كارثةٌ إنسانيّةٌ تهدِّد مرضى السرطان في مصر!

وكالة أنباء آسيا

2022.12.21 - 05:03
Facebook Share
طباعة

 تحت عنوان "انقذوا مستشفى السرطان 57357" دشّن عددٌ من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة لجمع التبرعات بعد توارد الأنباء حول أزمة مالية تمر بها المستشفى التي تخدم آلاف الأطفال المصابين بمرض السرطان في مصر.
لكن الأمر لم يتوقف عند مستشفى الأطفال فحسب، إذ أنّ الأزمة طالت أيضاً معهد الأورام الذي يخدم الآلاف من المصريين من جميع المحافظات، وكذلك مستشفى بهية لسرطان الثدي.
57357 تستغيث:
وعن حقيقة الأزمة، أكدت داليا حامد، العضو في فريق جمع التبرعات لـ مستشفى 57357، على أن المستشفى يعاني أزمةً ماليةً نتيجة النقص الشديد في التبرعات، والذي من المتوقع أن تدفعه إلى عدم قدرته على استقبال حالات جديدة بعد 6 أشهر مقبلة.
وأضافت في تصريحاتها لوكالة أنباء آسيا أن المستشفى لجأ إلى فك وديعته الأخيرة لمواجهة الأزمة الناتجة عن قلة التبرعات. مشيرة إلى أنه في حال استمرار هذا الوضع فسيصبح المستشفى غير قادر على استقبال حالات جديدة خلال الأشهر القليلة القادمة.
وأوضح مصدر صحفي من داخل المستشفى لوكالة أنباء آسيا، أن الأزمة الاقتصادية أثرت بشكل كبير على نسبة التبرعات التي كانت تستقبلها المستشفى من المتبرعين، وأن الأمر ازداد سوءاً خلال الفترة الماضية وهو ما أثر سلباً على قدرة المستشفى في توفير الأدوية اللازمة للمرضى.
وأشار إلى أن التبرعات انخفضت خلال ال6 أشهر الماضية بنسبة تراوحت بين 80 و88% مقارنة بها في الفترة نفسها من الأعوام السابقة، وهو ما دفع المستشفى لفكّ آخر وديعة يملكها من أجل الإنفاق على علاج 18 ألف طفل مصاب بالسرطان.
وأضاف المصدر أن تكلفة علاج كل طفل في مستشفى علاج سرطان الأطفال 57357 ما بين 600 و700 ألف جنيه، باستخدام أحدث تقنيات العلاج الإشعاعي، واستمرار الأزمة معناه توقف الخدمة لعدم القدرة على توفير تلك الأموال.
وبلافتة مكتوب عليها «أنقذوا مستشفى 57357» احتفل لاعبو الزمالك محمود عبدا لرازق شيكابلا وأحمد السيد زيزو بهدف فريقهما أمام حرس الحدود في الدوري، بينما أطلق مثقفون وفنانون ومواطنون عاديّون حملةً كاملةً بغرض دعم المستشفى الذي ساهم في علاج الآلاف منذ افتتاحه مع الألفية الجديدة.
الجدير بالذكر أنه في شهر يوليو الماضي، تصدَّر خبر تجميد فرع مستشفى 57357 في طنطا عناوين الصحف، حيث دفعت الأزمة المالية، الناتجة عن نقص التبرعات التي يجمعها المستشفى، إلى التخلي عن أحد الفروع التابعة له لـتتولّى جامعة طنطا مسؤوليته.
معهد الأورام وبهية "الأزمة مماثلة":
أكد عميد المعهد الدكتور محمد عبد المعطي لوكالة أنباء آسيا، أن التبرعات المقدّمة للمعهد تراجعت بنسبة 50% تأثراً بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. مضيفاً أن المعهد يعاني من زيادة أسعار الأدوية والأجهزة والتي قد لا تتوفر خلال الفترة القادمة نتيجة ضعف التبرعات.
واشار عميد معهد الأورام إلى أن ما يقارب إلى 300 ألف مريض يترددون على معهد الأورام سنويا، فيما يعالج 30 ألف سنويا لأول مرة في ظل تكلفة اقتصادية تبدأ من 50 ألف جنيه وصولا إلى 200 ألف جنيه للمريض الواحد. مشيرا إلى أن معهد الأورام يعتبر أكبر صرح طبي لعلاج مرضى الأورام في الشرق الأوسط.
وعن أزمة مستشفى بهية، قال ماجد حمدي عضو مجلس إدارة مستشفى بهية، شهدت الفترة الأخيرة تراجعا واضحًا في التبرعات للمستشفى، مناشدًا بضرورة مساندتهم خلال الفترة المقبلة خوفًا من اتخاذ قرار سيصبح إجباريا بزيادة مدة قوائم الانتظار والتي وصلت إلى 21 يوما فقط في المستشفى بعدما كانت تصل إلى 90 يومًا تقريبا.
وأضاف في تصريحات صحفية أن الإدارة لم توقف البناء في الفرع الجديد في منطقة الشيخ زايد، لكن اضطرت مؤخرا للتكيف مع الأزمة الاقتصادية والتي جاء معها تراجع التبرعات بنظام جديد يقضي باستخدام القسط في شراء الأجهزة الطبية للمستشفى والتي يلزم تجديدها كل فترة.
وخلال السنوات الماضية، اعتمدت الكثير من المستشفيات على وسيلة التبرعات لتقديم الخدمة للمواطنين، من بينها مستشفيات تعليمية وحكومية مثل مستشفى القصر العيني ومعهد الأورام، وأبو الريش وغيرهم، وهو ما جعل تلك المستشفيات مهددة الآن بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتسببت في انحسار عدد المتبرعين.
وفي السياق يقول محمود فؤاد، المدير التنفيذي لمركز الحق في الدواء، أن المستشفيات الخيرية في مصر تواجه خطر الإغلاق، إذ تعاني هذه المستشفيات من انخفاض في التبرعات بنسبة 85 ٪.
وأشار إلى أن الأزمة أدت إلى زيادة الفترة الزمنية في قوائم الانتظار إلى 9 أشهر في مستشفى مجدي يعقوب لأمراض القلب، كما دفعت القائمين على مستشفى 57357 لخفض مدة متابعة المرضى من سن 25 إلى 22 سنة.
كما أوضح المدير التنفيذي لمركز الحق في الدواء، أن هناك أزمة طرأت خلال الفترة القليلة الماضية على المستشفيات الخيرية وهي أزمة فواتير الكهرباء والغاز والمياه.
وأضاف أنه خلال الشهور الماضية فوجئت إدارة مستشفى مجدى يعقوب بأنها مطالبة بدفع مليون و250 ألف جنيه لشركة الكهرباء، فيما جاءت فاتورة كهرباء مستشفى 57357 لتحمل مبلغا قدره 750 ألف جنيه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5