عشية الذكرى الثامنة عشر لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، رُفعت صور للرئيس الراحل في عدد من شوارع العاصمة بيروت ومدينة صيدا تحمل عبارة "18 سنة وصيدا عالعهد بعدا.. ما رح ننسى يا شهيد لبنان.. لا ما نسينا".
اما لناحية لقاءاته مع نواب وكوادر تيار المستقبل الذي فتح لهم أبواب بيت الوسط، فلن تتخطى عن كونها استطلاعاً للاوضاع في لبنان، ولمعرفة الواقع الحالي للتيار مع التشديد على عدم إطلاق أي مواقف سياسية منسوبة إليه، أو إطلاق مواقف من على منبر بيت الوسط.
وعقب الاجتماع الذي عقده الحريري مع قيادة تيار المستقبل وهيئة الرئاسة والمكتبين السياسي والتنفيذي بحضور النواب السابقين، كان الصيام عن الكلام في السياسة واضحاً، حيث التزم الجميع بقرار تعليق العمل السياسي، وعدم التصريح.
في المقابل، كان واضحاً من خلال الاجتماعات واللقاءات لمسؤولين وكوادر في تيار المستقبل في بيروت وصيدا والشمال، والتحضيرات اللوجستية لنقل المناصرين من طرابلس وصيدا للمشاركة في الوقفة الرمزية غداً عند الواحدة ظهراً اي في نفس توقيت الانفجار الذي ادى الى اغتيال الحريري قبل 18 عاماً، تقديم صورة واضحة حول شعبية التيار وجمهوره، الذي لا يزال على مواقفه في إطار إثبات الحضور، وأن غياب الحريري عن الساحة السياسية واللبنانية لم يؤد إلى غياب هؤلاء أو تخليهم عن مواقفهم وثوابتهم، بحسب الاوساط السياسية، التي اكدت ان الولاء للحريري لا يزال على حاله.
وتؤكد المصادر على ان هذه الصورة الجامعة حول الحريري ستوصل رسالة الى الجميع بأنه لا يزال قادراً على شد عصب "التيار الازرق"، وان تعليقه للعمل السياسي ليس سوى مجرد تكتيك وجزء من اسلوب العمل لتحسين الواقع الاقليمي للتيار والعودة بزخم اكبر، في لحظة التسوية المناسبة.
وعلى الرغم من ان الحريري ليس مستعجلاً للعودة النهائية الى لبنان، الا وانه بحسب مصادر مقربة منه لا يزال يمتلك القدرة على التأثير على عدد كبير من النواب السنّة، وان لقاءاته السياسية المحدودة ستكون عبارة عن رسائل في اكثر من اتجاه.
وتشير مصادر تيار المستقبل إلى أن رئيس التيار سيعقد لقاءات مع رجال دين، لا سيما مع المفتين الذين تم انتخابهم مؤخراً. وهو قد وجه لهم دعوات على الغداء، كما أن الحريري سيلتقي بعدد من رجال الدين المسيحيين وعدد من المطارنة.
عودة الحريري بعد عام على مغادرته لبنان، اعادت الزخم الشعبي للاحتفال بذكرى الرئيس الحريري، حيث إنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو يوثق احتفال شبان في منطقة الطريق الجديدة - بيروت، بعودته.
فيما وزع انصار تيار المستقبل ملصقاً تضمن عبارة "ما خلصت الحكاية" وعليه صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فيما البعض فهم أن هذا الكلام ينطبق على سعد أيضاً بانتظار العودة عن تعليق العمل السياسي في اقرب وقت.