المحتوى الهابط يتكاثر في العالم الافتراضي

يانا العلي - سورية خاص وكالة أنباء آسيا

2023.02.22 - 12:15
Facebook Share
طباعة

سكان المدينة الفاضلة عناوينهم تجدها على مواقع التواصل الاجتماعي حتماً. فالجميع هُناك مُحِبون متعاونون ينشرون السلام والصدق. يتمنون الخير للجميع. ينبذون الشر والأذى..أما في الواقع المُعاش فحدّث بِلا حرج.

 

ليس من مبدأ التعميم. لأن عدد مستخدمي السوشيال ميديا ازداد عن 3.8 مليار مستخدماً حول العالم. لكن من مبدأ النسبة الأعم والأغلبية. فتجد مثلاً في الواقع الحقيقي تلك التي تغار من أخِيها بسبب سوء التربية في الصغر فتحاول بكل الطرق الخفية دس السم في حياته لتدمره..بينما تجدها في الواقع الافتراضي الأزرق تنشرُ منشورات التسامح والمحبة والنظر للجميع بعين المُحب فهي الملاك ذو الجناحين الأبيضين ظاهراً وقلبها يخفق حقداً داخلياً.


أما ذاك الذي يحقق نجاحاً باهراً على وسائل التواصل الاجتماعي وانه شخص محبوب ويملك شعبية رهبية من خلال جمع اللايكات وهو في الواقع منبوذ منعزل وحيد.


باتت مواقع التواصل كمقهى "كل مين الو حارة باسمه" مرتادوها كُثر ومن جميع الأصناف ولكلٍ منهم رسالة ، غرض وغاية وعلة وفهم ووعي ومستوى ! فليس كل من جاء القهوة يشبه الآخر.

 

ناهيك عن تلك المنشورات ومقاطع اليوتيوب الفارغة المحتوى وتافهة المضمون مثل كيف ارتب سريري وكيف ادرس ابنتي وكيف احافظ على قطعة القماش المخصصة لمسح الغُبار.. وسائل التواصل الاجتماعي اتاحت للأشخاص الفارغين بنشر هذا الفراغ والنقص للآخرين. وعن هذا الموضع كان لوكالة آسيا لقاء مع الكاتب ليونيد عيزوقي قال:" كما يقول أحد الأمثال العامية الشائعة ( الحكي ما عليه جمرك ) أو كما يشاع عن شهر شباط بأن كلامه ( ما عليه رباط ) هكذا يضج فضاؤنا الافتراضي بألوانه المتعددة. حيث يتلفظ الحكمة أحمق ويدّعي الأمانة خائن ويطمئن الناس جبان، ويدعي السحر نصاب وتروج لعقاقير الإنجاب عاقر وينأى بنفسه حكيم، ويلتزم الصمت صادق. هنا في فضاءٍ لارقيب له ولا حسيب يختلطُ الحابل بالنابلِ ويساقُ غالبية العامة خلف تُرهات لا تغني ولا تثمر ..


فقد يقود طالب في الصف التاسع بأوقات فراغه صفحة تغص بالمتابعين معنية بأخبار الطقس والزلازل أو بالمال والأعمال ..


مصادره سرقة غير احترافية عن الفيس أو أحاديث غير موضوعية من رُكاب حافلة أو خلاصات تتبع لمدى فهمه واستيعابه من كلام هذا وسلوك ذاك .. "

 

وأضاف عيزوقي : "كيف لهارب من هزة ارتدادية إلى حديقة عامة أن يحض الناس على البقاء بالمنازل حيث أنه لا شيء يخيف.


كيف لطمّاع جشع يسرق الكحلة من العين كما يقال أن يتغنى بأحاديث الأمانة والموعظة وينشر صور للموازين وحكماً وأقوال عن الكيل والأيادي البيضاء والقلوب النقية. أو لحارم ابنته من الميراث أن يدعو ويناضل على السوشيال ميديا لتنال المرأة حقوقها بما يرضي الله ...


كم كانت دهشة والدي كبيرة وهو يتابع بإعجاب إحدى صفحات الماضي الجميل عندما زلق صاحبها بمنشور يتساءل فيه من يتذكر رامز وريم في كتاب القراءة ، معلناً بسؤاله وأد رباب وسوق باسم إلى مجهول أشبه بسفر برلك .."



وهذه الفكرة ليست مجرد كلام عبثي فمثلاً في العراق أكد قاضي محكمة تحقيق الكرخ أن أحكاماً قضائية ستصدر بحق أصحاب المحتوى الهابط الذي يستهدف الشعب العراقي ممن يسكنون في الخارج وتنظيم ملف استرداد بالتعاون مع الإنتربول، منوهاً الى ان " هناك إقرار مرتقب كلائحة لقواعد البث وما يتعلق بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.


وبالتالي الفضاء الأزرق بدأت تُعمم القوانين الخاصة لتنظمه، وتضبط منشورات أصحاب المحتوى الهابط بطريقة أو بأُخرى. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 10