لا يزال ما يسمة "جيش سورية الحرة" (مغاوير الثورة سابقا) المدعوم أمريكيا، بقيادة العقيد فريد قاسم، يعتقل مواطنين من سكان مخيم الركبان في منطقة الـ 55 كيلومتر قرب الحدود السورية مع الأردن والعراق.
وأضافت بأن الفصيل مستمر بتنفيذ حملات مداهمة لاعتقال ناشطين آخرين في المخيم، لأسباب تتعلق بنشاطهم.
فيما ذكرت مصادر عسكرية في الفصيل، بأن الاعتقالات في مخيم الركبان جاءت بناء على شكوى من سكان المخيم، فيما كشفت التقارير، بأن عناصر عسكريين احتالوا على المواطنين لتوقيع أوراق شكوى ضد الأفراد، وقالوا بأنها أوراق لاستلام مادة المازوت.
وبحسب تقارير صحفية تأتي الترتيبات الأميركية في الجنوب السوري، والتي أعقبت وقوع إشكالات داخل فصيل «مغاوير الثورة»، لتعيد إلى الأذهان مشروعاً أميركياً قديماً جرى تجميده خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الذي أراد الخروج من سوريا.
إذ اقتضى المشروع المذكور وضْع هيكليّة لتشكيل فصيل مختصّ بحماية المصالح الأميركية النفطية؛ وبالفعل، تمّ تشكيل هذه المجموعة التي ضمّت نخبة مقاتلي «قسد» وبعض المسلّحين العرب.
وبالنظر اليوم إلى التدريبات المقرّرة في «التنف» والمتعلّقة بحماية المواقع النفطية، يمكن التقدير أن ثمّة رغبة أميركية في إعادة إحياء المخطّط القديم، أو على الأقلّ وضع خطّة موازية يمكن الاستعانة بها لضمان سيطرة واشنطن على حقول النفط في حال حدوث خروقات ميدانية شمال شرقيّ سوريا.
من جهتها، تُعرب مصادر ميدانية عن اعتقادها بأن السبب وراء تغيير اسم فصيل «مغاوير الثورة»، محاولة الولايات المتحدة نفْض الغبار عنه لتورّطه في علاقة علنية مع تنظيم «د اع ش»، الذي تبرّر واشنطن حضورها في «التنف» بمحاربته، علماً أن هذا الفصيل لم يَخض أيّ معركة ضدّ التنظيم منذ العام 2015، بل إن «د ا ع ش» تزايَد نشاطه في الأشهر الأخيرة انطلاقاً من منطقة البادية المتّصلة بالقاعدة الأميركية.