الفساد كلمة السر في أزمة مستشفى سرطان الأطفال في مصر... فما التفاصيل؟

2022.12.24 - 06:05
Facebook Share
طباعة

على مدار الأيام القليلة الماضية، أثارت مستشفى سرطان الأطفال 57357 الجدل، بعد تصريحات وتردّد أنباءٍ تفيد أنّ المستشفى تعاني أزمةً ماليةً بسبب قلة الموارد وتراجع نسبة التبرعات، على إثر الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

لكن المفاجأة كانت في أن هناك عدداً كبيراً من رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي رفض التضامن والدعم.  إذ أشار بعضهم إلى أن السبب الحقيقي وراء أزمة مستشفى سرطان الأطفال ليس تراجع نسبة التبرعات، وإنما يعود للفساد الإداري الذي تعاني منه المستشفى منذ سنوات طويلة.

وعززت تلك الاتهامات والتشكيك، تصريحات مدير المستشفى شريف أبو النجا مع الإعلامي عمرو أديب، حيث أثارت جدلاً كبيراً بسبب ما حملته من علامات استفهام وتعجب.

وقال شريف أبو النجا مدير مستشفى 57357 في تصريحاته الصحفية:" أن نسبة التبرعات للمستشفى لم تتراجع، لكن الأزمة التي تعاني منها المستشفى تعود إلى ارتفاع أجور الأطباء داخل المستشفى".

ودافع أبو النجا عن تصريحاته قائلا: أنا عندي ناس كفاءات على أعلى مستوى لازم أحافظ عليهم قبل ما يهربوا برا البلد.. الحفاظ على الكفاءات أهم من الفلوس، أنا لو رجعت افتح عيادتي تاني  هاخد في الكشف الواحد ألفين جنيه!".

وعن الإعلانات التي تقدمها إدارة المستشفيات عبر الانترنت في القنوات الفضائية، قال:" زمان لما كنت في معهد الأورام جالي واحد عايز يتبرع بمبلغ 250 ألف جنيه للمرضى قلت لا إحنا نعمل بيهم إعلانات، قالي انت مجنون، قلت له اسمع كلامي وعملنا إعلانات ب 750 ألف جنيه وجمعنا 28 مليون جنيه وده اللي إحنا بنعمله في 57357 الجنيه اللي بنصرفه إعلانات بنكسب من وراه تبرعات 12 جنيه".

وعلى إثر تصريحات أبو النجا، انطلقت دعوات عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بضرورة إقالة ومحاسبة إدارة مستشفى 57357 بتهمة الفساد وإهدار أموال المستشفى، متهمين أبو النجا بالتسبب في تدهور وضع هذا الصرح الطبي الذي يخدم مئات الآلاف من الأطفال.

حيث قال أحد المتابعين:" كل ما تكلم حد جوه مستشفى 57357 أو توجه انتقادات لإدارة دكتور شريف أبو النجا اللي تُشبه إدارة عمدة لعزبة أو أبعدية يقولوا لك: يرضيك الأطفال متخدش علاجها؟ كل ما تطلب كشف الميزانية والحسابات يقولوا: يرضيك الأطفال متخدش علاجها؟".

وأضاف:" لا يا جماعة ميرضيش حد الأطفال مياخدوش العلاج.. بس كمان محدش هيوافق يدفع فلوسه في مكان وهو عنده شكوك  في الإدارة اللي بقالها سنوات طويلة كابسة على نفس المستشفى. بلاش ابتزاز رخيص يا جماعة لأن من حقنا نعرف فلوسنا بتتصرف فين وبتروح لمين".

فيما دوّن الكاتب الصحفي يحيى وجدي عبر صفحته على الفيسبوك قائلا:" مستشفى 57357 حاجة مهمة؛ بل شديدة الأهمية،؛ أهمية الفرق بين الحياة والموت، ولمن؟.. للأطفال. أتمنى إنقاذها، والبداية أن يعلن الطبيب شريف أبو النجا والصحفي محمد فتحي إعادة ما أخذاه من أموال (وهي بالملايين) حتى يثق الجميع في المؤسسة، وتعود التبرعات إليها".

في عام 2018، تزعم الكاتب والسيناريست الشهير وحيد حامد حملة ضد إدارة المستشفى التي وصفها بأنها "عائلية"، وكتب مقالاً مطولا في صحيفة المصري اليوم، قال فيه: "إدارة هذا المستشفى تهيمن عليها عائلة واحدة هي عائلة الدكتور شريف أبو النجا الذي يقبض بيده على جميع السلطات، ويشغل عدة مناصب فهو المدير العام وعضو مجلس إدارة المجموعة، وعضو مجلس الأمناء وأيضاً أصدقاء المبادرة القومية ومناصب أخرى.. ثم الأستاذ محمود التهامي الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للمؤسسة وهو زوج أخت الدكتور شريف أبوالنجا، وهو أيضاً عضو مجلس الأمناء وعضو مجلس إدارة المجموعة وأيضاً جمعية المبادرة القومية للسرطان وهو أيضاً الأمين العام"…

وقال الراحل وحيد حامد في مقاله: "إن فتح هذا الملف يأتي من منطلق قومي وإنساني بغرض التخلص من الخطأ والإبقاء على الصواب، موضحًا أن الأمر يتعلق بالحملات الإعلانية المكثفة التي تقوم بها مستشفى 57357."

وهاجم الراحل، استخدام الأطفال المرضى وتصويرهم في الإعلانات لأن ذلك لا يجوز أخلاقياً وإنسانياً ودينياً وضد حقوق الطفل، كما أنها تسبب حالة من الرعب والهلع لدى الناس جميعاً، وبدلًا من أن يتغير ذلك، قرر القائمون على أمر المستشفى استخدام أهالي المرضى وكأن الغرض جمع المال فقط.

وواصل وحيد حامد المعركة بالكشف عن جمعية أمريكا التى أسستها الأسرة الحاكمة للمستشفى بهدف جمع التبرعات من أمريكا بالدولار، وإذا بهذه الجمعية تلعب دوراً غامضاً ولا أحد يعرف هل تأتي بدولارات أم الدولارات هي التى تسافر إليها؟، لافتًا إلى أن الدهشة هي تبرع المستشفى إلى هيئة الصرف الصحى بمبلغ سبعة وثلاثين مليوناً ونصف رغم أن قانون تأسيس المستشفى لا يسمح بإنفاق أي قرش فى غير الغرض المحدد له وهو علاج الأطفال المرضى.

كما كشف أن الدكتور أبوالنجا ومن معه يحتمون وراء شبكة قوية من كبار وصغار الصحفيين والمسؤولين أيضاً، بعضهم لا يعرف حقيقة ما يجري والبعض الآخر يعرف ويصمت مجاملة لأن هذا المستشفى في حماية الدولة ذاتها، والسيد أبوالنجا يعلنها أحياناً صراحة وأحياناً تلميحاً بأن الصدام مع المستشفى هو صدام مع الدولة.

وبحسب ما جاء في المقال:" فإن عدد أسرة المستشفى حوالى مائتي سرير القاهرة وطنطا، ويستقبل كل عام ألف مريض لا أكثر ونسبة الوفيات ٢٥٪ وهنا لنا وقفة لأن الإعلانات تقول إن نسبة الشفاء مائة فى المائة."

كما أكد الكاتب والسيناريست الراحل أن  إجمالي التبرعات بنسب متفاوتة تزيد على المليار جنيه سنويا، وأنّ ما ينفق منها على علاج الأطفال بين ١٦٠ مليون جنيه و٢٠٠ مليون جنيه. مشيرا إلى أنه من خلال البحث عن أرقام دقيقة وجد فى تقرير المراقب المالى عن عام ٢٠١٧ الآتي: " التبرعات أكثر من مليار جنيه، والإعلانات ١٣٦ مليون جنيه، وعلاج الأطفال المرضى ١٦٤ مليون جنيه، أما بالنسبة للأجور والرواتب عام ٢٠١٥ فهى ٢١٠ مليون جنيه، وعام ٢٠١٦ بلغت ٢٨١ مليون جنيه، ولم تعلن ميزانية ٢٠١٧ حتى الآن. والميزانية التقديرية لعام ٢٠١٨ هى ٤٠٠ مليون جنيه".

وعقب اتهامات حامد شكلت وزارة التضامن لجنة تحقيق حتى صدر قرار من المجلس الأعلى للإعلام بوقف النشر، ولكن النائب العام رفض القرار، لكنه لم يتم التحقيق في تلك الاتهامات حتى الآن.

وكشف مصدر صحفي لوكالة أنباء آسيا أن مدير مستشفى سرطان الأطفال شريف أبو النجا تحدث عن أهمية البحث العلمي والذي يتكبد الكثير من الأموال وتشرف عليه "شاهندة النجار" رئيسة قسم البحوث في المستشفى.

وأضاف  المصدر أنه في عام 2018 نشرت النجار ورقة علمية كانت الأكبر من نوعها في تاريخها إلا أنها تم سحبها في وقت لاحق بسبب تزوير النتائج!. مشيراً إلى أن واقعة التزوير كانت كفيلة بإنهاء مشوار " شاهندة النجار" رئيسة قسم البحوث مع المستشفى؛ إلا أن دكتور شريف دعمها لتستكمل عملها في منصبها، رغم الأداء المتراجع لقسم البحوث.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7