مزاعم حول رفض أهالي الأشرفية لجنود الرب

زينة أرزوني – بيروت

2022.12.24 - 09:34
Facebook Share
طباعة

 "خلف الحملان ذئاباً تنقضّ على كل من يخالفهم"، هكذا يصف غالبية سكان منطقة الاشرفية في بيروت، ما يسمى بـ"جنود الرب"، رافضين في حديثهم لوكالة انباء اسيا أن  تتحول مجموعة أشبه بالمافيا الى جهاز أمني يحميهم ويحمي المنطقة، متسائلين عن من أوْكل إليهم هذه المهمة؟ومن الجهة التي تموّلهم؟ على الرغم من أنّ الجميع يعرف حق المعرفة أنّ رئيس مجلس إدارة مصرف "سوسييتيه جنرال" أنطون الصحناوي هو الذي يمدهم بالفريش دولار، رغم تبرُّئه منهم!

وبعكس ما يحاول البعض تعميمه أنّ هذه المجموعة هي لحماية المنطقة من أي اعتداء، وأنّ الاهالي يرحبون بها، يؤكد ابناء المنطقة أنّهم منزعجون جداً مما يحصل، وأنّ أهل الأشرفية لا يؤيدون الأمن الذاتي ولا المربعات الأمنية والدينية ولا السلوك المتطرف والعنيف، لكنهم يصمتون خوفاً أو لعدم جرّ المشكلات الى منازلهم.

وحدها النائب بولا يعقوبيان التي انتقدت على العلن أداء هذه المجموعة، مشككة بالاهداف التي تسعى اليها، أكّدت أنّها من خلال طرحها للحادثة التي جرت مع سيدة في الأشرفية، ارادت ان توصل لتلك المجموعة ومن يقف خلفها أنّ الاجهزة الأمنيّة على دراية تامة لما يُحضرون ويُمهدون له.

والحادثة التي جرت مع تلك المرأة، تدلّ بحسب يعقوبيان على أنّ هناك اشخاصاً من داخل المخفر يزوّدون المجموعة بالمعلومات.

أمّا في تفاصيل الحادثة التي نفتها القوى الامنية، فهي تشير الى أنّ سيّدةً من الاشرفية إتصلت بالقوى الأمنية وأبلغتهم عن وجود سرقة في مكان سكنها، وبعد الاتصال حضر شبانٌ من "جنود الرب" ليخبروها بأنّهم حضروا بناءً على معلومات وردت إليهم من المخفر، أثار هذا الأمر استغراب المدّعية، بحسب يعقوبيان.

وتعليقا على هذه الحادثة أصدرت القوى الأمنية بياناً نفت فيه كل المعلومات التي تم تداولها، مشيرة الى أنّه "من خلال جمع المعلومات والمتابعة، تبيّن أنّه لم يرد أيّ اتصال في هذا الشأن من سيّدة لدى أيّ من فصائل الأشرفية، الجميزة، والنهر"، لافتةً إلى أنّ "الفصيلتين الأخيرتين قد انتقلتا منذ تاريخ 25-11-2022 إلى مبنىً آخر بسبب أعمال الصيانة في المبنى القديم جرّاء انفجار مرفأ بيروت، وحتى هذه اللحظة الأعمال جارية لتثبيت أرقام الهواتف الأرضية في هاتين الفصيلتين، وفي الإطار نفسه، لم تتلقَّ غرفة عمليات شرطة بيروت، بعد الاطلاع على التسجيلات، أيّ اتصال من سيّدة بهذا الخصوص".

ولفتت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى أنه "ليس لها أيّ علاقة أو اتصال مع المجموعة التي ذكرتها يعقوبيان، وهي موضع متابعة وملاحقة من قِبلها"، مؤكّدة رفضها "أيّ فكرة تقوم على مبدأ الأمن الذاتي".

كما أهابت بالنائب يعقوبيان عدم التصريح بموضوع كهذا "قبل التأكّد من صحّته من الضباط المعنيين في المؤسسة".

"جنود الرب"، من هم؟

إسمٌ أُطلق على مجموعةٍ تأسّست في تشرين الأول عام 2020 في كرم الزيتون على يد جوزيف منصور، بعد خروجه من السجن إثر اعتدائه على أستاذ مدرسة، عاد إلى التداول وبكثرة بعد إشكال وقع في ساحة ساسين في الأشرفية ذات الأغلبية المسيحية ،في العاشر من الشهر الجاري، حيث وصل إليها مجموعة من الشبان قادمين من إحدى نواحي بيروت على  دراجاتٍ ناريةٍ يرفعون الأعلام احتفالاً بفوز منتخب المغرب وتأهله إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم.

وما لبث أن تحول الاحتفال إلى إطلاق شعارات دينية ومذهبية، أثارت استفزاز بعض الشبان في المنطقة، ما أدى إلى وقوع تضارب بعد تدخل عناصر من "جنود الرب"، قبل أن تفرق بينهم القوى الأمنية.

هذه المجموعة التي تتّخذُ من الدين أساساً لحركتها، بدأت منذ مدة قصيرة بإستعراض نشاطاتها وعضلات اصحابها عبر قناة مخصّصة لها على "يوتيوب"، خصوصاً أن نواتهم الأساسية تعتمد على ضخامة الجسد ووهرة الطلة واللحية الطويلة والصلبان الكبيرة المتدلية من الرقبة، ومرافقة الترانيم الدينية لجميع نشاطاتهم.

وسبق أن تردّد إسمهم في أحداث أمنية عدة، من بينها حادثة الطيونة التي وقعت في 15 تشرين الأول عام 2021.

ثم عاد وظهر شباب المجموعة خلال تحطيمهم إعلانا من الزهور الملونة المنسقة وفقا لألوان قوس قزح، الذي يعتبر رمزاً للمثليين.

كما تردد اسمهم أيضاً في اعتداء آخر طاول عملاً فنياً معروضاً في ساحة ساسين، يهدف إلى دعم مرضى سرطان الثدي، حيث جرى تحطيم مجسمات عرض ملابس للفنانة ميرنا معلوف لكون بعضها يحمل ألوان قوس قزح، فيما فُهم المعرض على أنه "ترويج للعري والمثلية"، لينتهي الأمر بتحطيمه هو الآخر.

وبعد الضجة التي أثارتها مجموعة "جنود الربّ" والتي وصل عددها الى 300 شخصاً، تنصلت جميع الجهات السياسية والاقتصادية من إعلان دعمها لها، من بينهم أنطون الصحناوي، الذي أكد انه سيقوم بالادعاء أمام القضاء المعني ضد كل وسائل الاعلام التي تعمل على فبركة الأخبار ودس الدسائس والتحريض ومحاولة تشويه السمعة واختلاق وقائع غير موجودة، إضافة إلى من يحرّض على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً الى أن لمجموعة "جنود الرب" انتماءات سياسية مختلفة، وبالتالي فإن التصويب الشخصي عليه لا يمكن أن يندرج إلا في إطار الحملات المكشوفة لأهدافٍ لم تعد خافيةً على أحد، ولا علاقة لنا تنظيمياً ولا تمويلياً بكلّ ما يُحكى عنها"مؤكداً أنّ "الأشرفية بشبابها وأهلها لطالما كانت وتبقى تحت القانون وتنشد الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية وحدها، وكل إثارةٍ للغبار حول الأشرفية ليس أكثر من محاولات إعلامية يائسة لإخفاء حقيقة من يخرج عن سلطة الدولة. وكل مساعي البعض لتصوير الأشرفية وكأنها خارجة عن سلطة الدولة مرفوضة."

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6