"شيفرة" الرئيس الجديد لم تُفك.. و"الفيتو" الاميركي يرفع سقف المواجهة

زينة أرزوني- بيروت

2023.03.04 - 07:40
Facebook Share
طباعة

 اشارت مصادر سياسية مواكبة لملف الانتخابات الرئاسية، الى ان حديث السفيرة الاميركية دورثي شيا، امام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن عدم معارضة بلادها لسليمان فرنجية، أوحى للاعبين اللبنانيين في ايصال الرئيس العتيد الى كرسي بعبدا، وكأن هناك تبدلاً في الموقف الاميركي، معبرة في حديثها لوكالة انباء اسيا ان كلام شيا المبطن "والذي قالت فيه "لِمَ نكون ضد فرنجية، وماذا لو انتخب"، ليس سوى هرطقة، فبحسب تعبير المصادر ان لو ارادت واشنطن فتح الباب امام فرنجية لكانت استدعت من تشغلهم في لبنان، وقالت لهم بصوت عال وبكل وضوح: إقبلوا بسليمان فرنجية رئيساً، ولكن ما قالته كمن يقول "لا إله"، ولا يُكملها بعابرة إلا الله، بحسب المصادر.

ملف الانتخابات الرئاسية وكما هو معلوم، دخل في سوق البيع والشراء الدولي والاقليمي، وأي دولة من الدول المتحكمة في لبنان لن تُعطي موافقتها على اسم الرئيس إن لم تحصل على شيء في المقابل، فموقع الرئيس في لبنان هو "بارمومتر" اللعبة القديمة المستجدة بين هذه الدول، بحسب مصادر مطلعة، مؤكدة ان الرئيس الجديد لن يصل الا إذا ما توافق عليه الاميركي والسعودي، متسائلة انه لو فعلاً لا تمانع الرياض وواشنطن في إنتخاب فرنجية وسط تأييد الثنائي الشيعي له، فلماذا لم يُنتخب بعد؟ لافتة الى ان هذه هي شيفرة إيصال الرئيس الى بعبدا، وغير ذلك يبقى في اطار الكلام والتكهنات والطروحات من باب "النكايات الداخلية"، معتبرة ان إعلان الرئيس بري صراحة ان مرشحهم الرئاسي هو فرنجية، بأتي في خانة النكايات وإحراج الجميع بعدما كان فريق المعارضة يدعو دائماً الفريق الاخر الى اعلان مرشحه.
فالرئيس بري الذي يُدور الزوايا والمعروف بحنكته السياسية، اراد بحسب المصادر وضع النقاط على الحروف الرئاسية، وتحفيز البقية للاعلان عن مرشح او إثنين وإستدراج النواب بعد ذلك الى البرلمان، وليفوز من يستطيع جمع الاصوات الكافية.
ورأت المصادر ان اعلان بري لم يأت بجديد، فمن المعروف ومنذ انتهاء ولاية العماد ميشال عون ان الثنائي الشيعي يدعم فرنجية للوصول الى بعبدا، فكلامه يؤكد المؤكد، او كمن يُفسر الماء بالماء، ولكن الجديد هو ما اعلنه صراحة انهم لن يقبلوا بقائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا، وهي رسالة أراد بري ايصالها للخارج قبل الداخل الذي يضع "فيتو" على فرنجية، فجاء "الفيتو" من قبل الثنائي على عون، من خلال تأكيد بري أن لا تكرار لتجربة ميشال سليمان بانتخاب من دون تعديل دستوري، وبأن تعديل الدستور متعذّر.
وبحسب المصادر، رسالة بري كانت واضحة وأرست معادلة ثابتة في الاستحقاق الرئاسي الحالي، مفادها ان أية تسوية لا يمكن ان تمر او ترى النور من دون موافقة الثنائي عليها، وان على من يُهدد بالفوضى الشاملة لفرض خيارات رئاسية، سيُقابل بتصلّب أكبر.
في هذا الإطار، توضح المصادر أنّ موقف "الإشتراكي" مما حصل مؤخراً يقتصر على دعم دعوات بري للحوار، لكن من الناحية العمليّة هو لا يمكن أن يذهب إلى أيّ خيار تعارضه السعودية، وهو ما ينطبق أيضاً على مجموعة واسعة من النواب السنّة المستقلّين.
أما بالنسبة إلى رهان الثنائي على إمكانيّة حصول تبدل في موقف "التيار الوطني الحر" من ترشيح فرنجية، فترى أنّ هذا الأمر اليوم أصعب من الأيام الماضية، بسبب العلاقة التي يشوبها الكثير من العتب بين الحزب والتيار، ورفض باسيل المشاركة في الجلسة التشريعية للتمديد للواء عباس ابراهيم.
وإنطلاقاً من هذا، ترى المصادر أن المشهد الرئاسي ذاهب الى مزيد من التعقيد والتأزم في المرحلة المقبلة، وان لعبة عض الاصابع قد إنطلقت، بعدما أحرق الرئيس بري خيوط التسوية وورقة عون، الذي كان اسمه يتردد في الاوساط الداخلية والخارجية على انه رئيس التسوية.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4