انتشرت تحديات تطبيق تيك توك بين طلاب المدارس في مصر، ووصل الأمر إلى حالات من الهلع والخوف بسبب تلك التحديات، وتنوعت تلك التحديات بين ما يسمى بتحدي كتم الأنفاس، لعبة تشارلي والقفز إلى أعلى، إذ تحظى تلك التحديات والألعاب بنسبة مشاهدات تصل إلى الآلاف على التيك توك.
وتطبيق التيك توك يصنف كتطبيق يحض على الإيذاء بالنفس، إذ أعلنت دراسة جديدة لمركز مكافحة الكراهية الرقمية المعروف اختصارا بـ”سي سي دي إتش” (CCDH)، أن التطبيق ينشر محتوىً يدعو لإيذاء النفس ويسبب اضطراب الأكل، وأن خوارزمية تيك توك تنشر محتوى ضار يشجع على الانتحار.
من كتم الأنفاس إلى تشارلي ماذا يحدث في المدارس المصرية؟
ظهر تحدي لعبة تشارلي كآخر التحديثات التي انتقلت من عالم التيك توك إلى المدارس المصرية، وتعتمد لعبة الموت «تشارلي»، على التواصل الروحاني، ومن شروطها أن يكون ممارسو هذا التحدي من الأطفال أو المراهقين، لاستحضار روح طفل يُدعى تشارلي، و يتم وضع قلمي رصاص فوق بعضهم كعلامة «إكس»، على ورقة مدوّن عليها كلمتين «نعم» و«لا»، ويحيط بهما مربع مقسم إلى أربعة أقسام ومكتوب على كل جزءٍ منها كلمين "نعم"و"لا"، موزعة بالتساوي ويبدأ باستدعاء روح تشارلي بعبارات، «تشارلي هل يمكننا اللعب» أو «تشارلي هل أنت هنا»، ثم الانتظار حتى تبدأ الأقلام بالتحرك، يقوم اللاعب بعدها بطرح الأسئلة، ويتولى «تشارلي» تحريكَ القلم على إحدى الإجابات بـ"نعم" أو "لا".
وهي لعبة تسببت في حالة من الذعر بين طالبات في مدرسة إعدادية بإحدى محافظات مصر، والتي انتهت بنقل بعضهن إلى المستشفى بعد تدهور حالتهن.
من تشارلي إلى تحدي القذف إلى أعلى، وهي لعبة يفوز بها من يتم قذفه لأعلى نقطة، وكان أقرب ضحاياها فتى مصري يبلغ من العمر 13 عاما. إذ اشتهر على التطبيق تحدي “رمي الصحاب” الذي يقوم فيه مجموعة من الشباب بقذف زميل لهم إلى أعلى وتركه يسقط أيضا لقياس مدى تحمله.
أقدم زملاء “أحمد”، وهو بطل رياضي ناشىء في رياضة الجودو، على لعبة التحدي وقذفوا بزميلهم إلى أعلى ليسقط أرضاً ويصاب بكسور في العمود الفقري والنخاع الشوكي أقعدته مصابا بشلل رباعي مما دفع نواباً في البرلمان إلى المطالبة بحظر التطبيق داخل البلاد لخطورته على النشء.
ومع بداية العام الدراسي الحالي 2022، انتشرت لعبة «تحدي كتم الأنفاس»، بين الطلاب في المدارس، وهي من التحديثات التي انتشرت أيضا على التطبيق قبل أن يبدأ في تطبيقها بالفعل داخل بعض المدارس، وهي لعبة أدت ببعض الطلاب إلى مرحلة الموت، حيث يتجمع بعض الطلاب حول زميل لهم، ومطالبته بالتنفس بسرعة، وبعدها كتم نفسه بشكل تدريجي مما يقلل من دخول الأكسجين للرئتين والمخ حتى الوصول لحالة الإغماء، وفقدان الوعي لبضع ثوان، الأمر الذي عرّض عدداً من الطلاب في المدارس في مراحل عمرية مختلفة إلى الخطر.
وزارة التعليم تحذر ومجلس النواب يطالب بحظر التيك توك:
من جهتها طالبت وزارة التربية والتعليم في بيان رسمي لها الأربعاء الماضي، أولياء الأمور، بمراقبة نشاط أبنائهم على الهواتف الذكية في ظل انتشار تطبيقات وألعاب إلكترونية قد تمثل خطرا داهما على صحتهم العقلية والجسمانية.
وأضافت «وزارة التعليم»: من الضروري وجود الرقابة الأسرية لأنها ضرورة ملحة وأولوية قصوى في ظل ممارسة بعض الطلاب لأنشطة خطرة عبر تطبيقات الهواتف الذكية مما توثر على صحتهم النفسية والجسمانية، و تنعكس بدورها على أدائهم الدراسي.
وفي السياق، قدمت أميرة أبوشقة، عضو مجلس النواب بطلب إحاطةٍ دعت فيه وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى حظر التطبيق “لخطورته على المجتمع” على حد وصفها.
كما دعت إيناس عبدالحليم، عضو لجنة الصحة في مجلس النواب البرلمان إلى إصدار قرار بحظر التطبيق لخطورة ألعاب “التحدي التي يجري تداولها بين المراهقين”.
دور الأسرة في توعية الأطفال والمراهقين:
ترى الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع في كلية التربية جامعة عين شمس،أن مثل هذه الألعاب تستهدف الأطفال والمراهقين نظراً لحالة الفضول التي يتسمون بها في هذا السن، إلى جانب رغبة المراهقين في تحقيق التريند والبحث عن الشهرة، وإثبات الذات من خلال تحقيق نِسَبٍ كبيرة للمشاهدة والتباهي بفعل مثل هذه الألعاب دون إلحاق ضرر وهو ما أصبح منتشر بين جيل كامل.
وأشارت إلى أن على الأسرة ضرورة توعية أبنائهم بشكل مستمر عن مدى خطورة هذه الألعاب، وأهمية البحث عن ألعاب مباحة وإيجابية وغير مضرة. مشددة على ضرورة تنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية الخطيرة والتي يسعى الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع، كما أكدت وزارة التربية والتعليم على دور أولياء أمور الطلاب بمراقبة أبنائهم ومراقبة سلوكهم وما يشاهدونه على الهواتف الذكية.
واختتمت أستاذ علم الاجتماع في كلية التربية جامعة عين شمس مداخلتها بمجموعة من التوصيات، يمكن من خلالها حماية الأطفال من خلال وهم كالآتي:" نشر الوعي بين الأطفال سواء في المنزل أو في المدرسة، بعدم محاكاة أي فيديوهات أو مشاهد يتلقونها عبر الإنترنت، يجب إثناء الأطفال والمراهقين عن التقليد الأعمى لأن بعض الفيديوهات مضرة وخطر على حياتهم، إلى جانب ضرورة مراقبة الأبناء باستمرار من قبل الآباء".
بالإضافة إلى:" ضرورة وضع قيود على الجهاز الذي يستخدمه الأبناء وربطه بجهاز الآباء، ووضع خاصية تلقي الإشعارات الخطرة على الأجهزة، والحرص في التعامل مع الأبناء، وبناء جسور الثقة معهم لحمايتهم من مخاطر تلك الألعاب القاتلة، و تحميل التطبيقات المفيدة فقط عند شراء الجهاز".
من جهته، شدد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج في كلية التربية في جامعة عين شمس، على ضرورة انطلاق حملات التوعية بجميع المديريات والإدارات على مستوى الجمهورية من خلال ندوات ولقاءات توعوية وبرامج إذاعة مدرسية وجزء من الحصص ولو ١٠ دقائق للتوعية بمخاطر هذه الألعاب والأفعال.
وأوضح أن أسباب إقبال المراهقين والأطفال على الألعاب القاتلة، هي إنجذابهم لكل ما هو شاذ وخطير ويميل للعنف، وهو الأمر السائد في تلك الألعاب الإلكترونية التي انتشرت مؤخرا عن طريق تطبيق التيك توك.
ونصح الخبير التربوي أولياء الأمور بالحفاظ على ابنائهم من العاب الموت بالمدارس بالاتي:"متابعة تطبيقات هواتف الأبناء، عدم ترك الهواتف في أيدي الأبناء لفترة طويلة، اللجوء إلى الأنشطة الرياضية المختلفة، بالإضافة إلى ضرورة مشاركة الأبناء جميع جوانب حياتهم، وتقديم النصيحة لهم، فضلا عن تنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم".
الجدير بالذكر أنه في مارس/آذار الماضي، ذكرت وكالة أسوشييتد برس أن مسؤولين في العديد من الولايات الأمريكية فتحوا تحقيقا شاملا عن تطبيق تيك توك وتأثيراته الضارة على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين.
وقالت الوكالة إن مشرعين ومسؤولين في جهات تنظيمية بالولايات المتحدة انتقدوا التطبيق ونوّهوا إلى مخاطر الممارسات التي يدفع إليها وكذلك محتواه المدفوع للترويج بوسائل قالوا إنها قد تعرّض الصحة البدنية والنفسية للمستخدمين للخطر.