وكأنه لا يكفي معاناة مرضى السرطان في لبنان فقدانَ الأدوية تارة، أو تزويدهم بأدوية فاسدة تارة أخرى، حتى يتفاجأوا بعدما إنتظارهم الحصول على موافقة وزارة الصحة من أجل الحصول على الأدوية التي يحتاجون اليها لتلقي العلاج، بإعلان مركز توزيع الدواء في الكرنتينا عبر ورقةٍ عُلّقت على أبوابه تتضمّن إقفال أبوابه يومي الاربعاء والخميس في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجاري، وذلك بذريعة إجراء الجردة السنوية في المركز بحسب ما تفيد مصادر متابعة.
في سياق متصل تشير مصادر لوكالة آسيا أن بعض المرضى وذويهم لدى سؤالهم احد موظفي مركز توزيع الدواء في الكرنتينا أُبلغوا بوجوب مراجعة المستشفيات التي سيقومون بتلقي جلسات العلاج لديها، دون عودتهم مجدداً الى المركز، وذلك عملاً بقرار وزير الصحة د.فراس الأبيض الصادر مؤخراً حيث أناط بالمستشفيات عملية تأمين الدواء للمرضى الحاصلين على موافقة وزارة الصحة، لكن هذا الأمر لا يزال مثار جدل بين الوزارة والمستشفيات، حيث علِم ذوو أحد المرضى الذي كان من المقرر ان يخضع لجلسة علاج كيميائي اول الاسبوع المقبل في مستشفى عين وزين، أنّ عليه القيام بتأمين الأدوية المطلوبة لإجراء الجلسة بنفسه من مركز توزيع الدواء، وعن سبب رفض المستشفى تأمين الدواء كان جواب أحد الإداريين فيها أنه لم يتم الإتفاق على هذا الأمر بين إدارة المستشفى ووزارة الصحة، وهنا يطرح السؤال التالي نفسه: "ماذا إن لم يتم الاتفاق بين وزارة الصحة والمستشفيات؟! فهل يدفع المريض حياته ثمن عدم التنسيق؟ وهل قرار وزير الصحة لا يعتبر ملزماً للمستشفيات كي تبادر الى تطبيقه وتأمين الدواء للمرضى الحاصلين على موافقة وزارة الصحة من أجل إجراء جلسات العلاج الخاصة بهم؟
وبتاريخ 13 كانون الأول الحالي صدر عن وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض تعميم أدرج بموجبه أدوية الأمراض السرطانية التي تعطى كحقن وريدية والأدوية الأخرى حصراً في المستشفيات ضمن الفواتير الإستشفائية للمرضى المستفيدين من تغطية وزارة الصحة العامة في المستشفيات المعتمدة من قبلها.
ولفت التعميم الذي بدأ العمل به الخميس في 15/12/2022، إلى "ضرورة حصول المرضى على المواقفة المسبقة من قبل اللجان المختصة في وزارة الصحة العامة قبل الإستفادة من التعميم، كما يجب أن تكون المستشفيات المعنية مدرجة ضمن برنامج تتبّع الأدوية (Meditrack)".
.jpg)