انتشار "الدولار المجمد" في سوريا.. هكذا تحمي نفسك من الاحتيال!

اعداد رزان الحاج

2023.01.21 - 05:39
Facebook Share
طباعة

 انتشرت مؤخرا حوادث الاحتيال في سوريا، لا سيما المتعلقة بظاهرة بيع “الدولار المجمد“، إذ وقع العديد من الأشخاص ضحية عمليات نصب واحتيال، بمبالغ كبيرة بذريعة الحصول على “الدولارات المجمدة“.

ويدعي القائمون على عمليات النصب هذه، أن بحوزتهم كميات من “الدولارات المجمدة“، ويؤكدون أنها عملة أميركية، تم تجميد أرصدتها من قبل الولايات المتحدة في البنوك الواقعة بمناطق الحروب، إذ يمكن استخدامها في الأسواق الحرة في عمليات البيع والشراء بين التجار، شريطة ألا يتم إيداعها في البنوك الخارجية والدولية، لأن أرقامها مجمدة حسب قولهم.
إن تجميد الأموال وتجميد الأصول هو منع صاحب المال من التصرف فيه خارج دائرة قضائية.. ويكون ذلك بفرض حكم قضائي يوجب التجميد كفرض عقلة تحفظية أو غيرها من الوسائل القانونية المتاحة لتجميد الأرصدة تمنعه من التصرف في أمواله بعضها أو كلها.
باختصار: هكذا ظهر الدولار المجمد بعد تورط عدد من دول المنطقة بنزاعات وحروب، وتعرض بعض البنوك للنهب والسرقة، اضطرت الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات صارمة متمثلة بإبطال قيمة الأرصدة المنهوبة وفقًا للأرقام التسلسلية التي تمتلكها.
وتمكنت الولايات المتحدة من تعميم هذا الإجراء بعد أن وصلتها أرقام الدولارات المسروقة إما من أصحابها أو بطرق استخباراتية.
لكن تجميد الأموال لا يقتصر على عمليات النهب والسرقة، بل يمكن استخدامه كعقوبة اقتصادية أو كورقة ضغط ضد دولة أو جهة ما بهدف إجبارها على الرضوخ وتقييد سيولتها، كما حدث في ليبيا وإيران.
ينتشر الدولار المجمد بشكل كثيف في كل من تركيا والأردن والعراق وليبيا وسوريا ودول أخرى. ويتم بيعه عن طريق سماسرة وعصابات أو شبكات تهريب.
وانتشرت في الآونة الأخيرة عمليات نصب ذات طابع مختلف، حيث يدّعي النصاب أنه يمتلك دولارات مجمدة ويعرضها للبيع بمبلغ مغري، لكنها في الواقع ليست أكثر من أموال مزورة لا قيمة لها.
ويمكن القول إن الدولارات المجمدة هي طعم باتت تستخدمه العديد من شبكات تزوير الأموال للنصب على السذج من الناس.
ولابد هنا من الإشارة إلى أن الدولار المجمد يختلف كثيرًا عن الدولار المزور، فالدولار المجمد هو دولار مطبوع نظامي وله رقم تسلسلي لكن قد تم حظر التعامل به بسبب عمليات السرقة أو ما شابه.
أما الدولار المزور فهو ذاك الذي يتم تصنيعه بالمواصفات التي يتطلبها إعداد الدولار الحقيقي ولكنه لا يحتوي على الأرقام التسلسلية النظامية.
لماذا يجب أن تحذر من الدولار المجمد؟
لو أن مالك الدولار المجمد يجده ذي قيمة فعلية لفضل الاستثمار به أو تحويله إلى أصل آخر آمن كالذهب بدلًا من بيعه بمبلغ زهيد.
إن إعادة بيع الدولار المجمد أو تصريفه في محال معينة بات أمرًا سهل الاكتشاف مع تطور عدادات النقود الآلية.
وأغلب عمليات التعامل بالدولار المجمد تقود صاحبها إما إلى السجن، أو إلى التورط مع عصابات إجرامية، أو إلى خسارة الأموال عبثًا.
وتنشط هذه التجارة في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات، إضافة لأشخاص امتهنوا تجارتها وترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، وذلك من خلال وسطاء يتم اختيارهم من قبل الطرفين بين الداخل السوري والأراضي التركية.
وأكد مراسل وكالة أنباء آسيا في الشمال السوري أن الدولار الأمريكي “المجمد” يغزو أسواق الرقة وما حولها دون أي ضوابط أو قوانين، فكل 1000 دولار أمريكي “مجمد” يباع بـ 400 دولار أمريكي مما يسهل العملية بين ضعاف النفوس وتجار الأزمات تحت طمع أنفسهم للتداول بتلك العملات.
هناك عدة طرق من أجل معرفة اذا كانت عملة الدولار التي بحوزتك نظامية أم مزورة أم مجمدة وهي عبر مراجعة البنوك. وفي حال لم تتمكن من الوصول لبنوك سوريا يمكنك التعامل مع بنوك في لبنان أو في العراق أو في تركيا عبر أقاربك.
ولا بد من مراجعة البنك وطلب المساعدة بمبدأ الشخص حامل ورقة من 100 دولار لا يعرف ان كانت نظامية أم لا. وفي حال أجابك الموظف بأنها نظامية وهذا مستحيل فإنك تكون قد اشتريت دولار نظامي ولكن في حال حصل العكس فأنت قد تكون ضحية احتيال.
وينبغي الذكر بأن التجاوب مع هؤلاء قد يعرضك للمساءلة ولا بد من التساؤل بشكل منطقي عن مصلحة من يبيعك.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 2