ميداليات ذهبية من "بابا نويل" للنواب "القبضايات"!

زينة ارزوني – بيروت

2022.12.15 - 05:11
Facebook Share
طباعة

 مع رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة العاشرة لانتخاب الرئيس من دون تحديد موعد للجديدة، تكون هذه الجلسة شكلت خاتمة جولات العقم في السنة الحالية بعد 45 يوما من نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون ونحو ثلاثة اشهر ونصف منذ بداية المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس.


كما انها وبحسب مصادر نيابية، كرست الفراغ بعد فشلها في ايصال الرئيس الرابع عشر الى قصر بعبدا، محافظة على المشهد الانقسامي تحت قبة البرلمان، والذي يعكس حالة الاهتراء السياسي الذي بلغ الذروة، وأوصل البلاد الى الدرك الاسفل من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، الذي ربما يتمدد مع قابل الايام ليصل الى انهيار امني في ظل التحذيرات التي بدأت تطلق على لسان مسؤولين امنيين في الداخل والخارج، بحسب ما أكدت المصادر.


الاستخفاف النيابي بالاستحقاق الرئاسي في الجلسة العاشرة كان بارزاً للعيان، حيث اظهر العديد من النواب لا مبالاة تجاه مسار الجلسة، كما لوحظ غياب كلام للنواب على جري العادة، وغابت الاستفسارات الدستورية التي كانت تحصل مع بداية كل جلسة، في اشارة الى ان النواب قد استسلموا للامر الواقع، ولم يسجل سوى كلام لرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل خلال الجلسة، قائلاً "لا يمكن ذل البلد والناس أكثر من ذلك... شي بيقرف".


على هذا الايقاع سيظل المشهد الرئاسي يتقلّب في أفق فشل مفتوح إلى ما لا نهاية، حتى ان الوضع وصل الى حدود "المسخرة"، كما صوت احد النواب في الجلسة.


ومع ترحيل كافة الملفات اللبنانية للعام الجديد، وسفر عدد كبير من السياسيين الى اوروبا لتمضية الاعياد، يكون لبنان دخل في استراحة عيدي الميلاد ورأس السنة، بعدما لم تلقَ دعوة رئيس المجلس نبيه برّي إلى الحوار تجاوباً من القوى السياسية الأساسية.


ميلاد أبو ملهب، الذي حصل على صوت واحد من المقترعين، ظهر أمام مجلس النواب بملابس "بابا نويل"، حاملاً بيديه ميداليات باللون الذهبي، ليوزعها على النواب "القبضايات" الذين أوصلوا الدولار إلى 43 ألف ليرة، بحسب تعبيره.


وبعد انتهاء الجلسة، اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة، النائب ​علي فياض​، انّ لحظة إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا تولد إلا في ثنايا التوافق الوطني وخريطة التوازنات النيابية تفرض أن يكون هناك حوار بين القوى.


ولفت إلى أنّ "خطوط التواصل مفتوحة بين القوى السياسية في فترة الأعياد، ولا حركة نشطة في الاتجاه الرئاسي، وتأجلّت الأمور إلى العام الجديد".


من جهته، شدّد عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النّائب غسان حاصباني، على "أنّنا مع النّقاش داخل مجلس النواب ضمن جلسات انتخابيّة مفتوحة، ومَن يضع ورقةً بيضاء يتحمّل مسؤوليّة مباشرة لعدم انتخاب رئيس"، مشيراً إلى أنّ "أيّ شيء خارج جلسة مفتوحة لمجلس النواب لا يؤدّي إلى نتيجة".


بدوره، تمنّى عضو كتلة "الكتائب" النائب الياس حنكش عبر "تويتر" على الإعلام "أن يكفّ عن تغطية هذه المسرحية وأن تسمّوا بالأسامي النواب المعطّلين عند خروجهم في الدورة الثانية".


من جهته، نفى النائب فيصل كرامي أن يكون هناك طرح بأن يرأس قائد الجيش جوزيف عون الجمهورية مقابل رئاسته هو الحكومة، واضعاً الأمر في خانة "الأحاديث الإعلامية"، داعياً إلى الحوار والاتّفاق لانتخاب رئيسٍ.


أمّا عضو كتلة "التنمية والتحرير"، النائب علي حسن خليل، فاعتبر أنّ "الحوارات لكلّ الكتل والنواب للاتفاق حول كيفية التفاهم ولا نُريد الدّخول في سجالات مع أحد"، قائلاً إنّ "ما دعا إليه الرئيس برّي هو حوار بين كل الكتل".


من جهته، غرّد النّائب جميل السيّد قائلاً إنّ "مجلس النواب سيفشل اليوم أيضاً في انتخاب رئيس، ولذلك هربوا نحو الحوار!".


وأضاف: "بالمبدأ، لبنان بحاجة لحوار يُؤدّي لحلول لمصلحة الدولة والناس، لا حوار لتمرير الوقت بانتظار حلول خارجية! أما عندنا، فالحوار يهدف للتوافق على حلّ وسط"، سائلاً: "شو يعني حلّ وسط؟! يعني كل طرف أخذ حصّته من كعكة الدولة".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 6