في ذكرى عملية “غصن الزيتون” .. مسيرات تندد بالتواجد التركي في عفرين

اعداد سامر الخطيب

2023.01.21 - 01:25
Facebook Share
طباعة

 صادف يوم أمس 20 كانون الثاني الذكرى السنوية الخامسة لبدء العملية العسكرية التركية “غصن الزيتون” بمشاركة فصائل “الجيش الوطني” على منطقة عفرين، حيث شنت حينها الطائرات التركية غارات جوية مكثفة طالت القرى والبلدات المأهولة بالسكان، وارتكبت أبشع جرائم الحرب ضد المدنيين العزل، متناسية القوانين والمواثيق الدولية، وسط صمت دولي رهيب، بحسب منظمات حقوقية.
وبحسب تلك المنظمات، فإن الهجوم تسبب في نزوح ثلث سكان المنطقة الأصليين، باتجاه مخيمات ومنازل شبه مدمرة في ريف حلب وغيرها من المناطق السورية، ولم تقتصر الانتهاكات على ذلك فحسب، وإنما سعت إلى إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة، عبر توطين عوائل الفصائل في القرى السكنية النموذجية التي أنشأتها المؤسسات المدعومة من تركيا، إلى جانب سرقة المعالم الأثرية لطمس تاريخ الكرد في المنطقة. وفرضت اللغة التركية كمادة أساسية في المناهج الدراسية، ورفعت الأعلام التركية على المدارس لفرض هويتها “العثمانية” في المنطقة، كل هذه الممارسات وقعت أمام مرأى ومسمع العالم.
وخرج المئات من مهجري عفرين وأهالي الشهباء بريف حلب الشمالي أمس الجمعة، بمسيرة حاشدة في مدينة تل رفعت “تحت شعار “عفرين لنا وستبقى لنا”، وسط ترديد شعارات تندد بالتواجد التركي في منطقة عفرين، مع رفع صور للضحايا الذين سقطوا إبان العملية.
ويؤكد أحد مهجري منطقة عفرين، في حديث صحفي ان العملية بدأت بقصف عشوائي مكثف من الطيران الحربي التركي، مما أجبره وعائلته على النزوح بداية من ناحية شران إلى مدينة عفرين، وبعد نحو 15 بوماً نزح باتجاه مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي، ثم وبعد نحو أسبوع توجه إلى مدينة منبج شرقي حلب. مضيفاَ، بأنه كان يملك منزلين في مدينة عفرين و ناحية شران التابعة لها، ولم يتمكن من إخراج أي شيء من أثاث المنزلين، فضلاً عن ابتعاده عن أرضه المزروعة بأشجار الزيتون التي كانت تعد مصدر دخل أساسي له، حيث كانت تنتج أكثر من 100 تنكة زيت في الموسم.
ويتابع، حالياً تجري عملية تتريك ممنهجة لمنطقة عفرين، والعلم التركي أصبح يرفع في كل مكان، ومن تبقى من أهالي عفرين يتخوفون جداً من الفصائل ويتفادون التحرك بسبب المضايقات، ورغم كل شيء فلا زال الأمل موجوداً بالعودة إلى عفرين والعيش بشكل طبيعي بسلام.
مشيراً، بأنه حتى اللحظة لا يوجد بوادر حقيقية للعودة ولا زالت الفصائل الموالية لتركيا تعيث فساداً، فقد شاهدنا غابات من الأشجار تقطع ويبنى مكانها قرى سكنية وهذا من أكثر ما يؤلم ويحزن أهالي عفرين.
يشار إلى أنّ تركيا شنت عدة عمليات عسكرية حملت أسماء مختلفة مثل “غصن الزيتون” و”درع الفرات” و”نبع السلام” بهدف التمدد والسيطرة وقضم الأراضي السورية بذريعة الأمن القومي، وخلفت هذه العمليات هجرة مئات الآلاف من المدنيين من منازلهم وأراضيهم باتجاه مناطق سورية مختلفة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 3