"كمال الهلباوي" القيادي الاستثنائي … رحل عن الجماعة رغم إيمانه بمشروع البنّا

2023.03.03 - 08:22
Facebook Share
طباعة

 يعتبر" كمال الهلباوي" الذي توفي عن عمر يناهز 85 عامًا بعد صراع مع المرض، من أبرز قيادات جماعة الإخوان، لكنه كثيرَا ما اختلف معهم في الرؤى والقرارات، وانشق عنهم في 2012 احتجاجًا على ترشح خيرت الشاطر لرئاسة مصر رغم ايمانه الشديد بمشروع حسن البنا.

الهلباوي؛ من مواليد عام 1939 وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1960. ثم درس إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية بالقاهرة وتخرج فيها عام 1971.

انضم الهلباوي إلى «الإخوان» في الخمسينيات من القرن الماضي، وأصبح أحد أعضائها القياديين بعد عقود، حتى أصبح المتحدث الرسمي للتنظيم في الغرب، وكان من أبرز قيادات الجماعة، وعاد إلى مصر عقب إندلاع ثورة يناير.

وفي مارس (آذار) 2012، أعلن الهلباوي استقالته من «الإخوان»، احتجاجاً على ترشيح القيادي «الإخواني» خيرت الشاطر (نائب مرشد «الإخوان» المحبوس في قضايا عنف وقتل بمصر).

وقف الهلباوي في مواجهة للإخوان في عز صعودهم للسلطة في انتخابات البرلمان، بل واستقال من تنظيم الإخوان علنا وعلى الهواء مباشرة، قائلاً«تقدمت باستقالتي من تنظيم الإخوان يوم 31 مارس 2012 لأسباب عدة من أهمها؛ موقف قيادة الإخوان من الثورة، حيث تأخروا في الانضمام إليها رسمياً، وتركوها في وقت مبكر، وحضروا المليونيات التي تهمهم فقط».

كما شدد على أن قرار الترشح للرئاسة يفقد الجماعة مصداقيتها، وأضاف: "هذا يعرضها للخطر"، مؤكداً أن "الإخوان أصبحوا يكذبون، وقاموا باتباع أسلوب (الحزب الوطني المنحل)". على حد قوله.

واختير الهلباوي عضواً بـ«لجنة الخمسين»، التي وضعت الدستور المصري عام 2014 وتولى منصب نائب رئيس اللجنة، كما شغل عضوية «المجلس القومي لحقوق الإنسان»، وهو هيئة حكومية في مصر.

وزكت الدولة المصرية وجود الهلباوي في المجلس القومي لحقوق الإنسان، وحظي بثقة الدولة خلال هذه الفترة، وظل على مواقفه، حتى غادر مصر إلى لندن. لافتاً إلى أنه خرج من مصر إلى لندن للعلاج، بعد أن دعا إلى ضرورة إجراء مصالحة سياسية بين الجماعة والنظام المصري.

كما أيد الهلباوي ثورة يونيو التي أطاحت بالإخوان من الحكم، كما أيد أيضًا الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي في 2014، والتقاه بقصر الرئاسة مع آخرين.

واشتهر الهلباوي بـ«النشاط الإسلامي في أوروبا»، وساعد في إنشاء العديد من المنظمات الإسلامية بما في ذلك «جمعية المسلمين في بريطانيا» عام 1997. كما عمل عضواً في «لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الإسلامي الأوروبي»، وعمل أيضاً مستشاراً لمركز «الدراسات السياسية بالمملكة المتحدة»، كما عمل مدرساً جامعياً بأكاديمية الدعوة، بالجامعة الإسلامية العالمية، ومستشاراً ومحاضراً بمعهد الدراسات السياسية بباكستان.

وفي أبريل/نيسان 2018، طرح الهلباوي مبادرة بهدف محاولة إنهاء الأزمة المصرية وأزمات الأمة الحالية، وتقوم بشكل رئيسي على تشكيل "مجلس حكماء"، يضم شخصيات عربية وإسلامية ودولية مشهوداً لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية لحل تلك الأزمات، وقوبلت المبادرة بهجوم شرس من أطراف مؤيدة ومعارضة للنظام المصري.

وفي حوار صحفي عام 2019، تحدث الهلباوي عن مبادرة سياسية أطلقها للحوار بين السيسي وجماعة الإخوان. وقال عنها والتي كانت بعنوان "السلم المجتمعي والطريق الثالث": "العجيب في الأمر أني عندما طرحت تلك المبادرة، اتهمني الإخوان بأني (أفعل ذلك) نيابة عن النظام، فيما اتهمني النظام بأنها بالنيابة عن الإخوان".

ورفض الهلباوي الاستفتاء الذي تم على الدستور المصري، والذي سمح بتمديد حكم السيسي، وكان الهلباوي أحد المشاركين في إعداد دستور 2014 الذي تم تعديله، قائلاً: "إن مقصد التعديلات هو "التمديد للرئيس"، في اتهام نفاه رئيس البرلمان المصري السابق علي عبد العال، بشدة في تقارير إعلامية سابقة".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2