مطالبات لقيادات إخوانية بالعودة فما موقف السلطات المصرية؟

2023.02.23 - 12:42
Facebook Share
طباعة

تسببت عودة المعارض السياسي البارز ممدوح حمزة إلى مصر بعد غياب لسنوات، في ضوء قرارات العفو الصادرة مؤخراً، في مطالبات عدد من قيادات الإخوان للعودة إلى مصر أسوة بحمزة.


وكانت قيادات الإخوان قد ألمحت قبل ذلك إلى نفس الطلب، لا سيّما في ضوء طرح القائم بأعمال المرشد الراحل إبراهيم منير إمكانية اعتزال الجماعة للعمل السياسي في مصر نهائياً، مقابل إجراء بعض التفاهمات تشمل إفراجاً عن عدد من المحبوسين.


وقال حلمي الجزار القيادي في الجماعة والذي ينتقل ما بين بريطانيا وتركيا، إنه يرجو أن تسهم عودة ممدوح حمزة في تحقيق آمال من وصفهم بالمهاجرين في العودة إلى وطنهم، فيما طالب القيادي الآخر بالجماعة قطب العربي المقيم في تركيا، السلطات بالسماح لهم وكل عناصر الإخوان بالعودة التي وصفها بالكريمة لبلدهم.


من جهته، قال مصدر في لجنة العفو فضل عدم ذكر اسمه لوكالة أنباء آسيا، أن السلطات المصرية تضع معياراً أساسياً في تفاهماتها مع قوى المعارضة، أهمها هو عدم توجيه أيّ اتهامات إرهابية، أو "غير الملطخة أيديهم بالدماء"، وهو شرط لا ينطبق على قيادات التنظيم الهاربين في الخارج والمتهمين جميعاً في قضايا دعم وتمويل وتنفيذ عمليات إرهابية.


في السياق، يقول الباحث المصري المختص بقضايا الأمن الإقليمي محمد فوزي أنّ الترحيب من جانب "جبهة لندن" بعودة ممدوح حمزة على لسان القيادي بالجبهة حلمي الجزار، يأتي في إطار محاولات الجبهة المستمرة لمغازلة الدولة المصرية.


وأشار إلى أنّ الجماعة تأمل في حدوث انفراجة تضمن تحقيق الحد الأدنى من مطالب الإخوان الراهنة المتمثلة في العودة إلى المشهد المصري بأيّ صيغة، وهذا الأمل لا ينطبق على جبهة اسطنبول فقط وانما ايضا على جبهة الكماليون.


وهناك توجه لدى الدولة المصرية في التفرقة بين معارضين سياسيين لم يتورطوا في الدم أو يحرضوا على العنف، وجاءت في إطار الانفتاح الذي تسعى الدولة المصرية لتحقيقه مع المعارضة، وهو الانفتاح الذي تجسّد في العديد من الخطوات التي صاحبت إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مثل تفعيل لجنة العفو الرئاسي، وإطلاق سراح المئات من المحبوسين احتياطياً، والسماح بعودة بعض المعارضين من الخارج - بحسب فوزي.


وأشار فوزي إلى أنّ تنظيم الإخوان، وخاصة جبهة لندن، يراهن بشكل كبير على بعض المعارضين المدنيين الذين لم ينخرطوا في العنف، من أجل التوسط بينهم وبين الدولة المصرية، وهو ما عكسته بعض التقارير الإعلامية التي أشارت إلى تواصل الجبهة في الفترات الأخيرة مع المهندس ممدوح حمزة لتحقيق هذا الهدف، وهو نهج براغماتي يعبّر عن إدراك الجماعة لحالة الهزيمة التي مُنيت بها.


وفي نهاية يوليو (تموز) الماضي، قال إبراهيم منير، القائم السابق بأعمال مرشد «الإخوان»: «لن نخوض صراعاً جديداً على السلطة بمصر». وهناك أكثر من 8 محاولات سابقة منذ عزل (الإخوان) عن السلطة في يوليو عام 2013 لطرح فكرة المصالحة مع السلطات المصرية، لكنها تقابل برفض من الدولة المصرية.


وكان السياسي المعارض ممدوح حمزة قد عاد إلى القاهرة مؤخراً، من لبنان بعد فترة غياب استمرت لـ (3) أعوام، وقد رحّب به مسؤولون أمنيون في مطار القاهرة، وأخبروه بأنّ مصر ترحب به وبأبنائها المخلصين وتحتاج لجهودهم.


وقال حمزة في مقطع فيديو صوّره في قاعة كبار الزوار، ونشره على حسابه عبر "فيسبوك": إنّه كان يتوقع القبض عليه فور وصوله، خاصة عندما وجد رجلاً ينتظره عند باب الطائرة ويطلب منه التحرك معه، ولكنّه وجد نفسه مع مستقبليه في صالة كبار الزوار ويلقى استقبالاً جيداً.


وتعرّض حمزة لاتهامات بالتحريض ونشر أخبار كاذبة وإثارة الرأي العام، ومن المقرر أن يحاكم السبت المقبل في القضية المتهم فيها بالتحريض ضد الدولة.


واتهمت النيابة العامة ممدوح حمزة بالتحريض واستخدام القوة والعنف والتهديد الذي من شأنه الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2