من يلاحقون الفساد في لبنان.. هم ملاحقون بتهم الفساد في بلادهم!

زينة أرزوني – بيروت

2022.12.19 - 07:50
Facebook Share
طباعة

 "لي متلنا تعو لعنا"، تحولت هذه الكلمات الى تراند على وسائل التواصل الاجتماعي بعد دقائق على انتشار خبر ورود اسم "ماري أرينا" النائب في البرلمان الأوروبي ورئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الانسان فيه، بتهمة فساد.
فاذا كانت فضيحة الفساد في الاتحاد الاوروبي التي أدت الى توقيف نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي اليونانية Eva Kaili بعد اتهامها بالفساد، قد هزت معظم الدول الاوروبية فان لبنان ايضا لم يسلم منها، فمن بين الأسماء المذكورة في تلك القضية، اسم "ماري أرينا"، التي كانت زارت لبنان في تشرين الاول الماضي، وعقدت سلسلة لقاءات من ابرزها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ذلك الوقت، حيث اعلنت ان الاتحاد الأوروبي اصدر قرارا يقضي بإنزال العقوبة بالأشخاص الذين يقفون سدا في إحقاق الحق سواء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة او أي قاض يعيق مسار التحقيقات المتعلقة بانفجار المرفأ.
كما شاركت في ندوة نظمها "المنتدى الاوروبي للنزاهة في لبنان" عن "استقلالية القضاء واستعادة الأموال".
وبعد هذه التهمة تساءل مواطنون لبنانيون بمن سنثق وبأي قضاء، معتبرين الفساد المتغلغل في عروق لبنان حقيقة يعرفها الجميع، ولكن أن يُتّهم بالفساد من يعتبر نفسهُ منزّها عنه ويحارب من اجل تحقيق العدالة، فهنا المفارقة المضحكة والمبكية في نفس الوقت، بحسب الناشطين اللبنانيين على السوشيل ميديا.
القصّة التي بطلتها ماري أرينا، كانت جاءت على ذكرها القاضية غادة عون في تغريدة قبل أسبوعين والتي جاء فيها: "بيكفيني دعم الاوادم ببلدي وفي العالم المتحضر ومن قبل البرلمان الأوروبي والجمعيات التي تعنى بحقوق الانسان ومحاربة الفساد الباقي ما بيعود مهم. وهنا ساستعيد ما قالته ماريا أرينا رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الاوروبي: Catastrophe dorigine humaine causé.
أرينا التي سعت إلى تحقيق العدالة في لبنان، ها هي اليوم تواجه جملة اتهامات بالفساد، مع شخصيات مهمّة عدة، في قضية هزّت مجلس النواب الاوروبي قبل ايام، ما دفعها إلى الابتعاد مؤقتاً عن عملها، حيث كتبت على حسابها على "تويتر": "تبعا للاتهامات بالفساد المرتبطة بقطر والتي طالت بعض مساعديّ، قررت ألا أرأس اجتماعات اللجنة الفرعية بشكل موقّت".
هذا وكان لبنان وملف سلامة حضرا على الطاولة البلجيكية، من خلال جلسات إستماع تعقدها لجنة الشؤون الخارجية البلجيكية ولجنة حقوق الانسان بالبرلمان الأوروبي وأعضاء بمجلس الشيوخ الفرنسي لخبراء لبنانيين في ملف سلامة.
ونقطة انطلاق عمل تلك اللجان، كانت من خلال زيارة نظمها المرصد الأوروبي لدعم النزاهة في لبنان لعضو لجنة الشؤون الخارجية البلجيكي مالك بن عاشور ورئيسة لجنة حقوق الانسان بالبرلمان الاوروبي ماريا ارينا وأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي إلى لبنان، لحضور مؤتمر يتعلق بمكافحة الفساد واستقلالية القضاء.
وتضمنت الزيارة لقاءات عديدة بقيت خلف الكواليس ساعدت الأوروبيين على الانطلاق الجدي في عملهم في ملف سلامة، وأسست للخطوات المقبلة التي سيقوم بها البلجيك في هذا الشأن وبالادلة الحسيّة.
فعن اي مكافحة للفساد نتكلم في لبنان، في حين من نتكلم عليهم في الخارج يلاحقون بتهم الفساد؟.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3