درعا رحم لـ "توليد د ا ع ش" من جديد.. ما الذي يريده الامريكيون..؟

سفيان الدرويش

2023.01.12 - 08:13
Facebook Share
طباعة

 تكشف مصادر خاصة لـ "وكالة أنباء آسيا"، عن استمرار العمل الاستخباري لملاحقة بقايا تنظيم "د ا ع ش" في محافظة درعا، موضحة أن المحافظة التي تشكل عقدة الجنوب السوري كان من المخطط لها أن تكون رحماً لإعادة تشكيل التنظيم المتشدد من خلال تواجد قائده السابق "أبو الحسن القرشي"، قبل أن يقتل على يد المجموعات المحلية، لافتة إلى المزاج الشعبي العام المائل إلى إعادة درعا إلى ماقبل العام 2011 هو ما يساعد على جمع المعلومات وضرب خلايا التنظيم أو شخصياته التي تنشط بشكل منفرد في الجنوب.
خلال يوم الثلاثاء جرت عملية تمشيط من قبل المجموعات المحلية التي تعرف بـ "مجموعات التسوية"، لمدينة جاسم الواقعة بالريف الغربي للمحافظة بحثاً عن أحد قيادات التنظيم الذي دخل المدينة مؤخراً بصفة مدنية ليبدأ عملية تجنيد ما تبقى من الشبان المتطرفين لمحاربة الدولة السورية، وتقول المصادر أن الرغبة الامريكي بإعادة إحياء "د ا ع ش" في الجنوب تحديداً جاءت بعد فشل محاولاتها في إجهاض التسويات التي عقدتها الحكومة السورية مع مسلحي المحافظة خلال صيف العام 2018، وجددت بعضها في العام 2021، وسبب فشل المحاولة الامريكية هو إن الجانب الروسي يدعم بشكل كبير قائد اللواء الثامن في الفيلق الخامس "أحمد العودة"، الذي يقود مجموعة من المسلحين السابقين، لضبط إيقاع المسلحين غير المنضبطين، ويحظى العودة بقبول شعبي كبير لدى وجهاء المدن الكبرى في المحافظة، خاصة بعد تدخله كوسيط مع الحكومة السورية في أكثر من أزمة أمنية في مدن مثل "جاسم – طفس"، إضافة لعمله على ملاحقة خلايا تنظيم "دا ع ش" بالتنسيق مع الجهات الشعبية الفاعلة في المنطقة من جهة، ومع الحكومة السورية من جهة أخرى.
في حال نجاح الأمريكيين في إعادة تشكيل "د ا ع ش" في درعا، فإن الأمر سيعني إعطاء ما يسمى بـ "التحالف الدولي لمحاربة تنظيم د ا ع ش"، الذي تقوده واشنطن نفسها، ضوءاً أخضراً لتنفيذ عمليات في الجنوب، والهدف الأساس هو دفع التنظيم لضرب النقاط التي تعتبرها واشنطن مواقع للقوات الإيرانية أو المدعومة من إيران كـ "حزب الله"، ورغم تأكيد مصادر متعددة أن الحزب أو الفصائل المدعومة من إيران لا تتواجد في الجنوب بالشكل الذي تتحدث عنه واشنطن إلا أن الأخيرة تصر على أن يكون الجنوب منطقة لا تحتوي أي تهديد لـ "إسرائيل"، وعلى الأساس ذاته يتم الحديث عن وجود مصانع لـ "المخدرات"، في الجنوب من قبل الأمريكيين بما قد يعتبرونه مستقبلاً ذريعة لضرب أهداف في المحافظة بحجة محاربة تجارة المخدرات وفقاً للقانون الأمريكي الذي صدر مؤخراً بهذا الخصوص.
يسعى الروس من خلال مجموعة من الخطوات لضرب الفكرة الأمريكية من أساسها، فدوريات قوات المراقبة التابعة للشرطة العسكرية الروسية تمشط بشكل دوري الشريط الحدودي مع الأردن وتقدم تقاريراً للحكومة الأردنية لطمأنتها من عدم وجود أي نشاط للقوات الإيرانية من جهة، وعدم مرور قوافل مخدرات نحو شمال الأردن انطلاقاً من درعا من جهة ثانية، ليبقى الشريط الحدودي الذي تسيطر عليه الفصائل المنتشرة إلى الشرق من محافظة السويداء ضمن مخيم الركبان، والتي توالي كل من القوات البريطانية والامريكية، هو المنفذ الوحيد لمرور أي حمولة من المخدرات، وهذا يعني بالضرورة أن على واشنطن أن تحارب حلفاءها في سورية قبل أي أحد آخر في ملف المخدرات.
الخطوات الروسية أيضاً تشمل دعم "أحمد العودة"، في ملفين ميدانيين أساسيين، الأول ملاحقة خلايا تنظيم "د ا ع ش" وضربها بتنسيق أمني مع دمشق، والثاني الحفاظ على التسويات المعقودة مع القادة السابقين للفصائل المسلحة قائمة، ووفقا للمصادر فإن "العودة"، يضغط على أي منطقة يحاول مسلحوها الخروج عن التسوية ميدانياً، قبل مفاوضتهم سياسياً، الأمر الذي يبقي الفصائل تحت مظلة التسويات بما يمنع الجنوب السوري من العودة إلى ما قبل صيف العام 2018، وهو التاريخ الذي استعادة الحكومة السورية فيه السيطرة على الجنوب بحلول تراوحت بين الحرب والسلم آنذاك.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2