منذ سنوات. ويتضح ذلك في اتخاذ باراجواي تصنيف الجماعة إرهابية بعد سنوات من البحث والتدقيق؛ إذ دارت الأحاديث داخل دوائر صنع القرار في البلاد بشأن ذلك التصنيف منذ أن كانت الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس دونالد ترامب تبحث هذا الأمر عام 2019، ومن ثم قد وصلت السلطات في باراغواي إلى قناعة بأنه لا انفصال بين النشاط الإرهابي لتنظيم الإخوان وما يبديه عن ذاته من أنه يقدم نشاطًا دينيًا سلميًا غير إرهابي. وهي القناعة ذاتها التي سبق وأن توصلت إليها مصر ودول عربية منذ سنوات.
واختتم حديثه قائلاً أن القرار يمثل ضربة جديدة تتلقاها الجماعة على المستوى الدولي ويضع أنشطتها تحت أعين الأجهزة الأمنية والسياسية في عدد من دول العالم، ويشير إلى انكشاف حقيقة الجماعة شيئًا فشيئًا وانحسار غطائها السياسي شيئًا فشيئًا، ويفتح الباب أمام تشديد الحصار على تدفقاتها النقدية التي تمر من خلال شبكة معقدة بمختلف دول العالم ومن بينها دول أمريكا اللاتينية تحت ستار العمل الخيري والتطوعي، وكذلك يؤثر القرار بشكل سلبي على الصورة السياسية التي تسعى الجماعة إلى ترويجها لمختلف دول العالم بأنها جماعة دينية سلمية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9