في الشوارع المزينة بالأضواء وشجر عيد الميلاد وملابس بابانويل للأطفال، يستعد المصريون للاحتفال بالعام الجديد، كما تنشط الأماكن السياحية والفندقية والملاهي الليلية في هذه الأيام إستعداداً لاستقبال الزائرين ليلة رأس السنة 2023، كما تستعد الأسر المصرية لتزيين المنازل وشراء بعض المستلزمات منها الحلوى والمشروبات وكذلك الملابس الجديدة لقضاء وقت ممتع وهم يستقبلون عامهم الجديد.
ورغم انتشار منتجات زينة رأس السنة المعروضة وملابس بابانويل للأطفال في أغلب المحال وعلى أرصفة الشوارع والتي تتفاوت في أسعارها وفقا للخامة والجودة، تراجعت حالة الإقبال على شرائها، في صورة تجسّد ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية.
إقبال قليل على محلات زينة أعياد الميلاد
أمام محل تجاري لبيع مستلزمات احتفالات رأس السنة، وقفت سيدة تبلغ في الثلاثين من عمرها مصطحبةً طفلها الذي لا يتعدى عمره 7 سنوات، لتسأل البائع عن قطعة معينة أتلفت في شجرتها القديمة الموجودة بالمنزل لعلّها تستبدلها بأخرى لتتفادى شراء شجرة جديدة والتي تتراوح أسعارها من 250 جنيها ما يعادل (10.13دولار)،لم تحظَ السيدة بطلبها، عادت أدراجها متمتمةً (أنا هتصرف).
يقول " محمد صابر "وهو البائع الذي أجاب على السيدة بالنفي، والذي يعمل في متجرٍ يعرض أشجار عيد الميلاد وزينة الكريسماس، ويقع في منطقة وسط البلد لوكالة أنباء آسيا، يقول أنّ الأسعار هذا العام ارتفعت عن العام المنصرم. وأوضح أنه على الرغم من تفاوت الأسعار في المنتجات التي يعرضها المحل، تراجع مستوى الشراء بشكل ملحوظ. قائلاً:" الناس بتدور على الأساسيات التي ستشتريها، والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد جعلت المواطنين يفاضلون بين احتياجاتهم، وبالتالي هناك حاجة من الإحجام عن الرفاهيات خصوصا في المناطق الشعبية والمتوسطة".
بائع أخر في إحدى المحال بمنطقة حلوان وهي منطقة تقع جنوب القاهرة، قال لوكالة أنباء آسيا:" السيدات المقبلات على شراء مستلزمات زينة أعياد الميلاد يفضلن الأحجام الصغيرة نظرا لأسعارها المنخفضة نسبياً أمام غيرها، والهدف من ذلك فقط هو إسعاد أطفالهن في هذا اليوم ونشر نوع من البهجة في المنزل بتكاليف ليست كبيرة بسبب الظروف الاقتصادية.
النساء تبحث عن البدائل على مواقع التواصل الاجتماعي:
في مجموعات نسائية مغلقة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، تساءل عدد كبير من السيدات عن كيفية صنع زينة للمنزل بتكلفة أقل، فيما تساءلت أخريات عن محال لبيع ملابس مستعملة بدلاً من الجديدة على أن تكون حالتها جيدة وأسعارها ليست غالية أو ( في متناول الأيدي) كما يقولون.
إذ قالت جوليا إلياس إحدى السيدات العضوات لوكالة أنباء آسيا؛ أنها لأول مرة في هذا العام قررت أن تشتري لطفلها ملابس عيد الميلاد من محل يبيع ملابس مستعملة، نظراً لغلاء أسعار الملابس الجديدة المعروضة في المحلات.
وتابعت:" أنها اعتادت سواء في عيدهم أو الاحتفال برأس السنة على التنزه أو إقامة حفلة صغيرة في منزلهم تجمع الأصدقاء، لكن هذا العام ستكتفي فقط بقضاء هذا الوقت في المنزل مع أجواء عائلية مرحة بسيطة بتكاليف أقل قدر المستطاع".
أما سناء عبد المولى وهي سيدة أربعينية تعمل في صناعة الحلوى في المنزل وبيعها، قررت أن تشارك بعض وصفات صناعة حلوى أعياد الميلاد ورأس السنة مع سيدات مشاركة في مجموعة التواصل الاجتماعي، كنوع من التعاون على تحضير البدائل في المنزل بدلاً من شرائها بأسعار مرتفعة من محلات الحلوى.
حفلات ليس في متناول الجميع:
الشركات المنظمة للحفلات والتي سيكون أغلبها في القاهرة عدة فئات للتذاكر، تتراوح ما بين 600 جنيه (24.31دولار) حتى 8000 جنيه ( 324.11 دولار)، وذلك حسب الفندق المنظم للحفل والمغني الذي سوف يحيي الحفل.
من ناحية أخرى يوجد مركز ثقافي شهير على المستوى الشبابي يدعى " ساقية الصاوي" الذي بدوره، قرر تنظيم حفل للمطرب الشعبي الشهير عبد الباسط حمودة، وتأتي أسعار التذاكر بـ280 جنيها (11.34 دولار) للتذكرة الواحدة، ويقام بداية من الساعة الثامنة مساء حتى يوم الثانية من صباح اليوم التالي.
وتعتبر أسعار الحفلات مرتفعة بالنسبة إلى متوسط الأجور والرواتب في مصر، احتلت مصر المركز الأخير بين الدول العربية المتواجدة في القائمة والمركز 100 عالمياً بمتوسط راتب شهري 219 دولارا بحسب احصائيات غير رسمية، فيما ارتفع مؤخرا الحد الأدنى للأجور في مصر رسمياً إلى 3000 (121.46 دولار) في نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد الإرتفاع الشديد الذي شهدته أسعار كافة المنتجات في مصر.
وأدى قرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية إلى ارتفاع معدل التضخم الشهري 2.5% لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث سجل معدل التضخم السنوي في المدن 18.7% وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر/ كانون الأول عام 2017. وانخفض سعر صرف الجنيه أمام الدولار بنسبة 25% منذ يوم 27 أكتوبر الماضي، إذ قارب على سعر 25 جنيها بالبنوك فيما وصل سعره إلى 35 جنيه بالسوق السوداء.