ميقاتي يفتح نافذة على السعودية.. فهل يستفيد لبنان من "بطاقة العبور" الاقتصادية؟

وكالة انباء اسيا - بيروت

2022.12.12 - 08:20
Facebook Share
طباعة

 لم يقتصر حضور لبنان فاعليات القمة السعودية - الصينية في الرياض، بل برز الاهتمام السعودي بلبنان، بحسب مصادر دبلوماسية عبر لقاء لافت بحفاوته وتوقيته، جمع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي كان يمثّل لبنان في المملكة، لقاء دام اكثر من نصف الساعة.
هذا الاستقبال "الملكيّ" لميقاتي، يدل بحسب المصادر على استعداد كامل لدى الرياض للتعاون والتنسيق مع المسؤولين اللبنانيين، معتبرة انه ليس مهما اذا كانت المرونة السعودية المستجدة تجاه لبنان وليدةَ جهود فرنسية او نتاجَ قناعة سعودية صرفة بسلوك هذا المسار، المهمّ بحسب المصادر هو ان الموقف السعودي بات واضحاً، وهو بحسب اعتقاد المصادر انه اذا كان اللبنانيون يرغبون بدعم سعودي عليهم إنجاز أجندة الشروط المتمثلة بالإصلاحات اللازمة، والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته لا أكثر ولا أقل، معتبرة ان بيان القمة العربية- الصينية في الرياض لخص هذه الطلبات.
في غضون ذلك، رأت مصادر سياسية ان العبارة السحرية لاستعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية لعافيتها، برزت علناً في كلام وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، حين قال: "يعود للبنانيين أن يقرروا ما هو الأفضل لهم، وعندها السعودية وكل الدول العربية ستدعم اللبنانيين في ما يقررون، سمعه الوفد اللبناني برئاسة الرئيس ميقاتي، المعادلة واضحة"ساعدونا كي نساعدكم".
واشارت المصادر الى ان ميقاتي نجح في فتح "كوة" في جدار العلاقة اللبنانية- السعودية وعلى لبنان الاستفادة من هذه الايجابية، معتبرة انه من الأجدى أن تتلقف مختلف الأطراف المبادرة السعودية الإيجابية تجاه لبنان، وإلا فالأمور ستبقى محصورة ضمن الحلقة المُفرغة، معتبرة ان المطلوب تفعيل السعي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وعدم وضع شروطٍ تعجيزية أمام ذلك، والانتقال بعدها الى تشكيل سلطة تنفيذية فاعلة تستكمل عملية الإصلاحات التي يريدها العرب لضمان عودة فعلية إلى لبنان، والا سيخسر "بطاقة العبور" الاقتصادية نحو تعاونٍ جديد مع الدول العربية، بحسب المصادر.
ومن الرياض عاد ميقاتي مدججاً بالدعم الملكي، وحطّ باكراً في بكركي، وقدم شرحاً مستفيضاً حول جلسته الحكومية، محاولاً إبعاد المسألة الطائفية عن طبيعة الجلسة الحكومية، وذلك بعد المواقف الرافضة للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي لجلسة مجلس ‏الوزراء الاخيرة.
وأشار ميقاتي الى ان الراعي لفت نظره إلى أنّه "كان من الضروري إجراء تشاور ‏قبل عقد جلسة الحكومة"، لافتا الى انه جرى اتفاق "على جلسة تشاور مع الوزراء قريباً ‏للتفاهم على الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة".
وأشار إلى أنّه لمس لدى الراعي ‏‏"حرصه الشديد على أن يتمّ انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة في أسرع وقت"، لافتاً إلى أنّه "يعلم ‏ونحن نعلم أنّ الأمر ليس مرتبطاً بالحكومة، بل هو مسؤولية مجلس النواب، وبالتالي نحن ‏اليوم نتحمّل مسؤولية أمر ليس لنا فيه أي قرار سوى تسيير أمور البلد والسهر على راحة ‏المواطن وقضاياه قدر المستطاع"، موضحاً أنّه ‏‏"من هذا المنطلق شرحنا موضوع انعقاد مجلس الوزراء الأخير وأكدنا أنّ الموضوع ليس ‏طائفياً".‏

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3