وقفت سيدة خمسينية لتسأل عن سعر كيلو اللحم، لتكتشف أن سعره قد وصل إلى 220 جنيه، فتدخل في حالة من الجدل مع الجزار عن سبب هذا الغلاء، ليرد عليها منفعلا "والله ما ذنبنا إحنا زينا زيكم".
شهدت أسعار اللحوم الحمراء تزايدا خلال الفترة الأخيرة، لكن هذه الزيادات ربما لن تكون الأخيرة، إذ توقعت مصادر صحفية في قطاع الانتاج الحيواني أن أسعار اللحوم ستشهد زيادة جديدة ومن المرجح أن يصل سعر كيلو اللحم إلى 300 جنيها بدلاً من 200 جنيها.
في المقابل، هدد جزارون بالإضراب عن بيع اللحوم اعتراضًا على ارتفاع أسعارها من الموردين، وهو ما يجعلهم يبيعون بأسعار مرتفعة. وانتشرت الدعوة عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، بعد أن أقدم عدد من الجزارين بالفعل على إغلاق محالهم خلال الأسبوعين الماضيين.
من جهته قال رئيس جمعية "مصريون ضد الغلاء"، محمود العسقلاني، إن التجار باعوا كيلو اللحم بسعر 150 جنيه (قبل الذبح) للجزارين، الأسبوع الماضي، قبل أن يقرروا، الخميس الماضي، رفع السعر إلى 155 جنيه، وهو ما اعترض عليه الجزارون، ودعوا زملاءهم لمقاطعة شراء اللحوم من المجازر، وإغلاق محالهم لمدة شهر بدءًا من السبت المقبل، وفقًا لمجموعات الجزارين على فيسبوك.
ويشتري الجزارون اللحوم من خلال تاجر وسيط، يجمع الماشية من أسواق المواشي الأسبوعية بالقرى أو من المزارع ويذبحها في المجازر، ومن ثم يشتريها الجزارون.
وقال عبد اللطيف محمد أحد الجزارين بمنطقة حلوان جنوب القاهرة، أنه في حال استمرار الأسعار في الارتفاع سيكون النتيجة هو اعتراض الجزارين ورفضهم لبيع اللحوم، لأن الأسعار إذا زادت على المستهلك أكثر من ذلك سيكون هناك تراجع في حركة البيع والشراء.
وأشار إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، أغلق بعض الجزارين بالفعل محالهم، بسبب توقف حركة الشراء.
في المقابل قال عبد الحميد السيد، تاجر وسيط إن سبب رفع سعر البيع على الجزارين لأكثر من 150 جنيه هو ارتفاع أسعار الماشية نفسها، بالإضافة إلى تكاليف النقل لجمع الماشية من الأسواق المختلفة.
وأضاف:" أن تكلفة إطعام العجل الواحد تجاوزت ألف جنيهاً أسبوعيًا، وذلك في ظل وصول طن الذرة الصفراء إلى 13 ألف جنيه، فيما وصل سعر الصويا إلى 35 ألف جنيه للطن، مضيفًا أن عشرات المربين لم يبدأوا دورة تربية جديدة، ما ينبئ بنقص أكبر في المعروض خلال الأشهر القادمة إذا لم ينخفض سعر الأعلاف".
وفي السياق أوضح أحد تجار الماشية، أن أسعار المواشي ارتفعت بسبب نقصها في السوق، مضيفًا أن هذا النقص جاء نتيجة عدة عوامل ؛ منها اقدام بعض المزارع إلى الاغلاق خلال الفترة الماضية بعد تعرضها لخسائر فادحة بسبب ارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج، بالإضافة إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية بسبب نقص الأمصال البيطرية المستوردة.
في السياق يقول يوسف البسومي، نقيب الجزارين في مصر، إن «أسعار اللحوم تأثرت بارتفاع سعر الأعلاف، وبالتالي زيادة تكلفة الإنتاج»، مناشداً المواطنين، بـ«تقليل استهلاكهم من اللحوم»، قائلاً: «المواطن الذي اعتاد شراء 2 كيلوغرام من اللحوم، عليه تخفيض الكمية إلى كيلوغرام واحد أو نصف كيلوغرام». وأشار إلى عزوف المواطنين عن الشراء، وإغلاق بعض المجازر، ما جعل الجزارين أكثر الفئات تأثراً بالحالة الحالية، متوقعاً أن «تشهد أسعار اللحوم زيادة مستقبلية».
وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء بالسوق المصري لمستويات قياسية، رغم الركود بالأسواق تزامناً مع حالة الغلاء التي تضرب الأسواق مؤخراً.
ويتراوح سعر اللحم الكندوز بين 220 إلى 230 جنيه، فيما سجل الضأن 210 جنيهات، بينما وصل الجملي إلى 170 جنيه، وسط نقص في المعروض. فيما تراوحت أسعار اللحوم في ديسمبر الماضي بين 150 إلى 190 جنيه على حد أقصى.
وتوقع جزارون أن ترتفع أسعار اللحوم في السوق المصري لمستوى الـ 250 جنيه مع دخول شهر رمضان، موضحين أن الفترة الراهنة تعتبر من أسوأ الفترات التي مرت على الجزارين في مصر؛ نتيجة غلاء الأسعار والركود في حركة البيع.
ويستهلك المصريون ما يقرب من 1.3 مليون طن لحوم حمراء سنوياً، 60% منها منتج محلي، وباقي الكمية مستوردة من دول أخرى؛ وفقاً لتقديرات الغرف التجارية المصرية.