شهد الشهر الأخير كانون الأول من العام المنصرم 2022 تصعيداً كبيراً من قبل “هيئة تحـ ـرير الشـ ـام” الارهابية والفصائل العاملة تحت إشرافها ضمن منطقة “بوتين– أردوغان”، التي تشمل أجزاء من حلب وإدلب واللاذقية وحماة.
وشهدت الأيام الأخيرة من شهر كانون الأول، احتجاحات شعبية غاضبة في معظم مناطق الشمال السوري، تنديداً بالاجتماع الذي عقد في موسكو مؤخراً والذي ضم وزير دفاع النظام ونظيره التركي والذي جرى خلاله مباحثة عدة قضايا تخص سوريا، كان من أبرزها عودة اللاجئين والتعاون وموضوع قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.
وتلعب روسيا أبرز داعمي دمشق، دورا أساسيا لتحقيق التقارب بين حليفيها اللذين يجمعهما "خصم" مشترك يتمثل بالمقاتلين الأكراد، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً.
وفي بيان، دعا مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديموقراطية، السوريين الى "مواجهة هذا التحالف وإسقاطه". وقال في البيان "ننظر بعين الشك والريبة إلى الاجتماع بين وزيري دفاع الحكومة التركية والسورية برعاية روسية".
ويقول الباحث الفرنسي فابريس بالانش "الهدف المباشر للدول الثلاث هو القضاء على قوات سوريا الديموقراطية"، التي تعتبرها أنقرة "منظمة إرهابية" وتريد إبعاد مقاتليها عن حدودها بعمق ثلاثين كيلومتراً.
وتريد دمشق، وفق بالانش، "استعادة الأراضي وخصوصاً ثروتها النفطية" من يد الأكراد في شمال شرق البلاد. وينتظر من تركيا "القضاء على التكفيريين في إدلب" في إشارة الى هيئة تحـ ـرير الشـ ـام التي تسيطر مع فصائل أخرى على نحو نصف مساحة محافظة إدلب ومحيطها.
وتقود “هيئة تحـ ـرير الشـ ـام” ما تعرف بغرفة عمليات “الفتح المبين” المشكلة من عدة فصائل وجماعات تكفيرية، وتنشط في منطقة “بوتين– أردوغان” ، وتشهد خطوط التماس مع الجيش السوري استهدافات برية متبادلة وعمليات قنص وشن عمليات خاطفة ومحاولات تسلل بين الحين والآخر.