تمكنت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” من إلقاء القبض على خاطفي أحد الأطفال يبلغ من العمر 6 سنوات، في مدينة الرقة بعد اختطافه لمدة 12 يوم، وبعد أن طلب الخاطفون فدية مالية بدأت بمبلغ مليون دولار أمريكي ثم وصلت لمبلغ 200 ألف دولار بعد مفاوضات معهم.
وكشفت تقارير صحفية أن قوى الأمن الداخلي “الأسايش” تمكنت من تحرير الطفل من خاطفيه قبل 3 أيام ضمن أحد المنازل في محيط مدينة الرقة بعد تتبعهم، ومراقبتهم عبر الكاميرات وتحديد المنطقة التي يتواجدون فيها.
ونقلت عن والد الطفل (ح.ع) قوله، إن الغاية من الخطف كانت طلبات تعجيزية فكان الطلب الأول هو استهداف مستشار مجلس الرقة المدني، وبعد رفضه لطلبهم طلبوا منه الإفراج عن معتقلين “متشددين” لم يرسلوا أسماءهم، فأوضح لهم أنه عاجز عن ذلك وليس من أصحاب القرار.
مضيفاً، ثم بدأت طلبات تعجيزية أخرى مثل فدية مالية قدرها مليون دولار أمريكي، وكان الهدف من الخطف سياسي وابتزاز ومكاسب، حيث كان المتحدث يتحدث من رقم عراقي، فيما كانت العصابة الخاطفة تتحدث من رقم سوري، وكان الطفل محتجزاً في منطقة قريبة من مركز المدينة، والآن الخاطفون في قبضة القوى الأمنية وسيتم الإعلان عنهم وتفاصيل أخرى فور الإنتهاء من التحقيق، كون رئيس العصابة مازال حراً طليقا. ويتهدد ويتوعد.
يذكر أن الطفل ينحدر من عائلة وجهاء في عشيرة البوعساف وهم مهجرين من ريف الرقة الشمالي منذ العام 2019، و“جلال العياف” وهو جد الطفل شغل منصب مدير مخيم عين عيسى، ووالد الطفل كان سائقاً ومرافقاً لـ”عبد القادر عبيدلي” نائب قائد قوات سوريا الديمقراطية، وصادرت الفصائل الموالية لتركيا ممتلكاتهم في تل أبيض وسلوك والزيدي، وكانت العصابة قد اختطفت الطفل، أثناء ذهابه لشراء حاجيات من البقالة المجاورة لأحد الأفران في شارع القطار بمدينة الرقة.
و تكرّرت جرائم اختطاف الأطفال في محافظة الرقة، شمالي سورية، في الآونة الأخيرة، وسط دعوات لدق ناقوس الخطر، وإيلاء الأهمية الكافية لهذه الظاهرة التي أخذت تستفحل في المجتمع وتقلق الأهالي.
وفي 6 من تشرين الثاني /نوفمبر 2022، تم اختطاف رضيعة من قسم الحواضن في مستشفى التوليد بمدينة الرقة، قبل إعلان قوى الأمن الداخلي "الأسايش" التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، بعد أيام، العثور عليها، وإلقاء القبض على المرأة التي اختطفتها.
الجدير ذكره أن جرائم خطف الأطفال طارئة على المجتمع ذي الطابع العشائري والقبلي في الرقة، وهي ظاهرة غريبة لم تكن موجودة خلال العقود الماضية، ولم تسجل أي حالات خطف أو قتل بالنسبة للأطفال في الرقة.
ما بعد عام 2018، سجلت أول حالة خطف وقتل بحق الطفلة شهد الحاتم التي اختطفتها إحدى جارات أمها وقتلتها، وفي عام 2020، وقعت الحالة الثانية بحق الطفل ياسر الفارس، الذي قام أيضاً أحد أقربائه بقتله بطريقة وحشية تبعد الشبهة عنه، إذ قام بشنق الطفل بطريقة تظهر أنه أقدم على شنق نفسه بعد ضربه بأداة معدنية.
هذا النوع من الحوادث بات مقلقاً لسكان الرقة، كونها تكررت خلال السنوات الثلاث الماضية، دون أن يُوضع حد لها، ودون وجود عقوبات صارمة.