أثار انتشار الدجاج البرازيلي في مصر بأسعار مخفضة عن الأسعار المحلية الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وشكك البعض في الغرض الحقيقي وراء أزمة أسعار الدجاج المحلي، معتبرا أن الدولة وراء الأزمة طمعاً منها في تحقيق الأرباح من صفقة الدجاج البرازيلي.
وعلى ضوء هذه المعلومات، أكد مصدر صحفي لوكالة انباء آسيا أن وزارة التموين لم تستورد الدجاج البرازيلي، لكنها تعاقدت بعقد غير معلن التفاصيل مع مورّد محلي، وهو من قام بالاستيراد، مشيراً إلى أن المورد "جهة سيادية".
وخلال الأيام الماضية، ظهرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، دعوات من خلال ما وصفه مصدر بقطاع الإنتاج الحيواني بـ«اللجان الإلكترونية» لشراء دواجن برازيلية رخيصة متوفرة في منافذ «صَن مول» التابع لوزارة الدفاع، ودعت المنشورات المستهلكين لمقاطعة الدواجن المحلية. وأوضح المصدر أن هذه الممارسات ستدفع قطاع الدواجن للانهيار بشكل كامل.
وأرجح مستوردو الدجاج أن هذه الكميات تم استيرادها منذ أكثر من شهر من جهة سيادية، لسببين؛ الأول، أن كل مرة تستورد فيها وزارة التموين دواجن مجمدة، يعلن مجلس الوزراء عن القرار بشكل رسمي، وهو ما لم يحدث وفقًا للمصادر. أما السبب الثاني، أن الحكومة تفرض جمارك على القطاع الخاص في حال استيراده دواجن مجمدة تصل إلى 30%، وبالتالي سيكون سعرها أغلى من السعر المطروح، حيث ستصل وفقًا لأسعار الدواجن البرازيلية.
ومن جهته، علق السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، على اتهامات البعض للدولة بافتعال أزمة الأعلاف، من أجل تحقيق مكاسب من استيراد الدواجن، وقال "إن الدولة لم تفتعل تلك الأزمة".
وأضاف سعد، في تصريحات صحفية، إن "أزمة الأعلاف معلومة للجميع". مشيرا إلى "إقرار الحكومة بتأخر خروج الأعلاف من الموانئ، بسبب عدم كفاية الدولار الذي يتيح خروج كل الكميات".
وقال إن "الدولة لم تصنع أزمة الأعلاف بل وجدت نفسها أمامها، بسبب نقص الدولار"، وتساءل: "هل ستغتني الدولة من (استيراد) 50 ألف طن دواجن؟ لن يغني ذلك الدولة المصرية، لأن الدجاج المستورد يباع تقريبا بسعر التكلفة".
وذكر المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن "الدواجن المستوردة تباع بسعر أقل من سعر الدواجن المحلية"، وقال إن "الأمر دليل على أن الاستيراد لهدف محدد مرتبط بسد العجز في الإنتاج الحالي، وليس بتحقيق الربح".
كما أكد أن "الأزمة لن تطول، وستحل بمجرد عودة الإنتاج مجددًا لتغطية احتياجات الاستهلاك المحلي"، وأن "ما يتردد من شائعات بأن أزمة الأعلاف مفتعلة غير حقيقي، تلك أزمة واجهناها ونعترف بها نتيجة نقص العملة الأجنبية".
وعانى قطاع الدواجن في مصر خلال الفترة القليلة الماضية بسبب نقص توافر الأعلاف، وذلك لعدة أسباب منها تكدس البضائع بالموانئ، ونقص الدولار، وتطبيق نظام الاعتمادات المستندية، وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بشكل غير مسبوق.