جلسة صلح عشائري في دير الزور
اعداد سامر الخطيب
عقدت جلسة صلح عشائري، أمس الأحد 1 كانون الثاني 2023، بين قبيلتي البكارة والعكيدات بحضور عشائري وعسكري، حيث حضر الجلسة عدد من وجهاء وشيوخ القبيلتين وبحضور قائد مجلس دير الزور العسكري “أحمد الخبيل”، في ديوان الشيخ تركي السلامة الرياش في بلدة جديد بكارة بريف دير الزور الشرقي.
ووفقاً للمعلومات، فقد حضر الاجتماع كل من الشيخ جميل الهفل والشيخ احمد الجفال والشيخ حمود المنادي من قبيلة العكيدات، والشيخ حاچم البشير والشيخ تركي السلامة الرياش من قبيلة البكارة.
وتأتي جلسة الصلح بعد أيام من التوتر والمشادات بين أبناء القبيلتين وخروج العديد من المظاهرات المنددة بمجلس دير الزور العسكري وقائده أحمد الخبيل الملقب “أبو خولة”، على خلفية مقتل فتاتين على يد شقيقه انتقاماً من أحد أقاربهما.
ومنذ تاريخ 21 كانون الأول 2022 بدأت الاحتجاجات الغاضبة من قبل أبناء بلدات وقرى دير الزور، على الرغم من محاولات ممثلين عن “قسد” تجاوز الاحتقان الشعبي، إلى جانب البيان الصادر من قبل القيادة العامة للأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، إلا أن ذلك لم يجدي نفعاً، وسط مطالبة بمحاسبة قتلة الفتاتين.
و خرج أبناء قبيلة “البكارة” وبلدات زغير والكبر والجزرات بريف دير الزور الغربي، بوقفات احتجاجية، وسط إغلاق الطرقات بالإطارات المطاطية، مطالبين بمحاسبة قائد مجلس دير الزور العسكري “أحمد الخبيل ” وإخراج المعتقلين، وتشكيل مجلس عسكري خاص بقبيلة “البكارة” في المنطقة.
البقارة أو البكّارة قبيلة عربية من قبائل الفرات واسعة الانتشار بين العراق وسوريا والأردن وتركيا، وسميت القبيلة بهذا الاسم نسبة إلى جدهم الأكبر محمد الباقر. وتعتبر قبيلة البكارة أكبر القبائل السورية، وعرف عن رجالها وطنيتهم وبأسهم الشديد، فقد قارعوا الاستعمار الفرنسي في مآثر خالدة، واشتهروا بالشهامة والكرم وقد كتب عنهم الكثيرون من القدماء والمحدثين ومنهم النجدي .
يتواجد معظم أفراد القبيلة في سوريا والعراق ولهم تواجد بسيط في الأردن وتركيا وينتشرون في سوريا من دير الزور إلى حلب على الضفة اليسرى من نهر الفرات إلّا أن تركزهم الأكبر في مدينة دير الزور حيث كان لبعض عوائل القبيلة دوراً كبيراً في الزعامة السياسية للمدينة مثل عائلة عايش وعياش وعبود، كما تعتبر قرية المحيميدة مقراً لمشيخة القبيلة حيث يقطنها الشيخ نواف راغب البشير شيخ مشايخ قبيلة البكارة، ويقدر عدد أفراد القبيلة في سوريا بنحو 1.2 مليون شخص، كما ينتشرون في العراق في الموصل والفلوجة ونينوى وصلاح الدين وعددهم في العراق أكبر من عددهم في سوريا ويسكن معظم أفرادها في القرى بينما ينتشر بعضهم في المدن والبادية.
وبعد أكثر من أحد عشر عاماً على اندلاع الحرب السورية، يحاول بعض شيوخ العشائر تجديد الأعراف والأحكام العشائرية بما يتناسب مع الأوضاع الراهنة وإفرازات الحرب في سوريا.
وتصاعدت الاقتتالات والخلافات، ذات الطابع العشائري، في مجتمع تشكل العشائرية ركناً أساسياً في معظم محافظاته.
