غادرت فرق الإنقاذ الأرمنية والأردنية والجزائرية الأراضي السورية، بعد الانتهاء من عمليات إنقاذ العالقين تحت أنقاض المباني التي تضررت نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب المناطق السورية فجر الاثنين 6 شباط الجاري، حيث ساهمت تلك الفرق في عمليات انتشال الجثث في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
بينما هبطت نحو 10 طائرات في مطارات حلب واللاذقية ودمشق، قادمة من الصين والإمارات والسودان والعراق، محملة بمساعدات إنسانية لمتضرري الزلزال، بالإضافة إلى وصول مساعدات إنسانية من الشعب الليبي إلى مطار بيروت وإيصالها براً نحو الداخل السوري.
واختتمت جلسة مجلس الأمن الدولي المغلقة لبحث دعم منكوبي الزلزال في شمال سوريا، بدون عرض مشروع قرار لدعم عمل معابر حدودية إضافية وافقت دمشق على فتحها لإدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غربي سوريا.
وتسعى الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى إلى دعم عمل النقاط الحدودية بقرار أممي، وهي فكرة رفضتها روسيا واعتبرتها انتهاكا للسيادة السورية.
وساد تباين في المواقف خلال الجلسة التي خُصصت للتصويت على قرار فتح المعابر أمام قوافل الإغاثة إلى شمال سوريا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد رحب بموافقة الرئيس السوري على فتح نقطتي عبور بين تركيا وشمال غربي سوريا لإدخال المساعدات، وأضاف أن فتح المعبرين سيكون لفترة أولية مدتها 3 أشهر.
وتعني الموافقة أن الأمم المتحدة يمكنها الآن استخدام ما مجموعه 3 معابر حدودية مع تركيا، للوصول إلى شمال غرب سوريا التي عصفت بها الحرب.
وقبل الزلزال كانت المساعدات الإنسانية لشمال غرب سوريا تدخل من تركيا عبر معبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.
وحثّ المندوب الفرنسي في مجلس الأمن الدولي نيكولا دي ريفيير على استصدار قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، إذا واجهت الأمم المتحدة أي عراقيل عند محاولتها إدخال المساعدات عبر معبري "السلامة" و"الراعي" إلى الشمال السوري.
لكن ديمتري بوليانسكي نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة قال إن القرار ليس ضروريا "لأنه قرار سيادي لسوريا"، واعتبر أن التفويض الحالي من مجلس الأمن بتوصيل الأمم المتحدة مساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي انتهاك لوحدة أراضي سوريا وسيادتها.
وحذر بوليانسكي من أن أي ضغط للتوصل إلى حل من شأنه تسييس القضية ولن يساعد السوريين.
من جهته، أكد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ أن سوريا ستدعم إيصال المساعدات الإنسانية عبر جميع النقاط الممكنة من داخل سوريا أو عبر الحدود لمدة 3 أشهر. وقال للصحفيين إن قرار المجلس ليس مطلوبا لأنه اتفاق بين سوريا والأمم المتحدة.