بعد أيام من الانتظار، وصلت أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إلى مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة في شمال سوريا، وسط دعوات إلى عدم "تسييس" عمليات الإغاثة. لكن ظروف عمل المتطوعين تعقد من مهمة البحث عن ناجين تحت الأنقاض، خاصة في ظل تدني درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر.
ودخلت أول قافلة مساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال البلاد، إذ أكد مازن علوش المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي الوحيد المفتوح بين البلدين المتضررين، أن "أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة دخلت اليوم بعد أربعة أيام من الزلزال". ضمت بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.
بالتزامن، أعلنت الأمم المتحدة أنها حصلت على ضمانات بأن جزءا من المساعدات الطارئة "سيمر الخميس" عبر المعبر الحدودي. وقال المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسن لصحافيين في جنيف: "حصلنا على ضمانات بأنه يمكننا تمرير المساعدات الإنسانية الأولى" عبر معبر باب الهوى، داعيا مرة أخرى إلى "عدم تسييس" المساعدات إلى السكان السوريين المتضررين بشدة جراء الزلازل.
في المناطق التي تأخر وصول المساعدات إليها، يشعر الناجون بأنهم مهملون. في جنديرس، مثلا، الواقعة في منطقة تسيطر عليها فصائل المعارضة في سوريا "حتى المباني التي لم يؤد الزلزال إلى انهيارها أصيبت بأضرار بالغة"، على حد قول أحد السكان. وأضاف أن بين 400 و500 شخص عالقون تحت كل مبنى منهار..
في سياق متصل، توجهت قافلة إنسانية من مناطق “الإدارة الذاتية” نحو مناطق المعارضة في شمال غرب سورية، عبر معبر أم جلود في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وتتألف القافلة من مساعدات مستعجلة ووقود، بلغ عدد الصهاريج نحو 100، لتشغيل الآليات في المناطق التي تضررت بفعل الزلزال المدمر.
ووفقا للمصادر فإن الفصائل الموالية لتركيا لا تزال تعرقل دخول المساعدات الإنسانية، بسبب عدم وجود أوامر تركية بإدخالها.
ويربط معبر أم جلود مناطق نفوذ “قسد” والمجالس العسكرية المنضوية تحت قيادتها مع مناطق الفصائل الموالية لتركيا، في حين كانت تدخل مئات الصهاريج من النفط السوري يوميا تحت إشراف الفصائل المسيطرة على المعابر.
وكان قد تجمع العشرات في وقفة إنسانية في معبر باب السلامة على الحدود السورية – التركية، لمناشدة الدول بإدخال المساعدات للمناطق المنكوبة، بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وطالبوا بتعجيل دخول فرق الإغاثة والإنقاذ، على الرغم من دخول اليوم الرابع ومئات العائلات تحت الأنقاض.
ووصف غانم الخليل، مدير مكتب العلاقات العامة في مديرية الصحة بإدلب، الوضع بالكارثي، كاشفا أن مئات العوائل لازالت تحت الأنقاض في صورة مأساوية خاصة مع ضعف توفّر الإمكانيات اللوجستية لإخراجهم، ومازاد الوضع سوءً أجواء البرد القارس، وسط مواصلة رجال الإغاثة محاولاتهم وجهودهم للعثور على ناجين في سباق مع الزمن.
وناشد الخليل، المجتمع الدولي والشعوب الحرّة لتوجيهَ الدعم بشكل مباشر دون وسائط، إلى مناطق شمال وغرب سورية الأكثر تضررا .