بعد تسع جلسات فاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية، وعقم الحوارات، برزت زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون الى قطر، وإن كان بيان قيادة الجيش وضع الزيارة في إطار شكر الدوحة على المبادرات المتكرّرة لمساعدة الجيش والبحث في استمرار الدعم القطري في الظروف الراهنة، إلا ان للأوساط السياسية رأي آخر، حيث وضعت الزيارة في خانة "تحمية" الملفّ الرئاسي.
اسهم العماد عون إرتفعت عند الموالاة والمعارضة، بحسب الاوساط السياسية، الا عند رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي اعلن صراحة ولأول مرة رفضه السير بقائد الجيش كمرشح للرئاسة، معتبراً أن "معادلة إما سليمان فرنجية أو قائد الجيش مرفوضة، فلا أحد يضع لنا المعادلات، ولا يمكن فرض تسويات علينا من دون احترام موقفنا".
موقف باسيل الرافض كما برره هو، لا يتعلق بالاسم بل يتعلق في "أننا نكرّس أن كلّ قائد جيش عندما يصل إلى المنصب يصبح همّه برئاسة الجمهورية، والأزمة اليوم ليست أمنية بل اقتصادية ومالية وسياسية فما هو المشروع هنا؟".
مصادر سياسية وفي حديثها لوكالة انباء اسيا، اعتبرت ان كلام باسيل جاء رداً على المواصفات الجديدة للرئيس التي حددها نائب الامين العام لحزب ال له الشيخ نعيم قاسم بثلاث مواصفات أساسية: "رعاية خطة للإنقاذ الاقتصادي المالي، القدرة على التواصل والتعاون مع كل الأطراف الموجودين على الساحة، ألا يكون استفزازياً بل يعمل بهدوء لمعالجة القضايا الخلافية"، معتبرة ان هذه المواصفات المستجدة قد تكون عبارة عن مسار جديد للخروج من ترشيح فرنجية، والسير بمرشح توافقي، وقد يكون من بين الاسماء المطروحة على اللائحة اسم قائد الجيش، وهو ما فهمه باسيل جيداً.
كما ان هذه المواصفات المستجدة، أثارت حيرة لدى جهات سياسية، خصوصا أنها لم تأتِ على ذكر مواصفة واحدة ووحيدة سبق أن حددها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرال له المتمسك برئيس يحمي المقاومة، إذ إن المواصفة الأولى والمتقدمة من بين المواصفتين الأخرتين لا تنطبق أو تتوافق مع مرشح الحزب سليمان فرنجية.
في غضون ذلك، اشارت المصادر الى ان باسيل تقصد ايضا مع اعلانه رفض معادلة "إما فرنجية او قائد الجيش"، ايصال رسالة الى المعنيين في باريس والدوحة، بعدما كان قد لمس خلال زيارته فرنسا وقطر جدية لدى البلدين برعاية تسوية لبنانية تفضي إلى انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية.
وهو ما رأت فيه المصادر سبب الخلاف الاساسي بين التيار والحزب، وليس حضور الجلسة الحكومية، خصوصا ان قائد الجيش لم يُرفع بوجهه "فيتو" حزبي حتى اللحظة، ومعتبرة ان باسيل تيقُّن بأنّ الحزب لن يقف عائقاً أمام وصول جوزف عون إلى بعبدا في حال قضت التسوية الخارجية ذلك، بعدما تعمد الإفصاح عن اللقاء الذي جمع قائد الجيش ومسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا على الرغم من لقاءات سابقة تبقى دائماً بعيدة من الإعلام.
وفي حال وقع اختيار التسوية على إسم جوزف عون للرئاسة، ما هو مشروعه السياسي وبرنامجه؟ تسأل اوساط سياسية، فمن المعروف بأنّ قائد الجيش "بيشتغل عسكر فقط ومش سياسة"، وهو ما كان اعترف به قائد الجيش قبل خمس سنوات اي منذ تعيينه، ومن هذا المنطلق تقول الاوساط السياسية هل سيكون لقائد الجيش حلولا منطقية لأزمة المودعين، كيف سيرد سياسات حاكم مصرف لبنان والمصارف، هل سيكون مستعد لفضح الفاسدين؟، تسأل المصادر.