مطالبات بتدشين مكتب إرشاد جديد يؤزّم الصراع بين أطراف الجماعة

2023.03.03 - 08:01
Facebook Share
طباعة

يبدو أن هناك حلقة جديدة من حلقات الصراع داخل أجنحة جماعة الإخوان المسلمين وذلك على خلفية المطالبات بضرورة تشكيل مكتب إرشاد جديد.


ويبدو أيضاً أن دائرة الصراع تتسع داخل تنظيم (إخوان مصر) مما يُثير مخاوف (قيادات الخارج)، من ظهور (تيارات) أو (مجموعة صغيرة) جديدة، غير الجبهات الثلاث المتصارعة على قيادة التنظيم، وهي (لندن)، و(إسطنبول)، و(تيار الكماليين).


وتداول شباب من الموالين لـ«جبهة لندن» رسالة طالبوا فيها بمطالب لضمان عودة التنظيم من جديد وتجاوز الخلافات بين قياداته، ومن بينها تشكيل (مكتب إرشاد جديد للتنظيم) يكون بتوافق من عناصر (الإخوان)، وإعداد لائحة جديدة لا تُجامل مجموعة على حساب أخرى وتضع حلولاً للمشاكل الداخلية للتنظيم، وحصر أموال التنظيم وتقنينها رسمياً مما لا يدَع مجالاً لإيداعها مع أفراد بعينهم.


وكان مصدر صحفي أشار لوكالة أنباء آسيا إلى أن (جبهة لندن) توافقت على تسمية القيادي الإخواني صلاح عبد الحق في منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم؛ لكن تم تأجيل الإعلان رسمياً لحين الحصول على (بيعة) للقائم بالأعمال الجديد من الأطراف كافة.


كما أشار المصدر إلى أن عبد الحق (حسب مقربين منه) تعامل مع رسالة الشباب الأخيرة بتدشين (مكتب إرشاد جديد) بعدم اهتمام؛ لكنه حاول استرضاء الشباب كنوع من المجاملة وليس لتنفيذ مطالبهم.


وعقب وفاة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد سابقاً، في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حددت جبهة لندن مهلة شهر لإعلان القائم بأعمال المرشد الجديد، وكذا الأمور الإدارية كافة للتنظيم. وقالت «جبهة لندن» حينها، إن «محيي الدين الزايط سوف يشغل منصب القائم بأعمال المرشد بشكل مؤقت». لكن في المقابل أعلنت «جبهة إسطنبول» تعيين محمود حسين قائماً بأعمال المرشد.


من جهته لمح الباحث المصري في شؤون الحركات الأصولية، عمرو عبد المنعم، إلى حجم الصراعات الكبير بين جبهات (الإخوان). لافتاً إلى أن (شباب الخارج) لديهم ملفات كثيرة يريدونها من صلاح عبد الحق في هذا التوقيت، مثل (أوضاعهم الخارجية)، مضيفاً أن بعض شباب (الإخوان) يرون أن (قيادات التنظيم في الخارج) مستمرة في التخلي عنهم، وانشغلت فقط بالخلافات والصراع على المناصب.

أما الخبير في الحركات الإسلامية بمصر، أحمد زغلول، يرى أن جميع السيناريوهات مطروحة حول مشهد الصراع الحالي داخل (الإخوان). كما ألمح إلى احتمالية ظهور (تيارات) أو (مجموعات صغيرة) جديدة، ما دام لا يوجد مشروع سياسي وقيادة تحسم جميع هذه الصراعات، فضلاً عن تحكم المصالح الشخصية في التنظيم، وكل تيار من التيارات المتصارعة يحاول أن يحافظ على مكتسباته، فالتنظيم لم يشهد طوال تاريخه انقسامات مثل التي يشهدها الآن.


وأوردت معلومات عن أن معظم (شباب التنظيم في الخارج) اضطُروا إلى الانضمام لـ(تيار الكماليين)، ويرون ضرورة التمرد على أوضاع التنظيم الحالية؛ حيث يرى هؤلاء الشباب أن قيادات (لندن) و(إسطنبول) خرجت عن خط التنظيم الذي رسمه حسن البنا (مؤسس الإخوان)، وسيد قطب (مُنظر التنظيم)، وأنه لا بد للتنظيم أن يأخذ مساراً بعيداً عن هذه القيادات.


وظهر أول خلاف بين شباب تنظيم (الإخوان) في الخارج و(قيادات الخارج)، خاصة المقيمة في إسطنبول في فبراير/شباط عام 2019، عقب ترحيل الشاب محمد عبد الحفيظ (المحكوم عليه بالإعدام في قضية استهداف النائب العام المصري الأسبق) إلى مصر.


وفي أبريل (نيسان) 2021 عقب الحديث عن التقارب المصري - التركي، أبدى بعض شباب التنظيم الصادرة بحقهم أحكاماً قضائية بمصر تخوفات من الترحيل للقاهرة، خاصة مَن ليس لديهم دعم من قيادات (جبهة إسطنبول).


وسبق الصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيلٌ ل«جبهة لندن»، و«مجلس شورى» جديد، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول»، ومحمود حسين من مناصبهم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2