ثمة قلق جدي وحقيقي داخل كيان الاحتلال الاسرائيلي من "دعسة ناقصة" يقوم بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للخروج من أزمته الداخلية العميقة، التي بدأت تلامس الحرب الاهلية بإقرار رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت.
هذه التحذيرات تزامنت مع حديث نتنياهو انه على استعداد للقيام بعمل عسكري ضد لبنان، وكذلك ضد غزة، وعزمه ايضا على شن هجوم على طهران.
هذه المزاعم شغلت الاوساط الديبلوماسية في لبنان، خصوصا ان زوار السفارة الفرنسية في بيروت أكدوا المعلومات حول قيام نتنياهو باطلاع الإدارة الأميركية والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على الاستعدادات لشن هجوم على إيران ولبنان.
وبحسب المعلومات، فإن رسائل التحذير الاسرائيلية للبنان مررها عدد من الديبلوماسيين الغربيين الاسبوع الماضي، حين حذروا من وضع هش وغير مستقر في لبنان، وانطلاقاً من هذا يرى متابعون ان كلام الامين العام لحزب ال له السيد حسن نصرال له في خطابه الاخير، من خلال التأكيد على الاستعداد لخوض هذه الحرب اذا فرضت على الحزب، جاء بمثابة الرد على هذه التحذيرات، ولهذا كان الكلام واضحا عن نقل الفوضى الاميركية المفتعلة في لبنان الى كيان العدو، عندما يشعر الحزب انها تحقق الاهداف المتوخاة.
الخطاب التصعيدي لنصر ال اله في خطابه الاخير، واعادة وصفه لإسرائيل بأنها " أوهن من بيت العنكبوت"، جاء بحسب متابعين بعد تلويح نتنياهو بالحرب الثالثة على لبنان، فجاءت رسالة نصر ال له لكيان العدو وأميركا معاً، حين توجه بالقول إلى من أسماهم جماعة أميركا في لبنان بأنهم سيخسرون كل شيء، وبأن البيئة التي تريدون استهدافها من خلال الفوضى ومن خلال التشويه لن ترضخ، وإذا دفعتم لبنان إلى الفوضى فستخسرون في لبنان، وعليكم أن تنتظروا الفوضى في كلّ المنطقة، ما يعني بحسب المتابعين ان يد الم ق ا و م ة على الزناد وجاهزة لأي حرب ستفرض عليها.
وإنطلاقاً من هذا تبقى الأسئلة مفتوحة متى يمكن ان تنطلق الحرب الثالثة؟ وكيف تبدأ؟ وما هو مداها؟.
يتحدثون عن "الحرب الثالثة"، وقد يفهم من ذلك "حرب لبنان الثالثة"، باعتبار أن عدوان 1982 كان الحرب الأولى، وعدوان 2006 كان الحرب الثانية على لبنان، وفق التسميات الإسرائيلية.
وتشير صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الى انه إذا مرّت التغييرات القانونية التي تروّج لها حكومة الائتلاف اليمينية الحالية، فسوف تستمر عملية تفكك الدولة والمجتمع الإسرائيلي لعدة سنوات قادمة، وإذا كان علينا المقارنة، فهناك تشابه بما يحصل اليوم من تطورات إسرائيلية داخلية مع حرب لبنان الأولى 1982، لأنه بعد انتخابات الكنيست قبلها بعام واحد في 1981، تم تعيين أريئيل شارون وزيرًا للحرب في حكومة بيغن الثانية، وكانت حكومة "يمينية كاملة بدون يسار".
ولفتت الصحيفة الى انه يمكن الاستنتاج من هذه المخاوف الإسرائيلية أن نتنياهو اليوم الذي يسمح لوزير القضاء ياريف ليفين بتغيير التشريعات القانونية، فإن أوجه الشبه واضحة بين 1982 و2023، لأن ليفين يتصرف من منطلق إيمانه الكامل بصواب طريقه، ووفقا لشهادة أعضاء الليكود، دون إجراء نقاشات عميقة، مما يعني أن هذه الإجراءات التشريعية قد تعرف طريقها إلى محور بيروت-دمشق، من خلال اندلاع حرب لبنان الثالثة.
اما صحيفة هآرتس، فتشير الى ان قدرة وتفوق القوات الجوية الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، تآكلت بعدما بات لدى الحزب انظمة دفاعات جوية، الى جانب تعاظم قدرات الحزب الصاروخية والقتالية على الجبهة الشمالية.