في عيد القديس مار مارون الذي يحتفل به اللبنانيون في التاسع من شباط، توجهت الانظار الى القيادات المارونية، لكونها المعنية بالدرجة الاولى بالاستحقاق الرئاسي، ولأن رئيس الجمهورية بحسب العرف اللبناني ماروني.
إحتفل الموارنة في لبنان اليوم، بعيد شفيعهم وسط سوداوية تحيط بالملف الرئاسي وضبابية تلف الواقع اللبناني بأكمله، وبكركي التي احتفل سيدها البطريرك بشارة بطرس الراعي بعيد مار مارون، يبدو من خلال الشروط والشروط المضادة من قبل النواب المسيحيين لن تنجح في تحقيق خرق ما في جدار الأزمة، حيث تشير المصادر لوكالة انباء اسيا الى أن اللقاء النيابي الذي يتم التحضير له قد يُنسف أو يُفرغ من مضمونه، الامر الذي يمهد لفشل هذا اللقاء في حال قد حصل.
وتنقل المصادر عن الراعي إنزعاجه وتأكيده أن هناك من يعمل على "فرط" هذا الإجتماع لعدم منح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فرصة الظهور ضمن مشهد مسيحي جامع، وهناك من يريد إسقاط حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الرئاسية، فضلاً عمّن يسعى باتجاه مرشح ثالث من بين الأسماء التي طرحتها فرنسا سابقاً للرئاسة.
الأكيد وبحسب المصادر المطلعة أن البطريرك الراعي لمس خلال لقاءاته مع النواب، عمق الهوة التي تفصل بين القيادات المسيحية وصعوبة جمعهم، وإكتشف ان لكل فريق مطالعته الدفاعية حول سلوكياته، والتي تنطلق جميعها من مصلحة المسيحيين ولبنان بحسب اعتقادهم.
وتشير المصادر الى ان الوحدة التي تشعر فيها بكركي تبدأ من بيتها الداخلي، أي من "المارونية السياسية" أولاً، والمسيحية ثانياً، من دون أن تستثني المسلمين، في الخفة بالتعاطي مع المنصب الأول في الدولة، لافتة الى ان الراعي وضع مهلة قصيرة لانتخاب رئيس جمهورية، بعدها سيلجأ إلى خطوات إستثنائية باتجاه الخارج من دون عودة إلى أي جهة وأيّ رئيس حزب رفض لقاء النواب المسيحيين.
وفي قداس عيد مار مارون، الذي ترأسه الراعي في بكركي، رأى أنّ "عيد مار مارون يدعونا للعودة إلى هويتنا التي لم تكن يوماً ترمز إلى التقوقع".
ولفت إلى "أننا لا نعيش فقط الحزن على الحالة التي نحن فيها، إنما نبكي على ما حصل من حولنا من جراء الزلزال الكبير، ونشكر الله أنه حمى لبنان من هذه الهزة الكبيرة".
كما أشار إلى أنّ "الأرزة ليست رمز لبنان فقط، فهي رمز للكنيسة أيضا، المتركزة في لبنان، وهذه المميزات في هويتنا لا يجب أن نتجاهلها"، معتبراً أنّ "من لا يعرف ماضيه يجهل حاضره".
الخوف على الهوية، جاء ايضا في عظة راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، مؤكداً "اننا سنبقى في لبنان بلا خوف على مستقبلنا لأنّنا نعيش فيه بين يدي الآب"، مشدداً على أننا "لن نخاف وحوش السلطة والمال فنحن الموارنة شعبٌ يحبّ الحياة ولكنّه لا يخشى الموت في سبيل الحرية والحق والإيمان".
وطالب "بانتخاب رئيس للجمهورية حتى لا تتغيّر هوية لبنان وحتى تبقى الدولة والدستور ونطلب من ممثلي الشعب ألا يتأخرّوا بالقيام بدورهم".
أما باسيل الذي قدم التعازي بضحايا زلزال تركيا وسوريا، لبطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، جدد تاييده لدعوة البطاركة المسيحيين الذين فوضوا البطريرك الراعي لنقوم بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، بخاصة أنه استحقاق وطني وليس فقط مسيحيا او مارونيا، ونحن ملزمون بالاتفاق خصوصا اذا تم بحسب الدستور والنصاب، ونحن نريد أن نصل الى برنامج انقاذي ورئيس ينفذ هذا البرنامج أيضا.
الخوف على الهوية يوحي وكأن "المارونية السياسية" تضعضعت، بحسب اوساط سياسية، والدليل هو الدخول في مرحلة الفراغ الرئاسي الثالث، بعد الأول عام 2007 والثاني عام 2014 والثالث عام 2022، وكأن الإستحقاق الرئاسي بات محكوماً بالفراغ، وكأنّ الموقع الأول للمسيحيين في الشرق بات في مهبّ التسويات، بحسب تعبيرها.