كشفت تقارير صحفية عن اجتماع رئيس “الاتحاد الوطني الكردستاني”، بافل طالباني، الذي يوصف بـ”صانع الصفقات” لدى أربيل، مع قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا للحديث عن العلاقات بين الجانبين.
طالباني نشر عبر “فيس بوك”، أن الجانبين بحثا “الأوضاع السياسية في روج آفا وإقليم كردستان، والتطورات السياسية المتعلقة بالقضية الكردية، وأكدا حلّ المشكلات سلميًا”.
و نشرت، وسائل إعلام كردية في سوريا، أن عبدي اجتمع مع وفد من التحالف الدولي، وبافل طالباني، في مقر إقامة قائد “قسد” بالحسكة.
كما نقلت وسائل اعلام كردية عراقية عن السكرتير الصحفي لبافل طالباني، أحمد نجم، أن رئيس “الاتحاد الوطني” أكد لقائد “قسد” دعمه لـ”روج آفا”.
وقال المحلل السياسي العراقي كاظم ياور، في حديث صحفي، إن زيارة طالباني إلى مناطق “الإدارة الذاتية” لا يمكن الإشارة إليها على أنها زيارةً عادية، خصوصًا أنه يشار إليه في العديد من الملفات والمناسبات بقربه من إيران، مشيرا إلى أن زيارة طالباني إلى شمال شرقي سوريا “أمر غريب”، خصوصًا أن للحكومة العراقية علاقة جيدة مع دمشق، ولم يسبق أن اعترفت بـ”الإدارة الذاتية” بشقَّيها العسكري والسياسي. وأضاف أن الزيارة خطرة لجهة احتمال أن تتسبب بتوتر العلاقات مع الجارة تركيا، وهو ما لا يمكن اعتباره أمرًا طبيعيًا، خصوصًا أن طالباني ظهر مرتديًا الزي العسكري إلى جانب مسؤولين أمريكيين في المنطقة نفسها، وإلى جانبه قائد “قسد”، مظلوم عبدي.
ويشغل طالباني منصب رئيس جهاز الاستخبارات الوطني الكردستاني، ويوصف بـ”صانع الصفقات”، إذ يقدم نفسه بدور الوسيط بين الأكراد بشتى توجهاتهم، والحكومة الاتحادية العراقية.
لكن قبل أن يكون وسيطًا أو رجل استخبارات، يُعرف بافل طالباني بكونه الابن الأكبر لجلال طالباني، رئيس الجمهورية العراقية بين عامي 2005 و2014.
وتعتبر قضية الحوار الكردي- الكردي أحد أبرز الخلافات بين أربيل التي تدعم “المجلس الوطني الكردي” وحزب “الاتحاد الديمقراطي” الذي يشكّل أحد أعمدة “قسد”.
وانطلق الحوار بمبادرة أطلقها قائد “قسد”، مظلوم عبدي، بعد العملية التركية “نبع السلام” شرق الفرات، في تشرين الأول 2019، وإعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قرار انسحاب بلاده من بعض قواعدها في سوريا.
قطبا الحوار الرئيسان هما حزب “الاتحاد الديمقراطي” الذي يشكّل نواة “الإدارة الذاتية” والمدعوم أمريكيًا، و”المجلس الوطني الكردي” المقرب من أنقرة وكردستان العراق، والمنضوي في هيئات المعارضة السورية، إلا أن خلافات عديدة نشأت بينهما، ووصلت إلى اعتقال أفراد من “الوطني الكردي”.