أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف فبراير الجاري أن المُكنى بـ(سيف العدل) أصبح زعيمًا جديدًا لتنظيم ال قا عد ة، خلفًا لزعيم التنظيم المقتول أي م ن ال ظ وا هر ي.
و(سيف العدل) هو محمد صلاح الدين عبد الحليم زيدان، كان ضابطاً بالجيش المصري، قبل أن يتم تسريحه في أعقاب قضية اغتيال وزير الداخلية عقب اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.
تربى العدل في شبين الكوم بمحافظة المنوفية إحدى محافظات مصر، وكان دائم التردد على إحدى المساجد التي فيها تأثر بالأفكار المتشددة وعلى إثر ذلك انضم فيما بعد الى تنظيم “الجهاد الإسلامي” المصري..
بعد تخرج العدل من المدرسة الثانوية، حصل على درجة البكالوريوس في الأعمال، ثم التحق بالجيش، حيث تخصص في القفز بالمظلات. لسنوات، تدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة عقيد بالقوات الخاصة عام 1987.
ولكن في ربيع ذلك العام أُلقي القبض عليه فيما سمي بقضية الأمن القومي رقم 401 في محاولة تنظيم الجهاد -المتورط في اغتيال السادات- اغتيال وزير الداخلية حسن أبو باشا وتفجير مبنى البرلمان.
وأُطلق سراحه مع تسريحه من الخدمة في الجيش لعدم كفاية الأدلة ضده. وفي نفس العام قاده شقيقه إلى مطار القاهرة ليصعد على متن رحلة متجهة إلى مكة، لآداء فريضة الحج ثم البحث عن عمل.
بعد عام، أخبر صديقه شقيق العدل أنه وجد بالفعل عملًا في السعودية كبائع، لكنه قُتل في حادث سيارة. وطلبت عائلته المفجوعة من السلطات السعودية معرفة المزيد من التفاصيل حول كيفية الوفاة، دون جدوى.
وفي غياب أي اتصال، أعلنت محكمة الأسرة في شبين الكوم وفاة محمد صلاح الدين عبد الحليم زيدان. ومنذ هذا اليوم مات محمد زيدان بالفعل، وولد مكانه شخصُ آخر يٌدعى: “سيف العدل”.
كان العدل أحد الذين ساعدوا في بناء القدرة العملياتية لتنظيم ال قا عد ة، ودرّب بعض الخاطفين الذين شاركوا في هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، وقبلها تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا.
وفي مذكراته لعام 2005 عن أبو م ص عب ال زر قا وي (أحد أبرز القيادات الجهادية)، كتب سيف أن “الله أرشدني لفهم الإسلام النقي في أوائل الثمانينيات”، في إشارة لتحوله إلى “الإسلام الراديكالي” في أوائل العشرينات من عمره.
وبحسب مركز مكافحة التطرف الأمريكي– فقد ظهر في تلك المرحلة من حياة العدل الجهادية – ميلًا نحو استقلالية العقل. إذ كتب في وقت القضية 401 “وجدت أن الإخوة في حركة الجهاد والجماعة الإسلامية يفتقرون إلى الخبرة العملية التي تمكنهم من تحقيق التغيير المنشود [بالمجتمع].
سافر العدل من السعودية إلى أفغانستان عام 1989، ومنذ ذلك الحين قدم تدريبات عسكرية واستخباراتية في دول مختلفة، بما في ذلك أفغانستان وباكستان والسودان واليمن، لأعضاء ال قا عد ة والجماعات التابعة لها.
في عامي 1992 و 1993، قدم تدريبات عسكرية لرجال القبائل الصومالية الذين قاتلوا ضد القوات الأمريكية في مقديشو خلال عملية “استعادة الأمل”. ثم في 1998 تورط في تفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام.
وكان أحد القلائل داخل ال قا عد ة الذين عارضوا تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول بسبب مخاوفه من تسببها في إسقاط حركة “طالبان”. ولكن عُرف بولائه الشديد لزعيم التنظيم أ س ا م ة ب ن ل ا د ن، رغم الخلافات الكثيرة.