هل باستطاعة "المركزي" التدخل للجم "جنون" الدولار بعد اليوم؟

زينة أرزوني – بيروت

2022.12.24 - 09:17
Facebook Share
طباعة

ما إن إجتمع لبنانيان إلا وكان الدولار ثالثهما، فالحديث عن "جنون الدولار"، لا يضاهيه اي حديث آخر بين اللبنانيين، حتى ان أولئك الذين اكتوت جيوبهم بنار انهيار الليرة، بات بإستطاعتهم شرح الهندسات المالية التي يعتمدها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لخفض سعر الصرف من عدمه.
اما حديث المغتربين الوافدين الى لبنان لقضاء عطلتي الميلاد ورأس السنة مع الأهل، مختلف هذه المرة، فيؤكدون ان المئة دولار التي تساوي قرابة 4 مليون و500 الف لم تعد قيمتها الشرائية تساوي شيئاً نظراً للإرتفاع الجنوني للاسعار مقارنة مع الاسعار خلال عطلة الصيف، او السنة الماضية.
حتى ان بعض المغتربين أجروا مقارنة لاسعار الالبسة والاحذية والادوات الكهربائية مع سعرها في المدن الاوروبية التي يعيشون فيها، ليتفاجأوا أن سعرها في لبنان أغلى بمرتين.
وعن سبب ارتفاع سعر صرف الدولار مع نهاية العام، يًجمع خبراء الاقتصاد على ان لبنان يحتاج في هذه الفترة الى كمية معينة من الدولارات لسد احتياجات السوق من فيول وقمح وأدوية، اضافة الى كتلة الرواتب في القطاع العام التي كان حجمها ١٠٠٠ مليار شهرياً، وأصبحت مع زيادة الرواتب ٣ آلاف مليار أي حوالي ٣٥ ألف مليار سنوياً، وهذا يتطلب مضاعفة تأمين الدولارات ٣ مرات من السوق، وهذا ما يفعله حاكم المركزي بحسب خبراء الاقتصاد.
وعن امكانية تدخل المصرف المركزي للجم الدولار كما فعل يوم أحد، في الأسبوع الأخير من تشرين الأوّل، وأعلن سلامة وقتها أن البنك المركزي سيقوم ومن خلال منصة "صيرفة" ببيع الدولار حصراً، وأنه لن يكون شارياً للدولار عبر المنصة، فإنعكس القرار حينها إنخفاضاً أكثر من 5 آلاف ليرة لبنانية دفعة واحدة، يؤكد خبراء المال والاقتصاد ان هذا الامر مستبعد حالياً لان البنك المركزي عاجز عن التدخل في ظل احتياطه النقدي المتهالك بالعملات الأجنبية، والدليل على ذلك حجم التداول عبر منصة صيرفة الذي تدنى إلى 35 مليون دولار فقط، بعدما كان المعدل اليومي الوسطي بحدود الـ90 مليون دولار.
اما عن تأثير عودة المغتربين على سعر صرف الدولار وإمكانية انخفاضه مجددا، فيؤكد الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين أنّ لا ترابط بين الأمرين، فموضوع ارتفاع الدولار ليس اقتصاديا، ففي الصيف ورغم مجيء مئات الآلاف بين سيّاح ومغتربين لقضاء إجازاتهم في لبنان، وإنفاقهم ملايين الدولارات لم ينخفض سعر صرف الدولار في السوق الموازية، فقد دخلنا العام الحاليّ بسعر دولار 27500 ل.ل وها هو يقفل العام بسعر يصل الى 47000 أي بزيادة تقريبيّة 20 ألف ليرة، رغم توافره في السوق، وهناك عرض وطلب عليه. وإنطلاقا من هذا يرفض شمس الدين التعويل على الحركة السياحيّة لخفض دولار السوق السوداء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6